حظيت بعض التصريحات والمشاهد التي رصدتها الكاميرات التلفزيونية للزعماء والرؤساء المشاركين في قمة مجموعة العشرين، باهتمامٍ بالغٍ من جانب الكثيرين، خاصةً تلك المتعلقة بالرؤساء الأكثر جدلًا، وفي مقدمتهم الرئيس التركي رجب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب. وقد ركزت وسائل الإعلام، على الحوار الجانبي الذي دار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبيل بدء المباحثات الثنائية على هامش قمة مجموعة العشرين التي انطلقت الجمعة في مدينة أوساكا اليابانية. وبعد أن أشاد ترامب بعلاقاته الجيدة مع بوتين، فوجئ الحضور بمداعبة الرئيس الأمريكي لنظيره الروسي بالقول: لا تتدخل في انتخابات الولايات المتحدة مجددًا. والتقطت عدسات الكاميرا، الرئيس الأمريكي يلتفت إلى نظيره الروسي، مازحًا «لا تتدخل في الانتخابات رجاء». وذلك في إشارة إلى الاتهامات التي شكَّكت في نجاح بوتين في الانتخابات الرئاسية، وزعمت بتدخل روسي للتلاعب في النتيجة. ولم يتوصل التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر إلى أدلة حاسمة حول وجود حملة روسية منظّمة للتأثير على الانتخابات الأمريكية في عام 2016 التي فاز فيها ترامب. وفي حين اعتبر ترامب أن تقرير مولر يشكل تبرئة كاملة له، إلا أنَّه لا يزال يتعرّض لضغوط من قبل خصومه الذين يعتبرون أنه يحيط علاقته ببوتين بسرية كبيرة. ومن بين التصريحات التي حَظِيت باهتمام وسائل الإعلام في قمة العشرين، تلك التي جاءت خلال اللقاء الذي جمع بين رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضًا، حيث طالبت ماي الرئيس الروسي، بـ«الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدِّد المملكة المتحدة وحلفاءها». وهذا الاجتماع هو الأول بين بوتين وماي، منذ أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية. وخلال لقائها مع بوتين، أكدت ماي أنَّ لديها أدلة دامغة على أن روسيا تقف خلف هذا الاعتداء، فيما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أنَّ لندن رغم ذلك منفتحة على احتمال تغيير في العلاقة مع روسيا، لكن لتحقيق ذلك على الحكومة الروسية أن تختار سبيلًا مختلفًا. وأكَّد فلاديمير بوتين في مطلع يونيو الجاري، أنه يريد قلب الصفحة المتعلقة بالجواسيس والاعتداءات في إطار العلاقة مع لندن. وعثر على سيرجي سكريبال وابنته يوليا فاقدي الوعي على مقعد في حديقة عامة في 4 مارس 2018 في سالزبوري جنوب المملكة المتحدة. أمَّا أكثر مشاهد قمة مجموعة العشرين إثارة، وتعكس حجم التوتر والقلق الذي يعشيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في هذه الفترة، ومساعيه لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أزمة صواريخ «إس 400» الروسية، فهو هذا المشهد الذي كشف عنه صحفي في وكالة «أ ب »، قائلًا: أردوغان يغيّر مكانه بالصورة الجماعية ليصبح بجوار ترامب.
مشاركة :