العنابي دخل في الأجواء المونديالية مبكراً

  • 6/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة – رجائي فتحي : حققت رحلة العنابي إلى البرازيل للمشاركة في كوبا أمريكا في نسختها الـ 46 مكاسب رائعة ليست على الصعيد الفني فقط بل على كافة الأصعدة وفي مقدمتها اللعب في الملاعب المونديالية الكبيرة مثل ملعب الماراكانا الأشهر عالميا، وكذلك الأجواء الجماهيرية المصاحبة لتلك المباريات سواء قبلها أو بعدها. وكانت مباريات العنابي الثلاث مع الأرجنتين وكولومبيا وباراجواي بمثابة مهرجانات جماهيرية لما يجب أن يكون عليه الجمهور قبل هذه المباريات، وأيضاً بعدها وليست المسألة الذهاب إلى الملعب لمشاهدة مباراة في كرة القدم وأن تجلس في المدرجات على «الصامت» لرؤية مباراة والتصفيق على هدف أو لعبة جميلة أو مراوغة من التي تعجب الجماهير. جماهير كوبا أمريكا شيء آخر مختلف، يؤكد أن كرة القدم ليست مجرد لعبة داخل المستطيل الأخضر بل تتعداه بكثير خارج المستطيل الأخضر من حيث التحضير للمباريات والاحتفالات لما قبلها وما بعدها. «الراية الرياضية» ترصد في هذا التقرير رحلة العنابي للبرازيل بعيداً عن النواحي الفنية التي أشاد الجميع فيها بما قدمه العنابي أمام نجوم العالم في المباريات الثلاث التي لعبها الأدعم في البطولة وكانت مثار إشادة من الجميع. رحلة ريو دي جانيرو وكانت البداية في كوبا أمريكا من مدينة ريو دي جانيرو وملعب الماراكانا الشهير الذي يعد واحداً من أشهر ملاعب العالم، حيث كانت الأجواء قبل لقاء باراجواي رائعة وخارج الملعب وقبل المباريات بيومين بيع الأعلام والقمصان الخاصة بالمنتخبات المشاركة في البطولة وكذلك بيع الأشياء الشهيرة في المدينة ومنها مجسم الملعب. ويوم المباراة كانت الاحتفالات أمام بوابات الماراكانا شيئاً أشبه بالخيال من جانب جماهير باراجواي التي وصلت قبل المباراة بوقت كبير تحتفل بصورة رائعة حاملة أعلامها وفي نفس الوقت مرتدية قمصان لاعبيها. وداخل ملعب الماراكانا كان التشجيع مثالياً ورائعاً من جانب الجماهير التي أعطت للمباراة بعداً آخر بعيداً عن الرياضة، والشيء الجميل أن الجماهير تصفق للاعبيها مهما كانت النتيجة وهو ما حدث بعد أن عدل العنابي النتيجة من 0 /‏ 2 إلى التعادل 2/‏2 وهكذا يكون التشجيع الجماهيري الكبير. الكولومبي في المورومبي وكانت الرحلة الثانية للعنابي في مدينة ساو باولو العاصمة التجارية للبرازيل وملعب المورومبي الشهير الذي احتضن المباراة الافتتاحية لمونديال 2014 حيث إن الجماهير الكولومبية انفجرت وبشدة أمام قلعة المورمبي وحاصرت الملعب قبل وقت كبير من بداية اللقاء. ونحن كوفد إعلامي ذهبنا للملعب قبل المباراة بوقت كاف وكانت الجماهير تملأ كل مكان في الشوارع وهو الأمر الذي ينبئ بأن المباراة ستكون مهرجان جماهير. والجميل عندما شاهدت جماهير كولومبيا بعضاً من جماهير العنابي وهي ترتدي وشاح وفانلة العنابي أقبلت عليهم بشكل جميل وأخذت صوراً تذكارية مع الجماهير وهكذا يكون التشجيع خارج المدرجات بالصورة التي معها كان درساً جديداً في كيفية احترام الجماهير لبعضها حتى لو كانت المنافسة داخل الملعب قمة في الإثارة والندية والأهمية في نفس الوقت كما كان الحال في كل المباريات التي لعبها العنابي في البطولة. وكان تشجيع الجماهير الكولومبية من داخل ملعب المورومبي بمثابة كرنفال جميل تحترم فيه احتفالات الفريق المنافس وكذلك تقف باجلال في أوقات عزف النشيد الوطني في صورة تؤكد على التحضر الكبير عند الجماهير وأن المنافسة الرياضية لا تفسد أي علاقة بين الجماهير وهو ما حدث بالفعل في قلعة المورومبي. هوس التانجو لا يوصف والرحلة الثالثة والأخيرة للعنابي كانت في مدينة بورتو أليغري الجميلة وهي واحدة من المدن الرائعة في البرازيل حيث تشبه في تضاريسها وطقسها الأجواء الأوروبية حيث كانت درجة الحرارة فيها 20 درجة بلا أي رطوبة وأجواء أكثر من رائعة تشجع اللاعبين على العطاء الكبير. وفي هذه المدينة كان الهوس من جماهير التانجو الأرجنتيني لا يوصف حيث إننا أثناء ذهابنا للملعب كانت الشوارع مغلقة تماماً والمسافة التي تحتاج من خمس إلى عشر دقائق بالسيارة وصلنا بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة بسبب الزحام الجماهيري الكبير. ليس هذا فقط بل إن منطقة الملعب ومن بوابة إلى أخرى لم يكن مسموحاً للسيارات بالعبور ونزلنا وأخذنا الطريق سيراً على الأقدام وكانت من أجمل الفترات لنا في البرازيل. في تلك الرحلة القصيرة التي لا تتعدى 500 متر شاهدنا ما لم نره من قبل .. شاهدنا جماهير الأرجنتين وهي تحتفل بكل ألوان الاحتفالات من خارج الملعب، تحمل الدفوف والطبول وغيرها من الأدوات الموسيقية. الجميع شباب وأسر وأطفال وكبار وصغار لا هوس لديهم سوى منتخب التانجو ونجمه ميسي الذي حملوا له صوراً في الشوارع وهم يعزفون الموسيقى التي تشبه الموسيقى العسكرية في أجواء كرنفالية غير مسبوقة. واستمرت تلك الاحتفالات من خارج ملعب أرينا دي جريميو ملعب نادي جريميو الشهير في البرازيل بعد المباراة بصورة كبيرة ورغم أن المباراة انتهت حوالي الساعة الثامنة بتوقيت البرازيل ونحن خرجنا في منتصف الليل إلا أن تلك الاحتفالات كانت قائمة في منطقة الملعب بصورة جميلة. الجميع استمتع بتلك الأجواء التي خطفت الأضواء من نجوم المنتخبين قبل المباراة وشعرنا جميعاً بقيمة بطولة كوبا أمريكا من خارج المدرجات وهي الأجواء التي ستكون عليها ملاعبنا المونديالية في مونديال 2022 بقطر أي قبل 3 سنوات من تنظيم هذه البطولة العالمية شاهدنا واستمتعنا بكل شيء جميل في البرازيل وليس فقط المستوى الفني للاعبين ولكن المتعة الحقيقية من جانب الجماهير. روعة بلا حوادث والجميل في تلك الاحتفالات والأجواء الكرنفالية أنها كانت نظيفة وبلا أي حوادث حيث إن الجماهير تكلفت مشقة السفر من مدينة إلى أخرى من أجل التمتع بتلك الأجواء ولا يحدث ما يعكر صفوفها حيث إن مدينة بورتو أليغري تبعد حوالي 150 كيلو فقط عن الأرجنتين وهو ما جعل المنتخب الأرجنتيني وهو يواجه منتخبنا كأنه يلعب في بوينس ايريس عاصمة الأرجنتين للإقبال الكبير من الجماهير على دخول المباراة. مثل هذه الأجواء التي حدثت في كوبا أمريكا لابد من الاستفادة منها قبل تنظيم المونديال وكذلك كأس العالم للأندية في شهر ديسمبر المقبل حيث كيفية توفير الأجواء أمام جماهير الأندية التي سوف تحضر للدوحة لمتابعة فرقها في تلك البطولة الكبيرة لتكون بمثابة بروفة قبل مونديال 2022. الملك بيليه في القمة في رحلة ريو دي جانيرو كان الشيء المسيطر في هذه المدينة فانلة بيليه ملك كرة القدم البرازيلية حيث إنها كانت الأكثر مبيعاً بين كل فانلات نجوم البرازيل عبر تاريخها. ورغم أن الفانلة رقم 10 ارتداها العديد من النجوم الكبار على مدار تاريخ البرازيل إلا أن بيليه بقي في القمة واسمه على هذه الفانلة والتي شهدت رواجاً كبيراً من الجماهير لاسيما في منطقة كوبا كبانا الشهيرة والتي هي على ساحل البحر وتعتبر من أكبر مناطق البرازيل السياحية. الفنادق والجماهير لا يمكن استثناء الفنادق التي تواجدنا فيها أثناء تغطية البطولة حيث تصادف أن تقابلنا مع الجماهير من مختلف المنتخبات حيث جماهير باراجواي كانت في الرحلة الأولى ومواجهة باراجواي وفي الرحلة الثانية كانت معنا في نفس الفندق بمدينة ساو باولو جماهير منتخب تشيلي الذي لعب في نفس اليوم الذي وصلنا فيه للمدينة مباراة مهمة مع اليابان وكانت تحضيرات الجماهير واحتفالاتها أمراً أكثر من رائع في الفندق وخارجه وفي الشوارع. وفي مدينة بورتو اليغري كان معنا جماهير من منتخب أورجواي وكذلك منتخب البرازيل وهذه الجماهير كانت تتعامل مع الحدث كأنه بمثابة عيد بالنسبة لها من أجل نشر الفرحة والسعادة وليس للتعصب أو شيء آخر. تجارة واستثمار حقق الجميع نجاحات كبيرة ومكاسب عديدة من تلك المباريات ومثلا في رحلة بورتو اليغري الأخيرة وقبل لقاء الأرجنتين كانت هناك مواقف خاصة بالسيارات بالقرب من الملعب وبمقابل مالي وكلما اقتربنا يزيد سعر تلك المواقف التي بدأت بـ 15 ريالا برازيلياً وهي نفس قيمة الريال القطري وعند الاقتراب من الملعب وصل السعر إلى 100 ريال. ومثل هذه الأمور تمثل تجارة واستثماراً للساحات الخالية ولصالح أبناء تلك المنطقة التي تقام فيها المباراة.

مشاركة :