ردود فعل متباينة لمثقفين قبيل انطلاقة ملتقى قراءة النص بـ «أدبي جدة»

  • 4/7/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أثار عنوان ملتقى قراءة النص الثالث عشر الذي ينطلق مساء اليوم بتنظيم من نادي جدة الأدبي الثقافي، دهشة عدد من المثقفين، الذين استغربوا من اصرار الأندية والملتقيات لمناقشة مواضيع - حسب وصفهم - مكررة وأشبعت بحثا وتمحيصا. بعد أن علموا أن عنوان الملتقى الإنتاج الأدبي والنقدي لجيل الرواد بالمملكة: تاريخ ومراجعة وتقويم، وتساءلوا عن الحاجة في دراسة أدب الرواد، وهل تم الانتهاء من دراسة الأدب السعودي المعاصر وإعطاؤه حقه حتى يتم العودة لمرحلة الرواد. كما أثاروا تساؤلا عن الاضافة التي سيقدمها الملتقى كإضاءة جديدة حول تاريخ الرواد. «الجسر الثقافي» نقل ردود الفعل المتباينة لعدد من المثقفين حول جدوى الملتقى. حقبة زمنية بداية تحدث الشاعر إبراهيم الوافي عن رأية قائلا: رغم أنني دائما أرفض محاكمة التظاهرات الثقافية قبل الانتهاء منها، ومناقشة مخرجاتها إلا أن عنوان الملتقى بدا لي صادما إلى حد كبير؛ لكونه أعادنا لمرحلة الرواد، وهي مرحلة طُبِخت حتى احترقت في توثيقنا لتاريخ الأدب في المملكة العربية السعودية، وكنا نرى دائما أن أدبنا الحديث تعرّض لإقصائية كبيرة؛ بسبب صراعات فكرية في الثمانينات تتوقف عند حقبة جعلت حتى مناهج التعليم العام والعالي في المملكة تتوقف عندها، ولا تتجاوز السبعينات من القرن الماضي، واستمر ذلك إلى عهد قريب جدا، ولولا حماس بعض الأساتذة الجامعيين ومناضلتهم لبدا للآخرين وكأننا توقفنا عن الإبداع عند ذلك الزمن. تحصيل حاصل أما الشاعرة اعتدال عطيوي فتحدثت حول جدية الطرح والسرية التامة التي تحيط بمواضيع الملتقى، وأسباب عدم طرحها للجمهور، قائلة: رغم أن الموضوع غير جديد فرواد الثقافة معروفة سيرهم وإنجازاتهم لدى الجمهور، إلا أنني آمل ان تكون زوايا الطرح جديدة تعتمد على محاور مبتكرة تضيء جوانب غير معروفة أو مطروقة لدى الرواد، خاصة أنه يحمل عنوان (الإنتاج الأدبي والنقدي لجيل الرواد في المملكة تاريخ ومراجعة وتقويم)، ولا بد ان منفذي الملتقى عملوا على تحقيق جدية الطرح وابتكاريته. وقد أشار العنوان كما هو واضح إلى انه لن يكتفي بالتاريخ للرواد فقط بل سيطرق جوانب عدة كالمراجعة والتقويم وفقا لرؤية كل محاور ضمن التوجه العام للملتقى. وتضيف عطوي: يعتبر ملتقى النص حراكا معرفيا بحد ذاته لا يستغني عنه المشهد الثقافي، ولكن لا بد ان يضيف هذا الملتقى إضاءات جدية وجديدة وإلا أفرغ من محتواه ودخل تحت مسمى تحصيل الحاصل، وعني شخصيا اكثر ما اسعدني هو تكريم الأديب الراحل عابد خزندار. أُشبع بحثا من جانبه، قدم الشاعر والناقد سعد الثقفي رأيه حول الملتقى، ، وقال: بنظرة سريعة لعنوان الملتقى يتضح أن هذا الموضوع قد أُشبع بحثا وتمحيصا، وهناك رسائل علمية تناولت أدب الرواد سواء كانوا أفرادا أم كحركة أدبية معروفة » ويمضي الثقفي في حديثه: لماذا لا نجد النقد الأدبي يتناول الأدب السعودي المعاصر؟ ولماذا لا يكون هناك انفتاح على الأدب والنقد في العالم، بحيث نستضيف نقادا لهم وزنهم وقيمتهم الأدبية وتكون الفائدة حقيقية، فلقد سئمنا من بحوث تُلقى هنا وهناك وتكرر نفسها ومن ذات النقاد، وتُجمع في نهاية المطاف في كتاب يضم بحوث الملتقى بحيث لا يكون له قيمة أدبية. خطأ منهجي بينما أشار القاص عبدالحفيظ الشمري إلى أن الملتقى من عنوانه بشرنا بالنمطية والتكرار في أطروحاته، وقال: « محوره هذا العام (حول الرواد وإبداعهم ونقدهم) فإنه يؤكد لنا أن هناك من يذهب في الملتقى واختياراته إلى ذائقة معينة تصرف الاهتمام عن العمل الأدبي الجديد، ليصبح التناول أحاديا وانتقائيا. تعدد المناهج من جهته، أكد الدكتور أحمد آل مريع مدير نادي أبها الأدبي أن إتاحة الفرصة للحوار حول الرواد أمر مشروع وجدير بالعناية، وقال: الأعمال النقدية التي تمس فترة معينة مثل فترة الريادة الثقافية والنقدية الأدبية في المملكة، وهي الفترة التي تصدى لها الملتقى المتميز لنادي جدة الادبي تختلف من حيث النظرة والتقسيم، بحسب الباحث وبحسب تراكم الموضوعات والمادة العلمية ولذلك من الخطأ تعميم حكم التكرار على مثل هذه الملتقيات. ويكمل آل مريع حديثه: أنا أعتقد أن إتاحة الفرصة للحوار حول الرواد أمر مشروع وجدير بالعناية، فلا يقدر مثل هذه الأمور حقيقة إلا الباحث الذي لديه خبرة في البحث العلمي ويعرف طبيعة تكوين الحقائق المعرفية واختلافها باختلاف ظروفها المتباينة، ولا سيما بما يتعلق بالمعطيات العلمية الحديثة وبتعدد المناهج. ليس تكرارا كما علق الدكتور سحمي الهاجري بقوله: إن اختيار الملتقى موضوع الرواد والحديث عنه يعتبر اختيارا موفقا؛ لكونه موضوعا مهما يستدعي طرحه وتناوله، مشيرا الى أن نجاحه متوقف بحسب أساليب المعالجة والطرح، وهي تختلف باختلاف تطور المناهج النقدية والمعرفية، وبالتالي يظل ما أنجزه الرواد مجالا لاسترجاع ما قدموه ومقاربته للمراحل الجديدة، مشددا على أن الحديث عن مرحلة الرواد ليس نوعا من التكرار.

مشاركة :