قالت الممثلة نادين نسيب نجيم إنها عندما تمثّل، تجسِّد الدور بكل أحاسيسها، ولذلك يصف المشاهد أداءها بالطبيعي. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أتقمص دوراً ما أغوص فيه عميقاً إلى حدّ يجعله جزءاً مني، إذ لستُ من الممثلين الذين يكتفون بالعمل على الهامش، وهو الأمر الذي يدفع بالمشاهد إلى تصديقي».وعما أضافت إليها مشاركتها كبار الممثلين في لبنان، كرلى حمادة ورفيق علي أحمد، في مسلسل «خمسة ونص» تقول: «برأيي فإن يداً واحدة لا تستطيع أن تصفّق، وليس هناك من نجم في إمكانه أن يحمل عملاً بأكمله على كتفيه. فكلما وُجد الممثل في إطار يليق به، لمع نجمه أكثر. وهو ما تم تطبيقه في (خمسة ونص)، فقد وُجد بين فريقه تكامل ملحوظ لمسه المشاهد. فالشراكة جميلة في أي عمل لأننا بمثابة مكونات تجتمع في خلطة واحدة لتقدم الأفضل، وهو ما حصل تماماً في المسلسل المذكور. وكلما كانت هذه المكونات غنية ودسمة، جاءت النتيجة مواتية لما نصبو إليه».حصدت نادين نسيب نجيم نجاحاً كبيراً في مسلسل «خمسة ونص» وصلت أصداؤه إلى العالم العربي برمّته، لا سيما في مصر والخليج العربي. فماذا يعني لها هذا الأمر وهل لذلك علاقة بنضج موهبتها؟ ترد: «المسلسل بحد ذاته من شارته الغنائية (يا بتفكر يا بتحس)، مروراً بعملية الإخراج والممثلين المشاركين فيه، وصولاً إلى القصة والإنتاج، هي عناصر مجتمعة خدمت العمل. وفي كل عام يكون النجاح ملحوظاً، وهذه السنة جاء على مستوى مختلف طال جمهورية مصر العربية. وهو أمر أسعدني جداً خصوصاً أنني لم أشارك بعد في أي عمل فيها كي يعرفني أهلها. وأعرف تماماً أن هناك ممثلات لبنانيات كثيرات يعرفهن الشعب المصري بعد أن أقمن في القاهرة وشاركن في أفلام وأعمال درامية. ولكن أن يتابعوني بهذا الشكل وأن أتلقى الثناء من مختلف الشرائح الاجتماعية في مصر لهو أمر جميل جدا وأعتقد أنه لم يسبق أن حصل على الساحة».وعن ردود فعلها تجاه تغريدات نجمات مصريات كبيرات، أمثال شيريهان أشدن بأدائها ترد: «لقد تفاجأتُ كثيراً، بذلك إذ لم أكن على علم بأنها ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي وبأنها تتابعني أيضاً. فطالما كانت شيريهان مثلي الأعلى في التمثيل، كما غيري من أبناء جيلي. فكنت أجلس أمام شاشة التلفاز أشاهدها في فوازير رمضان دون أن يرفّ لي جفن. وكم من مرة كنت وشقيقتي نستذكر أغانيها في جلساتنا. فهي رمز من رموز الفن العربي عامة والمصري خاصة. ولن أنسى أيضاً تغريدات نبيلة عبيد ولبلبة اللتين تشكلان أيضاً واجهة مصر الفنية؛ فمن الغرابة أن تتابعني اليوم نجمات كنت في مرحلة سابقة من عمري أتابعهن بدوري لتنقلب الأدوار اليوم». وتؤكد نجيم أن مسلسل «خمسة ونص» سافر بها إلى دول كثيرة رغم أنها لا تزال تقيم وتعمل في بلدها (لبنان): «إنه من دون شك إنجاز كبير حققه هذا العمل كمنتج لبناني».وتشير نادين نسيب نجيم إلى أنها تتوق للمشاركة في عمل مصري، وأنها، رغم عروض كثيرة تتلقاها في هذا الشأن، لا تستطيع أن تقبل أيّاً منها بسبب تمسكها بعائلتها الصغيرة. «أنتظر أن يكبر أولادي ليتفهموا بعدي عنهم، كي أستطيع تحقيق هذا الأمر».