قال باسات أوزتورك السفير التركي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن شراء بلاده منظومة "إس400" الروسية، لا تشكل مشكلة بين أنقرة والناتو، بل هو خلاف ثنائي بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح أوزتورك للأناضول، أن الولايات المتحدة تسعى لجر الحلف إلى داخل الخلاف، مبينا أن الإضرار بالانسجام الحاصل داخل الناتو، سيكون خطأ كبيرا. وأضاف أن من أهم ميزات الناتو، قدرته على التأقلم مع الظروف الأمنية المستجدة، وهو ما انتهجه طيلة العقود الماضية. وأشار أن البيئة الأمنية والدفاعية للأطلسي تغيرت بشكل كبير، بسبب المشاكل والأزمات الحاصلة في سوريا وليبيا والخليج وضم روسيا لشبه جزيرة القرم إلى أراضيها بطرق غير قانونية. ولفت أن العالم يمر حاليا بمرحلة تحديات لا مثيل لها، وأن من أولويات الدول في هذه الفترة، تعزيز قدراتها الدفاعية وتمكين شراكاتها وتحالفاتها مع الأصدقاء. وأكد أن تركيا عضو أساسي في حلف شمال الأطلسي، ليست شريكا في أي تحالف أو تكتل آخر، ولديها الحق في امتلاك تكنولوجيا دفاعية لحماية حدودها وأجوائها من التهديدات الخارجية. وتابع قائلا: "تركيا مساهم أساسي في الناتو، ودفعت مستحقات العضوية كاملة، وكما أننا نستفيد من الناتو، فإن الحلف أيضا يستفيد من تركيا، وهذا مكسب للطرفين". كما شدد السفير التركي على دور حلف "ناتو" في المساهمة بالحفاظ على أمن تركيا، من خلال التدابير الأمنية التي يتخذها أنظمة الدفاع الجوية التابعة له والموجودة على الأراضي التركية. وتطرق إلى مواصلة إسبانيا وإيطاليا، إبقاء أنظمتهما الدفاعية الجوية في الأراضي التركية، لمواجهة التهديدات والأخطار الأمنية القادمة بشكل خاص من الأراضي السورية. وفيما يخص شراء تركيا منظومة "إس400" الدفاعية من روسيا، ذكّر "أوزتورك" بتصريحات سابقة للأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، قال فيها إنه يحقّ لكل عضو في "ناتو" الحصول على الأسلحة والأنظمة التي ترغب بها، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية التنسيق بين الحلفاء. ولفت أن بعض الأطراف في الولايات المتحدة تعمل على إخراج ملف "إس400" من إطاره ومساره الطبيعي، وتحويله إلى مشكلة بين أنقرة وواشنطن. وتطرق السفير التركي إلى أن انتقادات الولايات المتحدة حول شراء أنقرة منظومة "إس400" تركزت في البداية حول آلية عمل المنظومة الروسية وانسجامها مع أسلحة بلدان "ناتو"، ما دفع تركيا لطمأنتها عبر التعهّد بعدم مواءمتها مع أسلحة "ناتو". وأوضح أن الولايات المتحدة أضافت مؤخراً أبعاداً جديدة لملف "إس400"، وحولته إلى جدال سياسي جعله على صلة مع مشروع تصنيع مقاتلات "إف-35". وذكّر "أوزتورك" أن تركيا شريكة منذ البداية في مشروع تصنيع مقاتلات "إف-35"، وأن لها استثمارات كبيرة فيه. وشدد على أن وجود تحالف بين البلدين (تركيا والولايات المتحدة)، يستوجب عدم اتباع لغة التهديد والوعيد عند التواصل بينهما. ودعا السفير التركي، الولايات المتحدة إلى التصرف بما يتوافق مع مفهوم التحالف بين البلدان، ومراعاة القيم المشتركة لحلف الناتو، لافتاً إلى أنه لا يحق لأمين عام الناتو ولا لأي بلد عضو في الحلف، فرض عقوبات على عضو آخر. وشدد على التحالف والعلاقات القائمة بين تركيا والولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، مؤكداً أن أهمية تركيا داخل "ناتو" لا تنبع فقط من امتلاكها ثاني أكبر جيش في الحلف، بل في مساهماتها الكبيرة في عمليات الحلف. وفيما يتعلق بالانتقادات التي تتعرض لها تركيا بسبب تنقيبها عن الطاقة شرقي البحر المتوسط، قال "أوزتورك" إن بلاده لو كانت عضو في الاتحاد الأوروبي، لما واجهت هذه الانتقادات. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن عضوية تركيا في "ناتو" يجب أن تدفع البلدان الغربية لعدم انتقادها، وعدم النظر بسلبية إلى أنشطتها شرقي المتوسط. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :