أكد المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الجمعة أنه لا وجود «لفراغ دستوري» وأن الحالة الصحية للرئيس «تحسنت» في وقت بدأ قلق التونسيين يزداد حول المستقبل السياسي للبلاد غداة تفجيرين انتحاريين استهدفا قوات الأمن بالعاصمة. وتعرض قائد السبسي (92 عاماً) الخميس لـ«وعكة صحية حادة» استوجبت نقله إلى المستشفى، في حين استهدف تفجيران نفّذهما انتحاريان من تنظيم «داعش» عناصر أمنية في تونس العاصمة، ما أسفر عن مقتل رجل أمن وسقوط ثمانية جرحى. وأعلنت الرئاسة التونسية في بيان الجمعة، أن «الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في تحسّن. وقد أجرى صباح اليوم الجمعة مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي». وأفادت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش في تصريحات صحافية أن قائد السبسي «سيغادر المستشفى قريباً» من دون تقديم توضيحات. وقال نور الدين بن تيشه المستشار السياسي للرئيس التونسي إن «حالته مستقرة والحمد لله». وأكد بن تيشه في تصريح لإذاعة «اكسبريس اف ام» (خاص) رداً على ما تم تداوله بخصوص الفرضيات الدستورية في حال شغور منصب رئيس البلاد، أنه «لا يوجد فراغ دستوري، هناك رئيس جمهورية قائم الذات». لكن القلق بدأ يزداد لدى التونسيين بخصوص مستقبل البلاد السياسي. ويقول إبراهيم الشواشي الأربعيني: «آمل أن يعود بصحة جيدة الى القصر (قرطاج) وسريعاً، لأن غيابه في هذه الفترة الصعبة سيدفع البلاد نحو الفوضى». وينصّ الدستور التونسي على أنّه في حال وفاة الرئيس فإن المحكمة الدستورية تجتمع وتقرّ شغور المنصب، ليتولى عندها رئيس البرلمان محمد الناصر (85 عاماً) مهام رئيس الجمهورية في فترة زمنية تمتد في أقصى الحالات 90 يوماً. ولم يتم بعد إرساء وانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية في تونس. ووقعت العملية الأولى حين فجّر انتحاري نفسه قرب دورية أمنية في شارع شارل ديغول بوسط العاصمة، ما أدى الى سقوط خمسة جرحى هم ثلاثة مدنيين وعنصرا أمن توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بجروحه، كما أعلنت وزارة الداخلية. وبعد وقت قصير استهدف تفجير انتحاري ثانٍ مركزاً أمنياً في العاصمة، أسفر عن إصابة أربعة شرطيين بجروح. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق الجمعة في تصريح لإذاعة «موزييك اف ام» صباح الجمعة، إن «أغلب المصابين حالتهم مستقرة، ما عدا حالتين تتطلبان عناية مركزة». وأضاف أن «المنظومات الأمنية على أقصى درجات الأهبة، تم رفع درجة الأهبة الأمنية». وتبنّى تنظيم «داعش» التفجيرين الانتحاريين، وفق ما أفاد مركز سايت الأميركي المتخصّص في رصد المواقع الإسلامية المتطرفة نقلاً عن «وكالة أعماق» الناطقة بلسان التنظيم الإرهابي. وشيّع مئات الأشخاص جثمان عنصر الأمن مهدي الزمالي، الذي قتل خلال العملية التي وقعت في شارع شارل ديغول، الجمعة الى مقبرة بمنطقة سيدي حسين السيجومي الشعبية المتاخمة للعاصمة. وهتف بعضهم «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله». وقال رجل أمن كان يعمل مع الزمالي: «ستنساه سريعاً السلطات ولن تمنح العائلة شيئاً، حتى راتبه، لقد تشاركنا لنتمكن من دفع مصاريف الدفن». وأعادت غالبية المحال التجارية والمطاعم والمقاهي المنتشرة على طول شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة فتح أبوابها. ويقول راشد مملوك، الذي يعمل في مكتبة في شارع الحبيب بورقيبة: «لا نغلق، ولم نغلق (الأبواب) حينما فجّرت انتحارية نفسها وسط الشارع السنة الفائتة، لن نستسلم». ويتابع: «يريد الإرهابيون إخافتنا لكن نقول لهم لا، نحن نعمل ونتجول، انظروا الناس يمارسون حياتهم». ويؤكد سائق حافلة سياح سمير القابسي: «نحن ضد الهجمات مئة بالمئة، حدثت في كل الأماكن في فرنسا وفي ألمانيا... هذه الهجمات تستهدف الأمنيين وليس السياح، والسياح يدركون ذلك». وأكد وزير السياحة التونسي رونيه الطرابلسي الخميس أن كل المواقع السياحية ستظل مفتوحة، مبيناً أن «البلدان الأجنبية تدرك مدى العمل الاستثنائي الذي تقوم به تونس لمكافحة الإرهاب».
مشاركة :