الموسيقى تنشط ذاكرة مرضى الخرف وتعزز السعادة لديهم

  • 6/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف فريق من الباحثين أن قوائم الموسيقى والأغاني الشخصية التي تعيد إحياء ذكريات الطفولة واللحظات السعيدة قد تجلب الفرح لمرضى الخرف لأن الموسيقى يمكن أن تنشط أجزاء من الدماغ لا تتأثر بالمرض. وقال أندي لونديس نائب رئيس جمعية (بلاي ليست فور لايف) في غلاسكو باسكتلندا “أحد أكبر التحديات التي نواجهها في مجتمعنا هو أن الكثير من الناس يعيشون أطول وعلى امتداد فترة حياتهم يتطور مرض الخرف لديهم”. قامت المؤسسة الخيرية حتى الآن بتدريب 4650 من موظفي الرعاية الصحية على استخدام الموسيقى لعلاج الخرف وتقدر أن المتطوعين قد وصلوا إلى أكثر من 21000 شخص منذ عام 2015. وأوضح لونديس، عبر اتصال هاتفي مع رويترز، أن “اهتمامنا الكبير بالمناهج غير الدوائية هو نتيجة نقص العقاقير لعلاج الخرف”. ومن خلال برنامج (ميوزك ديتاكتف)، تشجع جمعية (بلاي ليست فور لايف) الخيرية أفراد العائلات على التحدث مع أقاربهم لمعرفة الموسيقى التي تستحضر ذكرياتهم السعيدة. ويتم إنشاء قوائم الموسيقى قبل أن يتطور الخرف عند أفراد الأسرة. الموسيقى يمكن أن تتسبب في إطلاق الدماغ لمواد كيميائية جيدة الشعور بما في ذلك الإندورفين والهرمونات كالدوبامين والسيروتونين ونشرت مجلة لانسيت الطبية مؤخرا مقالا توضيحيا لما عرضه كل من الدكتور لونديس والدكتور توم روس، عالم الطب النفسي بجامعة إدنبرة، خلال مهرجان العلوم بأدنبرة، بداية هذا العام. وقال لونديس “(بلاي ليست فور لايف) تأسست عام 2013 من قبل المذيعة الاسكتلندية سالي ماغنوسون”. وفسر أن المذيعة شغلت لوالدتها، التي أصيبت بالخرف، مجموعة من الأغاني المألوفة لديها. واكتشفت ماغنوسون آنذاك أن تلك الموسيقى ساعدت أمها المصابة على استحضار الذكريات وعززت شعورها بالسعادة، لذلك أنشأت الجمعية لمشاركة التجربة مع الآخرين. وأضاف لونديس “على الرغم من أن والدتها فقدت قدرتها على استخدام الكلمات تقريبا، كانت سالي كلما غنت أي جزء من الموسيقى المألوفة لديها، أبدت الأم قدرة كبيرة على غناء الأغنية من البداية حتى النهاية، مع الحفاظ على انسجام الكلمات مع اللحن. لقد تم تركيب شظايا الذكريات بفضل أغان تحمل انطباعات وروابط شخصية قديمة”. قائمات الموسيقى متطوعو جمعية (بلاي ليست فور لايف) ليسوا من المعالجين المعتمدين لكنهم ملتزمون بالنسخة الخامسة من بروتوكول “غيردنر” الذي تم تطويره في جامعة ستانفورد ويقترحون أن تكون جلسات الاستماع للموسيقى قبل 30 دقيقة من القيام بالأنشطة المجهدة، مثل الاستحمام. ولإنشاء قائمة الموسيقى، يوصي لونديس بثلاث خطوات، أولا، بالتحقق من أفضل الأغاني المتصدرة للقائمات عندما كان عمر الفرد يتراوح بين 10 و30 عاما، وهي الفترة التي تشكل فيها الذكريات البارزة. ويذكر أن جمعية (بلاي ليست فور لايف) أنشات قاعدة “100 سنة: قرن من الأغاني” وهي مجموعة من القائمات تتكون من أكثر 100 أغنية ناجحة في كل سنة، في فترة ما بين 1915 و2015. ثانيا، نضيف القطع التي ارتبطت بذكريات الطفولة أو بالموروث أو بتأثير أصدقاء سابقين. وقال لوندز (وهو يكتم ضحكته) “إحدى الأغاني المدرجة على قائمة الأغاني الخاصة بي أغنية (ماي فار لايدي) التي كان أبي يضعها كل أحد ليرى من سيغسل الأطباق كي ‘ينجو’ من سماع الموسيقى”. ثالثا، يمكن أيضا إضافة تأثيرات “الهوية” التي ترتبط بالتراث والجنسية والعرق. على سبيل المثال، لوندز من غلاسغو ويريد أن يتذكر هذا التراث، لذلك أضاف الأغاني التي سمعها وهو طفل أثناء حضوره الكنيسة. وقال أنطونيو شيروبيني من المعهد الوطني للعناية بكبار السن، في أنكونا بإيطاليا، والذي لم يشارك في مقال ذو لانسيت، “يحتفظ الأشخاص المصابون بالخرف بمشاعر دفينة يمكن استعادتها، حتى خلال المراحل المتأخرة من المرض، وهذا من شأنه أن يفند نظرية أن الخرف يدمر الشخصية ويمحو كل ما يجعل الفرد مختلفا”. وأضاف تشيروبيني، لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني، “غالبية المرضى يصابون باضطرابات سلوكية، ليست فقط سلوكيات الإثارة والتحدي، ولكن أيضا اللامبالاة والاكتئاب”. “الأدوية ليست فعالة للغاية في علاجها ولها آثار جانبية، لذلك لا بد من اللجوء إلى العلاجات غير الدوائية الفعالة”.مسكن للألم المزمن كشف تقرير نشر بموقع (سايكولوجي توداي) الطبي أن الدراسات التي تبحث في العلاقة بين الاستماع إلى الموسيقى وتحمل الألم توصلت إلى أنها ليست فعالة في تخفيف الألم الحاد والمزمن فحسب، بل يمكنها أيضا مساعدة المرضى على معالجة القلق والاكتئاب. ووفقا لإحدى الدراسات التي أجريت عام 2012، ساعدت جلستان يوميتان للاستماع للموسيقى على عينة من مرضى الألم المزمن في تخفيف الأعراض المتعلقة بحالات مثل الألم العضلي الليفي أو الأمراض الالتهابية أو الحالات العصبية بالإضافة إلى القلق والاكتئاب المرتبطين بالألم المزمن. ويتمثل جزء من جاذبية استخدام الاستماع للموسيقى في تخفيف الألم في أنه أسلوب بسيط وفعال من حيث التكلفة ويمكن تصميمه ليناسب احتياجات كل مريض على حدة. وبما أن الانفعال والألم مرتبطان بقوة، فإن الموسيقى التي يتردد صداها مع المشاعر الإيجابية تؤدي بدورها إلى ذكريات إيجابية يمكن أن تؤثر أيضا على الحالة المزاجية والقدرة على معالجة الألم. كما يمكن أن يؤثر الاستماع إلى الموسيقى اللطيفة أيضا على كيفية إدراكنا لمرور الوقت (تجعل الذكريات اللطيفة الوقت أسرع من الذكريات غير السارة). ولفهم المزيد حول العملية التي يمكن من خلالها أن يساعد الاستماع إلى الموسيقى في تخفيف الألم، أجرى باحثان في جامعة باكنغهام في المملكة المتحدة دراسة، نشرت نتائجها في مجلة (سايكوميوزكولوجي). قامت عالمتا النفس كاثرين أ. فينلي وكريثيكا أنيل بتشريك واحد وأربعين متطوعا (24 امرأة و17 رجلا) في الدراسة. كان المشاركون جميعا في العشرينات من العمر، بلغ متوسط ​​أعمارهم 25.98 وهم دون تاريخ من الألم المزمن أو غيره من الأمراض. عند الدخول إلى المختبر الذي أجريت فيه التجربة، طُلب منهم جميعا إزالة الساعات لمنعهم من تحديد مقدار الوقت، ثم أكملوا استبيانات تقيس مستويات القلق والوعي بالألم التي كانوا يعانون منها في تلك اللحظة بالذات. كما تم استخدام مقياس حرارة رقمي لقياس درجة حرارة اليد. وأكمل كل مشارك سلسلة من التجارب التي ركزت على اليد “المهيمنة” لدى كل فرد (إن كانت اليد اليمنى أو اليسرى) والتي تم وضعها في حمام مائي. تم تصميم الحمام