وعن تطور أدائها تقول: «برأيي أن الممثل يمضي حياته وهو يبحث ويخوض التجارب كي يتطور تماماً كما في مهنة الطب. فالجراح كلما أجرى عمليات جراحية اشتدت ذراعه وكبرت خبراته ولمع اسمه. فالمنتج يزود الممثل بفرص عليه اقتناصها كي يتطور، وإلا ذهبت هذه الفرص إلى غيره، رغم أن هذه الفرص كثيرة ومتاحة أمام الجميع». وتشير نادين نسيب نجيم إلى أنها، وبعد كل عمل درامي ناجح تشارك فيه، تقلق وتتساءل عما يمكن أن تقدمه من بعده. «الموضوع ليس بالأمر السهل كما يخيل للبعض وكل عام أتحدى نفسي مرة جديدة كي أرفع سقف المنافسة أمامي وأركز على عملي». وعن شخصية «بيان» التي لعبتها في المسلسل، تقول: «لقد أحببتها كثيراً، وعندما نلتقي بأشخاص يشبهونها لا بد أن نحبهم؛ فهي تركت أثرها الإنساني وضميرها الحي على العمل تماماً، كموضوعات أخرى تناولها ولامست الطفولة والسلطة والفساد وغيرها». وهل هي تشبهك في نقاط معينة؟ «نعم، في مطارح كثيرة على الصعيد الشخصي».وعما إذا هناك من تغييرات في شخصيتها لامستها منذ بداياتها حتى اليوم تقول: «لا أحب أن أتغير لمجرد أن غيري لا يتقبلني كما أنا، ولكن في حال كان هذا التغيير يصب في مصلحتي ولا يمس بمبادئي فلن أتأخر عن القيام به. فنحن نكبر مع الوقت، فننضج ونتحلى بآلية تفكير مغايرة، وهو أمر طبيعي، ولكن الطبع يغلب التطبع».مؤخرا غرّدت نجيم تقول: «لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه، لا يؤلم الجرحُ إلا من بهِ ألَمُ»، فماذا وراء هذا القول؟! «الناس تحب أن تفضفض للآخر وأنا من الأشخاص الذين يستمعون ويصغون وينصحون الآخرين. ولكن في المقابل هناك أشخاص تحبّ الشماتة والتداول في أوجاع الآخرين، وهو أمر يزعجني جداً، ولذلك علقتُ عليه بهذه الكلمات». وتُعرَف نجيم بعفويتها فهل هذا الأمر تسبب لها بمشكلات دفعتها إلى أخذ حذرها بصورة أكبر؟!«طبعاً، أنا حَذِرة، ويجب أن أعرف مع مَن أشارك عفويتي. ولذلك أحذر الناس التي يمكن ألا تتفهمني أو تستوعب عفويتي».وعن رأيها بالشائعات التي تلاحقها باستمرار ترد: «أعتقد لو أن اسمي لم يكن متداولاً بشكل مستمر بين الناس لما كانت هذه الشائعات تطالني. فهناك كثيرون يحبون التسلّي بأخبار ملفقة وغير صحيحة. ولكن الأهم هو أن هذه الشائعات تعني أنني موجودة بشكل دائم على الساحة».وكان المنتج صادق الصباح وضمن البرنامج التلفزيوني «أنا هيك» للإعلامي نيشان ديرهاروتونيان قد اعترف بأن لقب نجمة رمضان 2019 تستحقه نادين نسيب نجيم. وتعلق: «يكفيني أنني نجحت، فالتصنيفات أتركها للجمهور والنقاد وأهل الإعلام. وأعرف تماماً أنني في (خمسة ونص) نجحت مع علامة امتياز وهذا أمر يرضيني جداً». وعما إذا هي تفكر بإطلالة على جمهورها خارج السباق الرمضاني توضح: «أتمنى ذلك، وهناك مشروع يُحكى فيه اليوم حول عمل خفيف الظل قد أشارك فيه خارج رمضان شرط ألا تتعدى حلقاته الـ15، لأنني لم أعد أستطيع الالتزام بحلقات أطول».
مشاركة :