تفعيل الإيثار بترشيد الأسفار | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 4/7/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لَو دَقّق المُراقب أو البَاحث في شَأننا الاجتمَاعي؛ لوَجَد أنَّ الكَثير مِن سَفْرَاتِنَا يُمكن تَأجيلها، أو يُمكن إجرَاء دُعَاء الاستِخَارة؛ لصَرف النَّظَر والاستِغنَاء عَنها.. ولَعلِّي في كِتَابة اليَوم، أتنَاول مَا يُمكن أنْ نُسمّيه «تَرشيد السَّفر»، والاقتصَاد فِيهِ، قِيَاساً عَلَى تَرشيد استهلَاك الميَاه والكَهربَاء، أو تَقنين الوَجبَات الغِذَائيّة..! سَأَحكي لَكُم اليَوم عَن تَجربتي في هَذا المَوضوع؛ وأَقول –بَعد أنْ أُسمِّي الله وأُصلِّي وأُسلِّم عَلى رَسوله- قَدّر الله عَليَّ أنْ أُسَافر كُلّ يَوم اثنين؛ مِن جُـدّة إلَى الرِّيَاض مِن أَجل إدَارة برنَامج #المِيدَان، مَسَاء كُلّ ثُلَاثاء بقَنَاة الرِّسَالة، وكَذلك التَّحدُّث والتَّعليق والشّرح والتَّفصيل؛ في برنَامج #يا هَلا_بالعَرفج، مَساء كُلّ أربعَاء بقنَاة رُوتَانَا خَليجيّة..! هَذا التِّرحَال الأسبُوعي؛ جَعلني أَلمُّ بكَثير مِن قضَايا المُسَافرين، وأسبَاب سَفرهم، وآخرهَا مَا حَصَل مَعي قَبل أيَّام، حَيثُ قَابلتُ أَربَعة رِجَال مِن الذين يَمتازون بالسَّمَاحَة الطّيّبة، وكَان وَضع المَطار -بسَبَب تَأخير الرَّحلَات، والعَواصِف الرَّمليّة- مُرتبكاً ومُزدَحماً، مِن أَوّله إلَى آخَره..! في أثنَاء الحَديث مَع الرِّجَال الأربَعة، سَألتهم إلَى أَين وَجهتهم؟ فقَالوا: «سنُسَافر إلَى جُـدَّة ونَعود غَداً إلَى الرِّياض؛ لتَقديم وَاجِب العَزَاء لأحَد الأصدِقَاء في وَفَاة وَالده».. عِندَها أطلَقتُ لِسَاني وَاعِظاً لَهم، قَائلاً: بَارك الله فِيكم، إنَّ عُلمَاءنا لَهم كَلامٌ كَثير حَول شَدّ الرِّحَال للتَّعزية، والسَّفر مِن أجلهَا، كَمَا أنَّ الأوضَاع في المَطَارَات بسَبَب العَواصِف مُثقلة، والرَّحلَات شَحيحة، فلَو أَلغيتُم الرِّحلَة، وأَدّيتم وَاجِب العَزَاء عَبر الهَاتف، لكَان خَيراً لَكُم ولصَاحِب العَزَاء، ولخَفّفتم عَلى المَطَارَات، ووَفّرتم أَربَعة مَقَاعد، فمَا كَان مِنهم إلَّا أنْ قَالوا «سَمعاً وطَاعة»، وسَحبوا حَقَائبهم وعَادوا إلَى مَنازلهم، بَعد أنْ أَجزلتُ لَهم الشُّكر عَلى هَذه الخُطْوَة..! مَوقف آخَر حَصَل مَعي في نَفس اليَوم، حَيثُ قَابلتُ خَمسة شُبّان في المَطَار، يودّون الذِّهَاب إلَى جُـدَّة لتَشجيع فَريقهم في إحدَى المُبَاريات، فلَبستُ لِثَام الوَعظ مُجدَّداً، ونَصحتهم بأنْ يَذهبوا بَرًّا، طَالما أنَّهم يُمثِّلون رَكْباً، فاستجَابوا لطَلبي، ورَاسلُوني مِن خِلال «تويتر»، قَائلين إنَّهم انطَلقوا إلَى جُـدَّة بَرًّا..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أدعو كُل مَن يُسافر إلَى التَّفكير مَليًّا في جَدْوَى سَفره، وهَل هو مُهمٌّ للغَاية؟ بمَعنَى هَل السَّفر مِن أَجل المُبَاريات؛ أَهَم مِن سَفر مَريض يَنتظر دَوره في أحد المُستَشفيات مُنذ شهُور، ولَا يَجد مَقعداً؟ إنَّها دَعوة لتَرشيد السَّفر، فكّروا فِيها، وأَجركم عَلى رَبّكم..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :