خلطت الولايات المتحدة أوراق حربها التجارية مع الصين أمس بالتلويح بإمكانية إبرام اتفاق وشيك، لكن لم تغفل الإشارة إلى العواقب الوخيمة التي تنتظر بكين إذا لم يتم إبرام ذلك الاتفاق. وتبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخزانة ستيفن منوتشين أدوار الترغيب والترهيب لحث الصين على تقديم تنازلات في الشروط المستعصية، والتي يمكن أن تطوي أكبر كوابيس الاقتصاد العالمي. وقال ترامب في واشنطن أمس قبل أيام من لقائه مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين التي ستعقد في مدينة أوساكا اليابانية، إن الصين تريد اتفاقا تجاريا مع الولايات المتحدة لأن اقتصادها “ينهار”. وكان الرئيس الأميركي قد ضاعف الرسوم الجمركية المفروضة على واردات من الصين بقيمة 200 مليار دولار، من 10 إلى 25 بالمئة في مايو ردا على ما وصفه بالتراجع عن وعود قطعتها سابقا خلال المفاوضات. وردت الصين التي رفضت هذا الاتهام، في بداية يونيو بزيادة الرسوم الجمركية على واردات من المنتجات الأميركية بقيمة نحو 60 مليار دولار سنويا. وجدد ترامب أمس تهديده بفرض رسوم على باقي الواردات من الصين البالغة قيمتها 300 مليار دولار. وأكد وزير الخزانة الأميركي أمس أن الولايات المتحدة والصين كانتا على وشك التوصل إلى اتفاق تجاري. وأوضح “كنا قد قطعنا نحو 90 بالمئة من الطريق إلى إبرام اتفاق وأعتقد أن هناك مسارا لاستكمال هذا”. وقد ارتفعت الأسواق الأميركية أمس بسبب حالة التفاؤل بشأن إمكانية حدوث اختراق كبير خلال لقاء الرئيسين الأميركي والصيني على هامش قمة العشرين. وتبدو الآثار الكارثية لأي تصعيد جديد في بيان أصدرته وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أمس وأكدت فيه أن الإنتاج الاقتصادي العالمي سيخفض بمقدار 0.4 بالمئة إذا فرضت واشنطن رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار. وأضافت أن نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يتباطأ إلى 2.7 بالمئة في العام الحالي ويواصل التراجع إلى 2.4 بالمئة في العام المقبل، مقارنة بنحو 2.8 بالمئة في توقعات سابقة للعامين الجاري والمقبل. ورجحت الوكالة أن يخفض معدل النمو في الصين بمقدار 0.6 نقطة مئوية والولايات المتحدة 0.4 نقطة مئوية في العام المقبل إذا استمرت الحرب التجارية بين البلدين. وكان صندوق النقد الدولي قد كشف أيضا عن توقعات متشائمة في أبريل الماضي، حيث خفض توقعاته للنمو العالمي في العام الحالي إلى 3.3 بالمئة من نحو 3.5 بالمئة بسبب استمرار التوترات التجارية العالمية.
مشاركة :