توصلت دراسة جديدة إلى أن العفن يمكن أن ينجو من الجرعات العالية للإشعاعات المؤينة في الفضاء بشكل لا يصدق. وتبين الدراسة أن الفطريات أكثر قدرة على العيش في الفضاء من البشر، ما يعني أنه قد نضطر إلى توخي الحذر الشديد بشأن الجراثيم التي قد تصل إلى المريخ. ووجدت الدراسة أن هناك نوعين من العفن، هما Aspergillus وPennicillium، تمكنا من البقاء على قيد الحياة بعد التعرض لإشعاع يصل إلى 200 ضعف من الجرعة البشرية القاتلة من الأشعة السينية، ما يعني أن الفطريات تستطيع النجاة في ظروف الإشعاع على السطح الخارجي للمركبة الفضائية. وقالت عالمة الأحياء المجهرية مارتا كورتيساو، من مركز الفضاء الألماني(DLR): "نعلم الآن أن الجراثيم الفطرية تقاوم الإشعاع أكثر مما كان متوقعا، لدرجة أننا نحتاج إلى أخذها في الاعتبار عندما نقوم بتنظيف المركبات الفضائية من الداخل والخارج". وتابعت: "إذا كنا نخطط لمهمة طويلة الأمد، فيمكننا أن نحمل هذه الجراثيم معنا لأنها ربما ستنجو في السفر إلى الفضاء". وعلى الرغم من أن محطة الفضاء الدولية عبارة عن صندوق مغلق، إلا أن هناك ما يكفي من الرطوبة التي يستمر العفن بواسطها في النمو على الجدران، وتعد Aspergillus وPennicillium، من بين الغزاة الأكثر شيوعا للمحطة الفضائية. ويمكن لهذه الجراثيم الفطرية التسبب في بعض الالتهابات التنفسية السيئة جدا، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على بعد 400 كلم فوق الأرض، مع وجود إمدادات طبية محدودة، ناهيك عن المسافة الطويلة في السفر على المريخ. وجرب فريق البحث ثلاثة أنواع من الإشعاع (الأشعة السينية والأيونات الثقيلة، والإشعاع فوق البنفسجي عالي التردد الذي يوقفه الغلاف الجوي للأرض)، ووجدوا أن العفن قادر على البقاء على قيد الحياة، والانتشار بحرية في الفضاء، إلا أنهم لم يختبروا قدرته على البقاء في الظروف القاسية الأخرى في الفضاء، مثل الفراغ ودرجة الحرارة القصوى، ومن المقرر أن تبدأ التجارب المصممة لاختبار نمو الفطريات في الجاذبية الصغرى في أواخر عام 2019. ولا يمكن اعتبار جميع الجراثيم الفطرية ضارة، حيث تبحث مارتا وفريقها في قدرة هذه الأنواع الفطرية على النمو في ظروف الفضاء القاسية بهدف تسخيرها كمصانع بيولوجية للمواد التي قد يحتاجها البشر في رحلات الفضاء الطويلة. وترتبط الفطريات وراثيا بالبشر أكثر من البكتيريا. وتحتوي خلاياهم على هياكل داخلية معقدة، مثل خلايانا، مع المعدات الخلوية اللازمة لبناء البوليمرات والغذاء والفيتامينات وغيرها من الجزيئات المفيدة التي قد يحتاجها رواد الفضاء في رحلات طويلة خارج الأرض. المصدر: ساينس ألرت
مشاركة :