استدعت مملكة البحرين سفيرها في بغداد للتشاور بعد «اعتداء» على سفارتها الخميس من قبل محتجّين على ورشة المنامة التي حضرها إسرائيليون لمناقشة الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، داعية الحكومة العراقية إلى حماية موظفيها. وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إنّها «تستنكر الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق الشقيقة من قبل متظاهرين وأدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة». وأضافت أنّها قرّرت «استدعاء السفير صلاح علي المالكي سفير مملكة البحرين لدى جمهورية العراق للتشاور، وتحمّل الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية مملكة البحرين في جمهورية العراق وجميع العاملين فيهما». وأتى ردّ الفعل البحريني بعيد إحراق نحو مئتي متظاهر العلم الإسرائيلي أمام سفارة البحرين في بغداد مساء الخميس، بحسب ما قال مصدر أمني. وأوضح ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب لوكالة فرانس برس أنّ «متظاهرين أحرقوا الأعلام الإسرائيلية ورفعوا أعلام العراق وفلسطين» أمام مبنى السفارة في وسط العاصمة. لكنّ المصدر أشار إلى أنّ المتظاهرين لم يتمكّنوا من الدخول إلى باحة السفارة، وأنّ القوات الأمنية تمكّنت من تفريقهم في وقت لاحق. غير أنّ وزارة الخارجية البحرينية أكّدت في بيانها وقوع أعمال تخريبية في المبنى. وزار وزير الداخلية العراقي، الذي عين قبل ثلاثة أيام، السفارة بعد التظاهرات. وندّد المتظاهرون خصوصاً بالورشة التي انعقدت يومي الثلاثاء والأربعاء في المنامة لإطلاق خطة سلام أميركية للشرق الأوسط تقوم على ضخّ مليارات الدولارات على شكل استثمارات في الاقتصاد الفلسطيني قبل التفاوض حول الحل السياسي، وهو ما يرفضه الفلسطينيون. وحضر إسرائيليون مؤتمر البحرين، في سابقة في المملكة الخليجية، وتحظّر غالبية الدول العربية دخول الإسرائيليين، باستثناء من يملكون جواز سفر ثانياً. وفي سابقة أخرى، أجرى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مقابلات إعلامية مع وسائل إعلام إسرائيلية. ونشرت وزارة الخارجية البحرينية مقتطفات من هذه المقابلات، بينما كانت كل خطوات التقارب في السابق بين مسؤولين وجهات إسرائيلية تغلّف بالسرية. وفي إحدى هذه المقابلات قال الوزير البحريني إن إسرائيل تشكّل جزءاً من «تراث هذه المنطقة تاريخياً» وإنّ «للشعب اليهودي مكاناً بيننا». وبين الدول العربية الـ 22، لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة سوى مع الأردن ومصر. وفي أبوظبي، أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن «استنكارها الشديد لاقتحام سفارة مملكة البحرين الشقيقة في العاصمة العراقية بغداد في مخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدبلوماسية»، وأدانت «هذا الانتهاك السافر». كما دعت أبوظبي «الحكومة العراقية إلى القيام بمسؤولياتها تجاه المحافظة على الالتزامات الدولية الواضحة بموجب المعاهدات الدولية التي تضمن أمن العمل الدبلوماسي». وشدّدت الوزارة في بيانها على وقوف دولة الإمارات «التام مع مملكة البحرين الشقيقة في مواجهة أي تهديد يمس أمنها وأمن بعثاتها الدبلوماسية»، معربة عن «قلقها إزاء أمن مقار البعثات الدبلوماسية في العراق». ورأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر أنّ «الاعتداء على سفارة مملكة البحرين الشقيقة في بغداد مرفوض ومستهجن وتصعيد خطير على المستوى القانوني والسياسي».
مشاركة :