دخول المرأة السعودية بقوة إلى سوق العمل يعيد رسم صورة قطاع السلع الفاخرة. والسبب يعود إلى جانب من الثقافة الشعبية العربية لا تحظى به كل نساء العالم. فالحقيبة نفسها من علامة فاخرة قد تجدها أو تجدينها بسعر معيّن في دبي، وبسعر آخر في الرياض، وبسعر مختلف في باريس. هذا الاختلاف يشجع كثيرين على السفر والتسوق في دول أخرى غير أسواقهم المحلية. فما صحة هذا الانطباع عن فروق الأسعار؟ وهل الأسعار في أوروبا أرخص بالفعل؟ ومع ارتفاع المنافسة وزيادة شعبية التجارة الإلكترونية إضافة إلى التغير المستمر في عادات المستهلكين ، تبتكر المحلات التجارية والعلامات الفاخرة حلولاً مبتكرة تتناسب مع متطلبات العصر. وقال تشارلز حداد المدير العام في لوريال لكس الشرق الأوسط "طموحنا في لوريال أن نصبح شركة تجميل تقنية! لذا استحوذنا على شركة Modiface لحلول الواقع الافتراضي، مثلاً فتحنا متجراً خاصا لعلامة "إف سان لوران" في توسعة دبي مول حيث يمكن للسيدات تجربة المكياج افتراضياً ، هذا إضافةً إلى غرفة خاصة لتجربة العطور شبيهة بغرفة قياس الملابس". وتراجعت مبيعات السلع الفاخرة الشخصية في المنطقة بنسبة 2% العام الماضي حيث يتدفق الإنفاق المحلي إلى خارج المنطقة بسبب الاختلافات السعرية فعلى سبيل المثال في الإمارات (في بعض دول الخليج) فإن سعر الحقيبة أغلى بـ12% مقارنة بأوروبا، ومنتجات الماكياج أغلى بـ25% ولكن من الملفت أن أسعار المجوهرات أقل بـ 14%. وقال سيريل فابري رئيس المنتجات والتجزئة في BAIN & CO الشرق الأوسط بعض العلامات تبذل جهداً لتوحيد الأسعار فأينما تسوقتِ في دبي أو لندن أو نيويورك، تجدين نفس الأسعار، هذه العلامات حققت نمواً ، أما تلك التي تقاوم توحيد الأسعار فستتراجع مبيعاتها. وفي السعودية، تظهر مجموعة جديدة من المتسوقين، أو المتسوقات تحديداً لم تكن موجودة من قبل!. وقال سيريل فابري "المرأة السعودية اليوم نزلت إلى سوق العمل ولها دخل خاص بها لم يكن موجوداً سابقاً متاحاً للإنفاق على منتجاتها الخاصة، كمنتجات التجميل والملابس. إذ بحسب الأعراف في المنطقة فإن الرجل هو المسؤول عن المصاريف المنزلية. المرأة السعودية قد لا تشتري بصورة متكررة ولكن هناك الملايين منهن مما يشكل أرقاماً ضخمة". وبحسب بين أند كو، تجاوز حجم سوق السلع الشخصية الفاخرة في الإمارات 1.6 مليار دولار، أكبر بأربع مرات من السوق السعودية عند 430 مليون دولار بالرغم من الفرق الشاسع في عدد المستهلكين، بسبب توجه المستهلك السعودي إلى الخارج بحثاً عن تجارب مثيرة أكثر أثناء التسوق، ولكن يتوقع الخبراء أن يتغير هذا المشهد في المستقبل القريب مع التوسعة الضخمة في بعض المتاجر الفخمة مثل رياض بارك وروبنسون رياض.
مشاركة :