ليبرد إلى درجة حرارة أعلى من درجة التجمد مباشرة (0 درجة مئوية أو 32 درجة فهرنهايت) لمدة تصل إلى أربع دقائق خلال كل تجربة. وتم إعطاء المشاركين وقتا بين التجارب للسماح بعودة درجة حرارة أيديهم إلى وضعها الطبيعي. ولقياس مستوى الألم الذي كانوا يعانون منه، استخدم المشاركون مقياس تصنيف للإشارة إلى مستوى الانزعاج الذي يشعرون به. وطُلب منهم تقدير الوقت الذي أمضوه في كل تجربة للشعور بشدة الألم. وقبل بدء التجربة، طلب من المشاركين اختيار الموسيقى التي يشعرون بأنها سعيدة أو حزينة أو مريحة. وبعد ذلك، مر كل مشارك بأربع تجارب على الماء البارد تم خلالها تشغيل أحد الاختيارات الموسيقية الثلاثة مقابل حالة واحدة لم يتم خلالها تشغيل أي موسيقى. وبعد كل تجربة، قام المشاركون بتقييم مدى تمكن الموسيقى من تشتيت انتباههم وكم التحكم الذي شعروا به تجاه الألم. وكما هو متوقع، أبلغ المشاركون عن شعورهم بأكبر قدر من الألم أثناء عدم وجود موسيقى، في حين أثرت أنواع الموسيقى (السعيدة والحزينة والمريحة) على طرق الإحساس بالألم. فقد أفاد المشاركون الذين يستمعون إلى الموسيقى السعيدة بأن لديهم سيطرة أكبر على الألم وأنهم قادرون على معالجة الألم لفترة أطول. بينما بين استرخاء الموسيقى أنه يقلل من القلق وشدة الألم، مما جعل تجربة الماء البارد أسهل مما حصل مع أنواع الموسيقى الأخرى. ورغم أن الموسيقى الحزينة كانت لا تزال أفضل من عدم وجود موسيقى على الإطلاق، إلا أنها لم تكن فعالة مثل الموسيقى السعيدة أو المريحة. جدير بالذكر أن أنواع الموسيقى الثلاثة ساعدت جميعها في مرور الوقت بشكل أسرع من حالة عدم وجود موسيقى حيث كان المشاركون أكثر انشغالا أثناء التعامل مع الماء البارد. فلماذا كان الاستماع إلى الموسيقى المريحة أكثر فعالية من الموسيقى السعيدة في مساعدة المشاركين على قضاء الوقت أثناء تجارب المياه الباردة؟ يبدو أن الفائدة الرئيسية من الاسترخاء في الموسيقى هي أنها تساعد على تخفيف القلق وتسريع الوقت، لذلك يبدو أن تجربة الماء البارد تمر بشكل أسرع من التجارب الأخرى. وليس من المستغرب أن يجد المشاركون أن الموسيقى الحزينة هي الأقل فعالية في المساعدة في معالجة الألم على الرغم من أن الأبحاث السابقة قد أظهرت بالفعل أن الموسيقى الحزينة قد تكون مفضلة لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو الانزعاج. ورغم أن الاستماع إلى الموسيقى لن يجعل الألم يختفي فهو بالتأكيد يمكن أن يساعد الذين يعانون من الألم في إدارة حياتهم اليومية بشكل أفضل. ولفت كاتب التقرير روميو فيتالي إلى أن هذه الدراسة ركزت على إعداد مختبر صناعي بدلا من الألم المزمن الحقيقي الموجود في العديد من الحالات الطبية. لهذا السبب، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة مدى نجاح الاستماع إلى الموسيقى مع مرضى الألم المزمن وما إذا كان يمكن استخدامه في العلاجات. ويرى باحثون أنه على الرغم من وجود حدود لنوع الألم الذي يمكن أن يخففه مجرد الاستماع إلى الموسيقى، فهو يظل مفيدا للغاية في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الألم الحاد أو المزمن على العمل بشكل طبيعي نسبيا. تخفيف إجهاد السرطانفي دراسة أخرى أجريت خارج المختبرات الصناعية، توصل الباحثون إلى أن الاستماع إلى الموسيقى في المنزل يمكن أن يقلل من آلام مرضى السرطان والأعراض غير المريحة الأخرى مثل التعب. وقال الخبراء إن الموسيقى يمكن أن تتسبب في إطلاق الدماغ لمواد كيميائية جيدة الشعور بما في ذلك الإندورفين والهرمونات كالدوبامين والسيروتونين. ووجد الباحثون في الدراسة التي أجريت على مرضى سرطان الثدي أن الموسيقى يمكن أن تكون بمثابة إلهاء مرحب به، مما دفع الناس إلى التفكير في أشياء أخرى غير مرضهم. وقسمت الدراسة التي أجراها الدكتور فينج تشي تشي، من قسم الأشعة في مستشفى يوان العام في كاوشيونغ بتايوان، مجموعة الـ60 مريضا بالسرطان إلى مجموعتين. استمع نصفهم إلى الموسيقى في المنزل على مشغل (أم.بي 3) الذي قدمه فريق الدراسة مع مجموعة مختارة من الموسيقى الكلاسيكية أو التايوانية أو الدينية التقليدية للاختيار من بينها. وحصل المرضى الآخرون أيضا على مشغل (أم.بي 3)، لكن يمكنهم فقط اختيار الأصوات المحيطة والتي ثبت أنها في الماضي ليس لها أي تأثير. وأفاد الباحثون في المجلة الأوروبية لرعاية السرطان أن مستوى الألم الذي شعروا به تم تقييمه على مقياس من 100 نقطة. كما انخفض متوسط درجات مجموعة العلاج بالموسيقى بخمس نقاط في التقييم الذي استمر ستة أسابيع وسبع نقاط في 12 أسبوعا وحوالي تسع نقاط بعد 24 أسبوعا. وانخفضت درجات الألم والتعب في كل تقييم. فبالنسبة إلى أولئك الذين يستمعون إلى الموسيقى، انخفض التعب البدني والعقلي أيضا في ستة أسابيع، لكنه لم يتراجع بعد ذلك. وفي المقابل، زادت درجات الألم وشدة الأعراض في المجموعة التي لم تستمع إلى الموسيقى وظلت أعلى مما كانت عليه في بداية التجربة. ويرى الأخصائيون أن الانخفاض “الملحوظ” في أعراض مجموعة العلاج بالموسيقى قد يرجع إلى أن الموسيقى أنتجت عواطف إيجابية. وقال المرضى إن الموسيقى ساعدت صحتهم الجسدية والنفسية لأنها أبعدتهم عن الأفكار السلبية عن السرطان. وكتب مؤلفو الدراسة “باختصار، يمكن للاستماع إلى الموسيقى أن يصرف المرضى مؤقتا عن ألمهم ويجلب لهم السعادة”. وكشفت دراسة أخرى أن 30 دقيقة من الاستماع إلى الموسيقى، بشكل يومي، حسنت الأعراض وأظهرت الأمل في البقاء على قيد الحياة وساعدت المرضى على تذكر الحياة قبل السرطان. واقترح المؤلفون أن الموسيقى يمكن أن تكون لديها القدرة على تعزيز إفراز المواد المحفزة على الشعور بالرضا في الدماغ ويمكن أن تؤثر أيضا على وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والعضلات والهيكل العصبي والأيض، مما يخفف من حدة التوتر والألم في العضلات. وقال مؤلف الدراسة الدكتور كوي-رو تشو من جامعة تايبيه الطبية “العلاج بالموسيقى مناسب ولا يتضمن إجراءات جراحية ويمكن أن يستخدمه الناس بسهولة في منازلهم”. وقال الباحثون إن الاستماع للموسيقى يحفز إنتاج المواد الأفيونية الداخلية، والتي تشمل الإندورفين، بواسطة الجسم الذي يعمل على مستقبلات الأفيونيات في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي لإحداث مجموعة متنوعة من الآثار. وفي الوقت الذي أصبحت فيه خدمات الرعاية الصحية باهظة الثمن في الوقت الحالي، يمكن استخدام الموسيقى في البيت وفي أي مكان، دون أي تكلفة.

مشاركة :