لقي سبعة من رجال الشرطة المصرية مصرعهم في هجوم شنته عناصر تابعة لتنظيم داعش على تمركزات متنوعة لقوات الشرطة في العريش بشمال سيناء، وتمكنت قوات الأمن من تصفية عدد منهم. وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها، الأربعاء، أنها تصدت للهجمات وعثرت على أحزمة ناسفة وأسلحة آلية وقنابل يدوية، وسارعت في إجراء مطاردات مع العناصر الهاربة. وقع الحادث في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، واستخدم الإرهابيون فيه أكثر من عشر عربات دفع رباعي في هجمات متزامنة على مواقع حيوية تابعة للشرطة. وكشفت مصادر أمنية لـ“العرب” أن الحادث الجديد يشي بتصاعد العمليات الإرهابية في سيناء منذ بداية الشهر الجاري، وأن تنظيم داعش الذي تعرض لخسائر فادحة منذ انطلاق “العملية الشاملة 2018” في سيناء، يحاول استجماع قواه وتحقيق مكاسب بعد هزيمته الكبيرة في كل من سوريا والعراق، وتعرضه لخسائر فادحة في ليبيا، فضلا عن كون هناك بوادر لتناس بينه وبين تنظيم القاعدة على النفوذ في سيناء.وذكر متابعون لشؤون الحركات الإسلامية أن التسخين الحاصل في سيناء ليس بعيدا عما يحدث في ليبيا، حيث يريد المتشددون تخفيف الضغوط الواقعة عليهم من قبل الجيش الليبي المدعوم من مصر بإعادة الزخم لجبهة سيناء كنوع من الضغط على القاهرة. ويصعب الفصل بين تصاعد عمليات داعش في سيناء وبين الصراع الذي يدور حاليا بينه وبين القاعدة على “أيهما يستطيع قيادة العمل الجهادي مستقبلا”، ويستغل داعش ضعف القاعدة حاليا ويريد ترسيخ نفسه كرقم أول انطلاقا من منطقة سيناء، بعد أن تلقى رسائل بإمكانية استعادة نشاط القاعدة مرة أخرى في مصر وليبيا، ارتكانا إلى خطبة هاني السباعي المنسق اللوجيستي لتحركات عناصر القاعدة، الذي حرض مؤخرا ضد الجيش المصري. ولا تستبعد بعض المصادر أن تكون العملية الأخيرة على صلة بما يجري من تطورات إقليمية خاصة بصفقة القرن، بعد حديث عن تخصيص 9 مليارات من العوائد الاقتصادية لسيناء، في شكل استثمارات. وقال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري، إن داعش نجح في توظيف خلاياه المختبئة في أوساط المدنيين بمدينة العريش، وهي التي باغتت القوات الأمنية. وأضاف لـ“العرب” أن العمليات الأخيرة تركزت في العريش وليس في المناطق الصحراوية التي تنكشف فيها تلك الخلايا ووجدت قوات الأمن صعوبة في الوصول إلى عناصرها عبر العمليات العسكرية، لأنها تسعى لتجنب الخسائر بالمدنيين، والتعامل معها يكون من خلال مجموعات استخباراتية ترصد تحركاتها. ويفسر خبراء أمنيون تركيز داعش على العريش التي يقطنها نحو 200 ألف نسمة، بخسارة التنظيم القدرة على التواجد داخل مناطق عديدة في سيناء، وهو ما منحه فرصة للجوء إلى ما يسمى بالحرب داخل المدن، أملا في استعادة القدرة على النفاذ لمناطق أبعد. وذهب البعض للتأكيد على أن اللجوء إلى تكتيك الهجمات المتزامنة، وهو ما حصل في حوادث العريش، يشير إلى رغبة الإرهابيين إثارة الرعب في نفوس المدنيين وتنفيذ عمليات سريعة ومفاجئة وفي مناطق متفرقة. وأوضح عمرو فاروق الباحث في حركات الإسلام السياسي، أن داعش يستهدف الآن لفت الأنظار إليه، والبحث عن تكبيد الحكومة أكبر خسائر ممكنة على أمل هز صورتها في الشارع، وإعادة الترويج لنفسه، ما دفعه إلى استخدام أقصى قدرات مسلحة متوافرة له في مواقع مختلفة.
مشاركة :