حصدت مدينة الطائف نصيب الأسد من حجم السياحة الداخلية في المملكة، لتُتوَّج بلقب مدينة الورد وعروس المصايف السعودية؛ وذلك لما تتميَّز به من مناخ معتدل في موسم الصيف مع إطلالات طبيعية، وخاصةً منطقتي الشفا والهدا الباردتين والجاذبتين للزوار والسياح على المستويين المحلي والدولي. وذكر بيانٌ صادرٌ عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، اليوم الجمعة، حصلت «عاجل» على نسخة منه؛ أنَّ الطائف تُشتَهر بالأماكن السياحية المتميزة، مثل المتاحف والحدائق والأسواق الشعبية ومزارع الفواكه والورد والزهور العطرية، بجانب الأماكن السياحية الثقافية كسوق عكاظ. وأضاف البيان أن الهيئة عملت على تطوير السوق بتنظيم مهرجان سوق عكاظ خلال السنوات الماضية، وهو يحمل اسم واحد من أهم الأسواق القديمة والأكثر شعبية في تاريخ الجزيرة العربية في عصر الجاهلية وصدر الإسلام، وهو بمنزلة منتدى للمثقفين والشعراء ومختلف الفنون. كما تتميَّز الطائف، وفق البيان، بعددٍ من المواقع الشهيرة، مثل قصر شبرا الذي يحوي في داخله متحف الطائف الإقليمي، والذي كان مقرًّا لإقامة الملك الراحل عبدالعزيز، واستخدمه الملك فيصل كمكان لرئاسة مجلس الوزراء خلال فترة الصيف، ومؤخرًا أصبح من أهم المتاحف على مستوى المملكة. وتشتهر «عروس المصايف» بالعديد من الحدائق العامة، مثل حديقة الملك فهد، وحديقة الطائف الوطنية، وحديقة الردف، وتضم أكثرها وسائل ترفيه متنوعة تناسب العائلات والأفراد، وتُوفِّر العديد من الخدمات التي يحتاجها السواح والمتنزهون على مدار العام. ومن المواقع السياحية التي يحرص زوار الطائف على التردُّد عليها، «تلفريك الهدا» الذي ينطلق هبوطًا وصعودًا من أعلى الجبال في قمة الهدا، نزولًا إلى قرية ومنتجع الكر الترفيهي؛ حيث يمر فوق الجبال الشاهقة بجبال الهدا مع الاستمتاع بإطلالة المساحات الخضراء الجميلة. وتعد «الهدا والشفا» من أجمل الأماكن الصيفية في المملكة، وترتبطان بأفضل وأحدث الطرق الجبلية مع المدن المجاورة في منطقة مكة المكرمة، وتقدم فيهما جميع الخدمات بما في ذلك توفير عدد من الفنادق والمنتجعات والنزل الريفية، وعدد كبير من المتنزهات المفتوحة. وتشمل الهدا المنطقة الزراعية، فيما تقع الشفاء في جنوب مدينة الطائف وبارتفاع يصل إلى 2400 متر فوق مستوى سطح البحر. وتشتهر محافظة الطائف بإنتاج الورود؛ حيث تحتوي على أكثر من 700 مزرعة موزعة في منطقة الهدا وأجزاء أخرى من الطائف؛ حيث تزرع الورود في المناطق الزراعية الباردة. وفي فترة الصيف، تُعرف الطائف بالفواكه المتعددة، ومنها التوت والرمان والعنب والتمر والخوخ، وغيرها من الفواكه الموسمية التي تُشاهَد أمام الجميع في المزارع، ويتم عرضها للبيع في أكشاك الفواكه الطازجة المنتشرة في عدد من المواقع، وخاصةً في الطرق المؤدية إلى الشفا والهدا. وفي كل عام، تتوسَّع الطائف في استقبال السياح من داخل المملكة وخارجها، وتزيد فيها أعداد الفنادق والوحدات المفروشة بوضوح، في الوقت الذي تعمل فيه الجهات الرقابية على منشآت الإيواء السياحي ومختلف الخدمات السياحة على دعم هذا التوسع وتكثيف الرقابة على مختلف الخدمات المتعلقة بالشأن السياحي والتشديد على مستويات الجودة، التي تسهم بشكل كبير في ريادة الطائف كمدينة سياحية لديها مقومات طبيعة وتاريخية وتراثية متنوعة تؤهلها لأن تكون على رأس قائمة الأماكن السياحية في البلاد.
مشاركة :