قطر والصين.. تعززان الشراكة الاستراتيجية

  • 6/27/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - ترجمة كريم المالكي: وصف موقع «جلوبال فيلج سبيس» العلاقات القطرية الصينية بـ «الشراكة الاستراتيجية الثابتة والصداقة القوية». وأكّد في تقرير نشره أمس أن العلاقات القطرية الصينية في غاية الأهمية والحيوية لكلتا الدولتين لاسيما في ظل الحرب التجارية المستمرة بين كل من واشنطن وبكين، حيث حافظت قطر، بفضل دبلوماسيتها الناجحة، على توازن دقيق بين الخصمين الاقتصاديين، ولا تزال حيادية في تحالفاتها مع القوى العظمى. وقال الموقع إنّ زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الأخيرة إلى الصين في يناير الماضي، عكست عمق وقوة العلاقات القطرية الصينية. وأشار موقع جلوبال فيلج إلى أن قطر لاعب إقليمي له ثقله الدبلوماسي في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وقد استطاعت أن تؤمن بيئة جيدة ومنصات للتفاوض لحل العديد من المنازعات الإقليمية والدولية، وأثمرت تلك الجهود عن نتائج تصب في استقرار المنطقة والعالم، وأضاف الموقع أن الصين أكبر دولة مستورد للغاز وقطر أكبر دولة مصدرة ما خلق علاقات اقتصادية في غاية الأهمية بين الدولتين، خصوصاً أن قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى الصين.   شراكة ثابتة ونقل موقع جلوبال فيلج التصريحات التي أدلى بها سعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين الشعبية بمناسبة انتهاء مهامه الرسمية في قطر، والتي أكّد فيها التزام الصين بشراكتها الثنائية الطويلة الأمد، وأعرب لي تشن عن امتنانه لدولة قطر وشعبها على كرم ضيافته خلال فترة ولايته لمدة أربع سنوات كسفير للصين. وأشار الموقع إلى أن السفير الصيني أكّد أن التعاون بين البلدين سيستمر بنفس الحماس، والحوار الاستراتيجي ارتقى بالعلاقات القطرية الصينية لآفاق أرحب، موضحاً أنها تشهد نمواً مطرداً، خاصة على الصعيد التجاري والاستثمارات المشتركة والنقل والتعاون في مجالات الطاقة، لافتاً إلى أن عدد الشركات الصينية في قطر والشركات المشتركة تجاوز الـ 200 شركة، كما شهد التبادل التجاري نمواً متسارعاً وبلغ ١٣.٥ مليار دولار بزيادة ٢٨.٦ ٪ عام ٢٠١٨. تعددية التعاون وأشار الموقع إلى أن وزارة التجارة القطرية، أكّدت أن هناك زيادة في نسبة حجم التجارة بين البلدين، وقد نقل موقع جلوبال فيلج ما أدلى به سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة، في وقت سابق، حيث قال إن حجم التبادل التجاري بين البلدين، شهد ارتفاعاً بنحو 27 بالمئة خلال عام 2018 ليبلغ حوالي ١٣.٥ مليار دولار لتستحوذ بذلك الصين على ما نسبته 11.7 % من إجمالي حجم التجارة الخارجية لدولة قطر مما يجعل الصين أكبر شريك تجاري للبلاد. وأكّد موقع جلوبال فيلج أن الإصلاحات الأخيرة في قطاع الاستثمار في قطر التي أجرتها هيئة الاستثمار القطرية (QIA) أدت إلى زيادة ثقة المستثمرين الصينيين في دولة قطر. وأفادت التقارير بأن 14 شركة صينية قد استثمرت في البلاد بنسبة ملكية 100 % - وهي جزء من الإصلاحات التي أدخلتها هيئة الاستثمار القطرية لجذب المستثمرين الأجانب. ونقل الموقع ما قاله مساعد وزير التجارة الصيني رن هونغ بين في ورش منتدى الأعمال القطري الصيني، عن أن العلاقات التجارية بين الصين وقطر تتمتع بواحد من أسرع معدلات النمو من بين كافة العلاقات الثنائية التي تربط الصين بالشركاء التجاريين الآخرين. لقاء القادة في دوشنبه وأشار الموقع إلى لقاء صاحب السمو الأمير المفدى، والرئيس الصيني في دوشنبه في العاصمة الطاجيكية دوشنبه على هامش انعقاد القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا «سيكا» في هذا الشهر.. وقد ناقش الزعيمان خلال ذلك اللقاء علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين وأوجه تطويرها في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والاستثمارية والطاقة والصناعة وكذلك استعرضا الحاجة إلى تعزيز التحالف السياسي بين البلدين. كما أشاد الجانبان بنتائج اجتماعاتهما التي عقدت في الصين في مطلع هذا العام وأكدا من جديد التزامهما بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين. وأشار الموقع لزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الصين التي أجراها في يناير، حيث التقى الرئيس الصيني وكبار