حثّت الصين، الأربعاء، بريطانيا على الكف عن التدخل في شؤونها بعد أن حظرت لندن مبيعات معدات مكافحة الشغب لهونغ كونغ ودعت إلى التحقيق بعد اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في المستعمرة البريطانية السابقة. وتظاهر الملايين في هونغ كونغ خلال الأسابيع القليلة الماضية احتجاجا على مشروع قانون يسمح بتسليم أفراد، ومن بينهم الأجانب، إلى البر الرئيسي الصيني لمثولهم أمام محاكم يسيطر عليها الحزب الشيوعي. وتراجعت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام في نهاية المطاف بعد أن شهدت المدينة بعض أسوأ أعمال العنف فيها منذ عقود، إذ أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لكنها لم تصل إلى حد الاستجابة لمطالب المحتجين بإلغاء مشروع القانون برمّته قائلة إنها ستعلقه إلى أجل غير مسمّى. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الأمور المتعلقة بهونغ كونغ هي “شأن داخلي”، فيما حاول متظاهرون كسب الدعم الدولي لمعركتهم ضد مشروع قانون مثير للجدل يتعلق بتسليم المطلوبين. وقدّم المحتجون التماسا إلى قادة مجموعة العشرين للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين التي تعقد هذا الأسبوع في اليابان. وفي محاولة لجذب المزيد من الاهتمام الدولي، جمع سكان هونغ كونغ 6.7 ملايين دولار من عملة هونغ كونغ (858 مليون دولار أميركي) لنشر إعلانات حول مشروع قانون تسليم المطلوبين في الصفحات الأولى من صحف عالمية شهيرة، من بينها فاينانشال تايمز ونيويورك تايمز. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بكين، جينغ شوانغ إن “الجانب الصيني لن يوافق على مناقشة قضية هونغ كونغ الأمر برمته هو شأن داخلي للصين”. ووجه جينغ انتقادا حادا ضد بريطانيا بعد أن دعا وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت الثلاثاء إلى تحقيق قوي ومستقل حول وحشية الشرطة مع احتجاجات في الآونة الأخيرة في هونغ كونغ. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وأدوات مشابهة ضد المتظاهرين والصحافيين. وقال هنت لمجلس العموم البريطاني، إنه من الممكن وقف صادرات “معدات السيطرة على الحشود إلى هونغ كونغ حتى تتم معالجة المخاوف إزاء حقوق الإنسان”. وقال المسؤولون الصينيون قبل ذلك إن مشروع القانون، الذي يتعلق بالسماح بتسليم المشتبه بهم في قضايا جنائية للصين على أساس كل قضية على حدة، قد نشأ في الحكومة المحلية لهونغ كونغ وليس في بكين. ويعتبر بيل بيشوب الذي يصدر النشرة الإخبارية “سينوسيزم”، أن المسيرات التي نزلت إلى شوارع هونغ كونغ هي بمثابة رد فعل على المنحى المتسلط الذي فرضه شي جين بينغ على الصين منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 2012.
مشاركة :