أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح عن اعتزاز بلاده بعمق العلاقات الأخوية مع العراق وشعبها والعمل المشترك للمضي بتلك العلاقات لآفاق أرحب على مختلف الصعد والمستويات، بما يدعم مصالحهما وردع كل من يحاول الإساءة إليها، واستدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال سفارة العراق في المنامة للاحتجاج على الاعتداء على سفارتها في بغداد، فيما أعربت الخارجية العراقية عن أملها بأن لا يؤثر الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدةً التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسية وضرورة عدم تعرض أمنها للخطر، جاء ذلك فيما اعتقلت قوات الأمن العراقية 54 شخصاً من المتورطين بالهجوم على السفارة. وأجرى عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة اتصالاً هاتفياً مع الرئيس العراقي برهم صالح، حيث أعرب عن تقديره لموقف الحكومة العراقية من الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين في بغداد وما اتخذته من إجراءات لأجل توفير الحماية اللازمة. وأكد عاهل البحرين اعتزاز المملكة بعمق العلاقات الأخوية مع العراق وشعبها الشقيق، والعمل المشترك لأجل المضي بتلك العلاقات لآفاق أرحب على مختلف الأصعدة وعلى المستويات كافة، بما يدعم مصالحهما وردع كل من يحاول الإساءة إليها. من جانبه، أكد الرئيس العراقي برهم صالح حرص بلاده على كل ما فيه خير وتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين مملكة البحرين وجمهورية العراق، مشددًا على أن العراق لا يمكن أن يسمح أبداً للنيل من تلك العلاقات الوثيقة، معرباً عن تقديره لمواقف البحرين الأخوية الداعم لبلاده في المواقف والظروف كافة. واستدعت وزارة خارجية البحرين محمد عدنان محمود الخفاجي، القائم بأعمال سفارة العراق لدى مملكة البحرين للاحتجاج على الاعتداء على سفارتها في بغداد. وأكد السفير يوسف محمد جميل، الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بوزارة الخارجية، للقائم بالأعمال العراقي، احتجاج مملكة البحرين على ما تعرض له مبنى سفارة مملكة البحرين في بغداد من اعتداء وأعمال تخريبية مساء أمس الأول، في سلوك غير مسؤول ومرفوض بشدة. وأضاف السفير يوسف محمد جميل أن وزارة الخارجية ترحب بالبيانين الصادرين عن الحكومة العراقية ووزارة خارجية العراق الرافضين لهذا الاعتداء، مؤكداً أهمية أن تتم محاسبة المتسببين، ومنع تكرار مثل هذه الممارسات، وأن تقوم الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها في تأمين وحماية سفارة وقنصلية البحرين لدى العراق وجميع العاملين فيهما، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وقام الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بتسليم القائم بأعمال سفارة العراق مذكرة احتجاج بهذا الشأن. إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية العراقية في بيان أمس، قيام عدد من المتظاهرين باقتحام مقر السفارة البحرينية، مؤكدةً التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسية وضرورة عدم تعرض أمنها للخطر. وأكدت أن السلطات الأمنية اتخذت جميع الإجراءات وبذلت أقصى الجهود في ملاحقة المتسببين والمحرضين على هذه الأعمال، مشيرةً إلى أنها اعتقلت عدداً منهم لإحالتهم إلى القضاء لينالوا قصاصهم العادل. وأعلنت وزارة الخارجية العراقية عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مبنى السفارة البحرينية ضد أي اقتحام أو اعتداء على موظفيها ومنع أي إخلال بأمنها، وقالت «إنها لن تسمح لمثل هذه الأفعال بأن تؤثر على العلاقات الأخوية التي تربط البلدين». وأعرب وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أمس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البحريني عن إدانته اقتحام مقر السفارة البحرينية في بغداد. وبحسب بيان الخارجية العراقية، فإن الحكيم أكد خلال اتصاله بخالد بن أحمد آل خليفة التزام العراق بأمن البعثات الدبلوماسيّة، ومنها سفارة مملكة البحرين، مُشدِّداً على أنَّ أحداثاً مماثلة لن تُؤثِّر في مُستوى العلاقات أو التمثيل الدبلوماسيّ بين بغداد والمنامة. ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن أن القوات الأمنية العراقية ألقت القبض على 54 شخصاً من الذين اعتدوا على السفارة، لافتاً إلى أن وزير الداخلية شكل «مجلساً تحقيقياً بحق آمر قوة حماية سفارة البحرين لتقصيره بالواجب»، وضربت القوات الأمنية العراقية أمس، طوقاً أمنياً مشدداً في محيط مقر السفارة البحرينية، ومنعت أي شخص من الدخول أو التصوير. وفي سياق متصل، نقلت القنصلية البحرينية في محافظة النجف العراقية أمس، طمأنة أمنية من قيادة الشرطة في المحافظة. وذكرت شرطة النجف في بيان، أن قائد شرطة المحافظة العميد محسن كامل زار أمس، مقر القنصلية البحرينية في المحافظة والتقى المسؤولين فيها. وأضافت أن قائد الشرطة بحث مع أعضاء القنصلية سبل تأمين مقر البعثة الدبلوماسية وحمايتها، مؤكداً التعاون والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين.