أوضح الدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد، أن مبادرات برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الحالية تشتمل على خطة طموح تسمى «دمج خطط مشاريع برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في نموذج عددي موحّد متعدد المحاكاة لمكونات الغلاف الجوي يشمل العمليات الفيزيائية الدقيقة والديناميكية والكهربائية الخاصة بالسحب». وأوضح أن هذه الخطة تهدف إلى زيادة دقة تنبؤات الطقس المرتبطة بالسحب القابلة والمطيعة لعمليات التلقيح. ونوه إلى مشروع آخر بعنوان «تقييم مواد التلقيح المعتمدة على تكنولوجيا النانو»، والذي يهدف إلى اختبار المواد الجديدة لتلقيح السحب، بهدف اختبار فاعليتها وإمكانية استخدامها على نطاق أوسع ضمن مجموعة متنوعة من الظروف المناخية. وأضاف: «وفي الوقت نفسه، يهدف البرنامج إلى تحديد أوجه التعاون والتآزر في المجالات البحثية، ونشر الأبحاث الجارية في مختلف أنحاء العالم وتعميمها، مع تخصيص الموارد اللازمة لتحفيز الجيل القادم من العلماء الموهوبين الذي سيقودون الرحلة نحو تحقيق مزيد من الابتكارات». وأشار إلى أنه ومن خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، سيسعى القائمون على البرنامج في الاستفادة من القدرات والموارد المعرفية الهائلة المتاحة في دولة الإمارات، سعياً لتوفير الحلول اللازمة التي تضمن نوعية أفضل لحياة الناس المعرضين للخطر في المناطق الجافة وخارجها في مختلف أنحاء العالم. ولفت إلى أن الإمارات تحرص من جديد على ريادة الجهود المشتركة الرامية لمواجهة التحديات البيئية العالمية، بما يخدم مصلحة البشرية جمعاء. تحديات وجهود وأكد الدكتور المندوس أن الإمارات تقود سلسلة من الاستجابات المبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن تدهور نوعية الهواء والمياه والبيئة حول العالم، بالإضافة إلى تهديد شحّ المياه كلّ القارات في العالم، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نصف سكان العالم سيعانون نقص المياه العذبة والنظيفة بحلول عام 2025. ولفت إلى أنه واستجابة لهذا التهديد المتفاقم، عمدت الإمارات إلى تعزيز التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال الاستمطار، حيث، أطلق سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار المعترف به دولياً، تحت إشراف المركز الوطني للأرصاد، بهدف تشجيع الباحثين على استكشاف آفاق جديدة لتطوير علوم وتقنيات الاستمطار، حيث تسلط هذه المبادرة الطموح والخلاقة ضوءاً على الأهمية الحيوية للمياه كواحدة من القطاعات الرئيسة السبعة للاستراتيجية الوطنية للابتكار في الدولة. دعم وحلول وأوضح أنه ومن خلال استراتيجيته، يسعى برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إلى المساهمة في تحقيق أهداف أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة، والرامية للاستفادة من تلك العلوم في حلّ التحديات المستقبلية، ودعم الجهود الحكومية لتحقيق أهداف الإمارات العربية المتحدة. وقال: سعى البرنامج إلى دعم التقنيات والمبادرات التي من شأنها المساهمة في تحسين فعالية عمليات تلقيح السحب المستهدفة، ليتيح بذلك حلاً تكميلياً فعالاً من حيث التكلفة لدعم إمدادات المياه الحالية، حيث أوضح العلماء في دولة الإمارات أن عمليات تلقيح السحب قادرة على تعزيز هطول الأمطار بنسبة قد تصل إلى 30% ضمن شروط خاصة جداً ، وهو مؤشر واضح إلى قدرة العلم على زيادة إمدادات المياه في البلدان والمناطق المعرضة لشح المياه. وأضاف أن الاستمطار يقدّم الحلول اللازمة لزيادة هطول الأمطار في المناطق الأكثر تضرراً من الجفاف، بما يحوّلها إلى مناطق آمنة مائياً، وأكثر إنتاجية، كما يتيح إمكانية أفضل لتنظيم المياه والجليد في الغلاف الجوي، بهدف إنقاذ المحاصيل الزراعية والبنية التحتية من التلف، وعلى الصعيد الزراعي، يتيح هطول الأمطار الناجمة عن تطبيقات الاستمطار فرصة أكبر أمام المزارعين لاستغلال مناطق إضافية لم تكن صالحة للزراعة في السابق، وبالتالي، زيادة إنتاج المحاصيل. وقال : «إلى جانب المشاريع، أنشأ البرنامج روابط قوية مع العديد من المؤسسات البحثية حول العالم، من خلال التواصل المستمر، ومشاركة أكثر من 1200 باحث ينتمون لأكثر من 500 مؤسسة بحثية عالمية مرموقة في 70 دولة موزعة بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا روسيا في أوروبا، وبين تايلاند والصين واليابان في شرق وجنوب شرق آسيا. 9 مشاريع حازت 9 مشاريع منحة البرنامج، وهي تمثل مجموعة من المشاريع الحيوية الرائدة في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو لتصنيع مواد استمطار ذات كفاءة أعلى، وتعديل الغطاء السطحي لتحفيز تكون السحب، وتحفيز تكونات الجليد في السحب الركامية، ودراسة الهباء الجوي والخصائص الكهربائية للسحب وتحسينها، وإنشاء تيارات عمودية اصطناعية لتكوين السحب، واستخدام الطائرات غير المأهولة لتعديل خصائص السحب.
مشاركة :