المسؤولين. وبالإضافة إلى الاجتماعات الفردية بين الجانبين، فقد جرت محادثات على مستوى الوفود تم خلالها توقيع عدد من مذكرات تفاهم بين البلدين. وأبدى كلا البلدين الرغبة في توسيع نطاق تعاونهما في مجالات إنتاج واستهلاك الغاز. ولكون الصين أكبر مستورد للغاز، وقطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، فقد منح ذلك كلا البلدين إقامة علاقات تجارية متبادلة. وذكر الموقع أن قطر هي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال (LNG) إلى الصين. في حين أعرب الرئيس الصيني عن رغبته في تعزيز التجارة وتكنولوجيا الاتصالات بين البلدين. وتهدف الصين حاليًا إلى توسيع نفوذها من الجيل الخامس في العالم وسط الحرب التجارية القائمة مع الولايات المتحدة. دبلوماسية ناجحة وأوضح موقع جلوبال فيلج أن قطر قد أكدت أن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين تؤثر على البشرية في جميع أنحاء العالم. ومع الزيادة في التعريفات التجارية من كلا الجانبين، تعاني البلدان ذات الموارد الاقتصادية الضئيلة من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة وتُجبر على الذهاب للبحث على من يقرضها ما يعني تكبيل هذه البلدان بالديون. وقد واجه إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خسائر كبيرة منذ بدء الحرب التجارية نتيجة انسحاب الصينيين من واردات الغاز الأمريكي. ولكونها أكبر مستورد للغاز في العالم، تسعى الصين للاستثمار في الأسواق الغنية بالغاز الطبيعي لحل مشكلة تلوث الهواء المزمن. وعلاوة على ذلك، على الرغم من كونها خامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد على واردات الغاز الطبيعي من بلدان أخرى، وذلك لسببين أساسيين؛ مشكلات عنق الزجاجة في خط أنابيب وقانون ميرشانت مارين لعام 1920 الذي يقيدها لاستخدام الغاز الطبيعي المنتج محلياً. وقال الموقع: على الرغم من أن قطر كانت فاعلة كثيراً بسد هذه الثغرات من خلال زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي لكل من الولايات المتحدة والصين. في الوقت الحالي، تخطط قطر لإنشاء أربعة خطوط إنتاج للغاز الطبيعي المسال لتصديره إلى الولايات المتحدة وتزويد الصين بفاعلية بالغاز الطبيعي للاستخدام المحلي والإنتاج. وأشار الموقع إلى أن كلاً من الولايات المتحدة والصين تبقيان حليفين رئيسيين لقطر. ففي يونيو 2017، أثبتت الصين أنها حليفة كبيرة لقطر، حيث ساعدتها في إعادة بناء إمداداتها من تجارة الطاقة، وتوفير السلع المستوردة التي كانت قطر تعتمد عليها في السابق باستيرادها من جيرانها الخليجيين، كما قدمت لقطر المساعدة الفنية لبناء ملاعب كرة القدم في قطر 2022 المقبلة. كما قدمت الصين مساعدتها الفنية إلى قطر لبناء ميناء حمد للحاويات الذي عزز فيما بعد قدرات الاستيراد لدى دولة قطر. وأكد موقع جلوبال فيلج أن الدور الذي تلعبه قطر كلاعب إقليمي له ثقله الدبلوماسي في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث أمّن بيئة جيدة ومنصات للتفاوض للعديد من الأطراف المتخاصمة وقد أثمرت تلك الجهود القطرية عن نتائج لصالح الأطراف المتخاصمة وصبت في استقرار المنطقة والإقليم والعالم. وقال الموقع: من ناحية أخرى، تستضيف قطر، الحليف الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، قاعدتين عسكريتين أمريكيتين، بما في ذلك قاعدة العديد الجوية وقاعدة السيلية.. وقد لعبت قطر أيضاً دوراً رئيسياً في التوسط بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية من خلال تزويد كل منهما بمنصة للتفاوض على صفقة. وأشار الموقع إلى أنه من المتوقع أن يجتمع صاحب السمو الأمير المفدى، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في يوليو المقبل لمناقشة الأزمة الإيرانية الأمريكية الحالية، والأهم من ذلك، حصار الدول الأربع المستمر على قطر. وختم الموقع تقريره بأن قطر تواصل بنجاح دبلوماسيتها في إيجاد توازن في تحالفها مع كل من الصين والولايات المتحدة على الرغم من تلك الحرب التجارية المتنامية بين البلدين. ويظل التوازن بين الخصمين التجاريين أمراً حاسماً بالنسبة إلى قطر، حيث لا تزال الدول المجاورة لها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر تفرض حصاراً عليها بذريعة دعمها للجماعات الإرهابية، وهو الاتهام الذي نفته وفندته قطر مراراً وتكراراً.

مشاركة :