قال مبعوث رئيس جمهورية جنوب السودان ومستشاره للشؤون الأمنية توت جاتلوك، إن رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت طرح مبادرة لإنقاذ الأوضاع في السودان، لاسيما أن جنوب السودان تعرف تفاصيل الوضع في البلاد عقب تغيير النظام وسقوط الرئيس السابق عمر البشير، مشيراً إلى أن السودان الآن يعيش حالة من «مفترق الطرق السياسي»، فلا يمكن أن يبقى من دون حكومة لما يقرب من 6 أشهر. وأضاف جاتلوك لـ «الاتحاد» أن جنوب السودان والسودان كانا بلداً واحداً قبل الانفصال عام 2011، ومن ثم نحن أقرب دولة للسودان، فضلاً عن أن سيلفاكير كان ضابطاً بالجيش ويتمتع بعلاقات طيبة مع أعضاء المجلس العسكري، كما كان نائباً أول للرئيس البشير ويتمتع أيضاً بقبول سياسي لدى القوى الثورية هناك، وانطلاقاً من هذه الأسباب قرر طرح مبادرته السودانية الخالصة لإنقاذ الوضع الداخلي السوداني، قائلاً: «نحن دولة سودانية، ومبادرتنا ليست أجنبية أو خارجية». وأوضح أن المجلس العسكري في السودان وجميع القوى السياسية بالسودان أعلنوا قبولهم للمبادرة، مشيراً إلى أنه اطلع على تطورات الأوضاع السياسية الداخلية خلال زيارته للسودان الأسبوع الماضي، ثم عاد إلى جوبا وأطلع سيلفاكير عليها، والذي بدوره وجه بضرورة عرض تلك التطورات على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتنسيق والتشاور معه بشأن تلك المبادرة، ودعمها من قبل السيسي بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي. وأشار جاتلوك إلى أن مصير جنوب السودان ومصر مرتبط بمصير السودان، فالسودان أمن قومي لجوبا والقاهرة، ومن ثم أوفدنا سيلفاكير إلى السيسي برسالة تتضمن تطورات الأوضاع ومقترح مبادرة جنوب السودان لدى السودان، للتنسيق معه، والسيسي قدم وعداً بدعم المبادرة سياسياً. وأضاف أن الدول في المراحل الانتقالية يحكمها الجيش لفترة تمتد لعام أو عامين، ثم يتم إجراء انتخابات حرة ونزيهة يختار الشعب فيها رئيسه بكامل إرادته، وليس هناك اتجاه لرفض أي شخص أو أي تيار سياسي للمشاركة في تشكيل الحكومة، أو المجلس التشريعي، ولكن لا بد من التوافق بين جميع الأطراف الداخلية أولاً، بشكل يرضي الشعب السوداني ويحقق استقرار السودان. وأوضح جاتلوك أن الوفد الذي كان يرأسه خلال زيارته للسودان، عرض المبادرة على المجلس العسكري والقوى السياسية السودانية، ومن ثم عرضناها على الرئيس سيلفاكير، والرئيس السيسي، وسنعود مباشرة لكتابة وبلورة مقترح المبادرة للعودة مرة أخرى إلى السودان وعرضها على مختلف الأطراف هناك، للعمل على تشكيل الحكومة المدنية في أقرب وقت. وأكد أن المبادرة تهدف إلى توافق بين طرفي التجاذب حول نسب تشكيل مجلس السيادة، ونسب تشكيل المجلس التشريعي، وتشكيل الحكومة ورئيسها، والانتهاء من تلك الخلافات تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية في البلاد. وكشف جاتلوك عن عقد مفاوضات سلام بين جميع ممثلي الحركات المسلحة بالسودان والمجلس العسكري في جوبا، ستبدأ الأسبوع المقبل، برعاية سيلفاكير، فضلاً عن لجنة من المجلس العسكري السوداني تم تشكيلها من قبل رئيس المجلس الفريق أول عبدالفتاح البرهان، برئاسة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» وعضوية الفريق شمس الدين كباشي، بهدف «توقيع اتفاقات سلام مع تلك الحركات، والعودة إلى السودان مجدداً، وتسليم السلاح للحكومة، والمشاركة في الحياة السياسية بشكل طبيعي، والمشاركة أيضاً في تشكيل الحكومة، ومجلس السيادة، والمجلس التشريعي».
مشاركة :