باحثون أمريكيون لـ المدينة : "عاصفة الحزم"رد منطقي وخط أحمر للعبث بأمن اليمن

  • 4/7/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق ثلاثة من أبرز الباحثين الأمريكيين في شؤون الشرق الاوسط حول ان عملية عاصفة الحزم كانت ضرورة فرضتها التطورات في اليمن على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال الخبراء الامريكيون في تصريحات خاصة لـ»المدينة» في واشنطن إن تداعيات العمليات العسكرية في اليمن توضح مدى حساسية الوضع في الشرق الاوسط وصعوبة استمراره في المسار الحالي بعد ان نفد صبر الدول الخليجية تجاه التدخلات الاجنبية في المنطقة. وقال الباحث الرئيس في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية آنتوني كوردسمان «يتعين علينا ان نتصور انفسنا في موقع السعوديين. حين وضع السوفييت صواريخ بالستية في كوبا في الستينات حاصرت بحريتنا الجزيرة من كل جهة وارغمت موسكو على سحب الصواريخ لتجنب حربا نووية عالمية. والمسألة في اليمن اكثر حدة من ذلك. فبين اليمن والسعودية حدود مشتركة طويلة واي تدخل ايراني في اليمن يجعل السعوديين مكشوفين تماما لابتزاز طهران في وقت لاحق».وأضاف كوردسمان «لقد اعلنت ادارة الرئيس باراك اوباما دعمها لعاصفة الحزم. الا انني اعتقد ان هذا الدعم كان رمزيا على الرغم من أن الادارة تقول انها قدمت ما طلب منها. وما اعرفه هو ان السعوديين ابلغوا واشنطن قبل بدء العمليات العسكرية بوقت قصير وعلى نحو لا يترك للادارة اي خيار آخر غير ان تؤيد او أن تعارض. ولأن السعوديين صديق مهم بالنسبة لنا فقد كان على الادارة ان تؤيد. ان كنا قد قلنا لهم مرارا انهم شركاء لنا فكيف يتأتى الا نقوم بالتزامنا تجاه تلك الشراكة؟». وقال مايكل دوران الباحث في معهد بروكينجز «لم يكن دعمنا لعملية عاصفة الحزم مقنعا بما فيه الكفاية لمن تابعوا ما يحدث. لم يكن دعمنا لعاصفة الحزم مقنعا لنا هنا في واشنطن وعلينا ان نتصور الحال في الشرق الاوسط". واضاف: علاقاتنا مع تلك الدول تدخل في جوهر مصالحنا الاستراتيجية الدولية. ولا ينبغي على الادارة ان تتعامل مع دول المنطقة على نحو يغفل ذلك. ثمة خطر يتعرض له الشرق الاوسط وهذا الخطر له مصدر واضح تماما وهو التهديدات الخارجية. والخليجيون لا يطلبون شيئا اكثر من منع تلك التدخلات. الايرانيون يحاربون في سوريا ويحاربون في العراق ويحاربون في اليمن. ان سوريا والعراق واليمن دول عربية وينبغي ان تحل ازماتها عربيا بدون تدخلات اجنبية». وطالب دوران الرئيس اوباما بالتركيز على هذا الخلل الاستراتيجي في مقاربته لازمات الشرق الاوسط ضاربا مثلا بعاصفة الحزم. وقال في ذلك «كانت فرصة امام الرئيس ليبرهن لدول الخليج على جدية التزامنا بأمنها. ولكن حين تعرض هذا الامن لخطر مباشر بسبب التمرد الحوثي الذي تعرف اجهزتنا المعنية تماما علاقة الايرانيين به فإن الرئيس تبنى موقفا فاترا. لا يمكن بعد ذلك ان نسأل لماذا لا يثقون بنا».وقال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى مايكل ايزنستات ان ردة الفعل السعودية تجاه اسقاط الشرعية في اليمن كانت «تصرفا منطقيا». واضاف «الحوثيون مدعومون من ايران. صحيح ان هناك مشكلات داخلية في اليمن بإيران أو بدون ايران. الا أن الايرانيين يبرعون دوما في استثمار تلك المشكلات التي تتيح لهم شقوقا يمكنهم التدخل منها في شؤون ذلك البلد. وقد فعلوا ذلك دون تردد في اليمن».وتابع «عاصفة الحزم في تقديري هي رسم لخط أحمر لا يمكن للقوى الخارجية ان تتجاوزه. والواقع انه لم يكن بوسع السعوديين تحمل ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لأي بلد في شبه الجزيرة العربية. ليس بوسع أحد ان يلوذ بالصمت حتى يجد نفسه محاصرًا تمامًا ليتلقى بعد ذلك طلبا بالاستسلام او التعرض للعدوان. ليس هكذا تمضي الأمور في العلاقات الدولية». وقال ايزنستات «ابناء المنطقة يتطلعون للسلام. وأعتقد ان ادارتنا تتحمل جزءا في مسؤولية ما حدث. فبسبب المفاوضات النووية كانت مواقفنا بالغة الغموض لأن الادارة لم ترغب في استفزاز الإيرانيين. واستفاد الايرانيون كثيرا من ذلك بأن واصلوا توسعة عملياتهم في المنطقة. وكان ذلك لابد أن يقود الى انه في لحظة معينة سيزيح ابناء المنطقة اي اعتبار آخر ليمسكوا بزمام المبادرة بأنفسهم. ان من شأن ذلك ان يغير لفترة طويلة مقبلة طبيعة علاقتنا بدول الخليج وسيكون التغيير الى الاسوأ ما لم تتمكن الادارة المقبلة بصرف النظر عن هويتها من استعادة الثقة التي فقدناها خلال السنوات القليلة الماضية في الشرق الأوسط. المزيد من الصور :

مشاركة :