تحدث الخبراء، في وقت سابق، عن أهمية النوم يوميًا لمدة ثماني ساعات تقريبًا على الصحة العقلية والبدنية الجيدة؛ لكن دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا، تربط بين النوم والصحة الإنجابية للرجال، لاسيما جودة الحيوانات المنوية. وفي الدراسة التي نشرتها مجلة الخصوبة والعقم، قام الباحثون بتتبع ما يقرب من 700 من الأزواج ممن كانوا يحاولون الحمل، بما في ذلك تسجيل أنماط نوم الرجال، فوجدوا أن الرجال الذين حصلوا على أقل من ست ساعات من النوم في الليلة كانوا أقل عرضة بنسبة 31 % لتلقيح شريكهم في نهاية الدراسة، مقارنة بالرجال الذين حصلوا على ثماني ساعات. ولم تقس هذه الدراسة في الواقع صحة الحيوانات المنوية، لذلك لا يمكن القول على وجه اليقين إن ضعف نوعية الحيوانات المنوية أو كميتها كان السبب في أن الرجال المحرومين من النوم كانوا أقل عرضة للتلقيح. لكن دراسة أجريت في الدنمارك فعلت ذلك، عندما درست عادات النوم لما يقرب من 1000 حالة في سن المراهقة المتأخرة وبداية العشرينيات، وقاست أيضًا صحة الحيوانات المنوية، فوجدوا أن الرجال الذين لديهم أفقر نوعية من النوم لديهم انخفاض بنسبة 29 % في الحيوانات المنوية مقارنة بأولئك الذين لديهم أعلى جودة للنوم، وكان لدى الرجال الذين يعانون النوم انخفاض بنسبة 1.6 % في الحيوانات المنوية الطبيعية السليمة وراثيًا؛ ما يعني أن لديهم نسبة أعلى من الحيوانات المنوية المشوهة، مقارنةً بأولئك الذين يتمتعون بأعلى جودة للنوم. وفي دراسة أخرى قام باحثون من جامعة شيكاغو بإجبار مجموعة من الشباب الأصحاء على الحصول على خمس ساعات فقط من النوم لمدة أسبوع، وخلال فترة الدراسة اختبر الباحثون بانتظام مستويات هرمون تستوستيرون لدى هؤلاء، وفي النهاية وجدوا أن الرجال المحرومين من النوم انخفض لديهم هذا الهرمون بنسبة 10 %، وهو ما يعني أن هؤلاء الرجال لديهم مستويات هرمون تعادل رجال متقدمين عنهم في السن بنحو عشر سنوات؛ حيث ينخفض هذا الهرمون بنسبة واحد في المائة سنويًا مع تقدم العمر. ولكن لماذا يؤثر النوم على هرمون تستوستيرون بهذه الطريقة؟ الجواب هو أن غالبية هرمون التستوستيرون لدى الرجل يتم إنتاجه أثناء النوم، وقلة النوم تعني وقتًا أقل للجسم لإطلاق هذه المادة الكيميائية الحيوية، ويلعب التستوستيرون دورًا حيويًا ليس فقط في الخصوبة؛ ولكن أيضًا في صحة الرجال بشكل عام؛ حيث يعزز الطاقة، الدافع الجنسي، المزاج، كثافة العظام وكتلة العضلات.
مشاركة :