الشارقة: عصام هجو يتوقف «الخليج الرياضي» اليوم عند مباراة الشارقة مع ضيفه خورفكان في الأسبوع الأول من دوري الخليج العربي للموسم 2019-2020 وهي مباراة ديربي الابتسامة في الدوري، ولكن مواجهة هذا الموسم تأتي وفق معطيات مختلفة وغير مسبوقة، فالشارقة وخورفكان من الأندية العريقة في الدولة من واقع النجوم الموندياليين الذين مثلوا الإمارات في نهائيات كأس العالم 1990. شاءت الصدف أن يكون على رأس إدارة شركة كرة القدم الكابتن محسن مصبح سوبرمان الكرة الإماراتية، ويرأس شركة خورفكان لكرة القدم المدافع المونديالي الفولاذي خليل غانم باعتبارهما لعبا للأبيض المونديالي في عصره الذهبي، وقدما لكرة الإمارات كثيراً في الملاعب العالمية والآسيوية والإقليمية، وتعتبر علاقة السوبرمان مع المدافع الفولاذي قوية في الملعب وخارج الملعب من واقع مركز محسن مصبح سابقاً كحارس مرمى، ومن واقع وجود الليبرو خليل غانم أمامه كمدافع لمنتخب الإمارات آنذاك. والمفارقة الثانية أن الشارقة عندما يستضيف خورفكان يوم 19 سبتمبر القادم على ملعب استاد نادي الشارقة ستكون هذه أول مباراة للملك المنتشي ببطولة الدوري بعد غياب للقب عن خزائن نادي الشارقة 23 عاماً، وهي أول مباراة للشارقة بعد عودته إلى ملعبه في سمنان، أما فريق نادي خورفكان فهو الآخر يلعب أمام الشارقة وهو بطل لدوري الدرجة الأولى، ما أهله إلى انتزاع البطاقة الأولى المؤهلة إلى دوري الشهرة والأضواء. وللحديث عن هذه المصادفة الجميلة بين الثنائي المونديالي الذي أثرى الملاعب وعطرها بأعلى المستويات على مستوى ناديهما والمنتخب الوطني، كانت لنا وقفة مع ياسر سالم المحلل والناقد الرياضي المعروف في قناة أبوظبي الرياضية باعتباره من المحللين والنقاد الذين يتمتعون بالحضور الذهني والجرأة في القراءة والتحليل للواقع الكوري، ما أسهم في ارتفاع نسبة متابعيه من مختلف الأندية والشارع الرياضي بصفة عامة. واعتبر ياسر سالم قرار إسناد رئاسة شركة الكرة في ناديي الشارقة وخورفكان قراراً جريئاً وموفقاً لأبعد الحدود من القائمين على أمر الرياضة في الإمارة الباسمة بإعطاء الثقة إلى الثنائي «محسن وخليل»، وقال إن كلاهما يتمتع بتاريخ كبير وتجارب مميزة مع كرة القدم، وقال: «شخصياً أعتبره تغييراً إيجابياً في مجال الإدارة وأتمنى لموضة قدامى اللاعبين الانتشار على أوسع نطاق في أنديتنا، وهناك ماجد العويس عضواً في مجلس إدارة شركة نادي العين، وهذه من الأمور السارة والإيجابية». وقال: «صحيح أن نجاح قدامى اللاعبين في الإدارة ليست قاعدة ثابتة، لكن إذا توقفنا عند تجربة محسن مصبح، فقد توفرت له كل العوامل المساعدة في النجاح، فالشارقة يمتلك لاعبين مواطنين ومحترفين من الطراز العالي، فاستحق الشارقة اللقب بفضل تكاتف أبناء النادي والاستقرار من قبل شركة الكرة برئاسة السوبرمان، الذي جند كل خبراته المتراكمة لخدمة الفريق وعكس كل تجاربه والمواقف التي مر بها لاعباً داخل غرف الملابس خصوصاً في أوقات الشدة التي عاشها فريق الشارقة خلال فترة التعادلات، حيث لم نشاهد أي انزعاج وحافظت شركة الكرة على الهدوء والاستقرار، وأيضاً كانت ردة الفعل هادئة في إدارة ملف ويلتون سواريز مهاجم وهداف الفريق وأكمل الشارقة الدوري بصورة جيدة ولم يتأثر بموضوع ويلتون وهذا كله يعود للحكمة والخبرة الإدارية في التعامل مع مثل هذه الأمور». وأشاد ياسر سالم بفريق العمل مع محسن مصبح واعتبره فريقاً متناغماً ومنسجماً وقال إن الأندية الآن أصبحت شركات للألعاب المختلفة ويستحق أبناء كرة القدم أن يكونوا على رأس شركات الكرة لأنهم أصحاب خبرات وتجارب، وجاء الوقت الذي يجب أن يعكسوا فيه خبراتهم التي اكتسبوها من الملاعب لأجل المساهمة في التطور المنشود. أما عن خليل غانم، فقال: «بلا شك فإنه لا يقل خبرة عن محسن مصبح وكلاهما لاعب سابق ومحلل وناقد وعملا في إدارات الفرق والمنتخبات والآن يتوليان رئاسة شركتي الشارقة وخورفكان». وقال: «من الظلم أن نقارن خليل غانم مع محسن مصبح؛ فالشارقة بطل الدوري وهدفه المحافظة على البقاء في القمة وهو ليس بالأمر السهل ويتطلب من محسن ومجموعته مضاعفة الجهود والشارقة يمتلك إمكانات كبيرة، أما فريق نادي خورفكان فهو صاعد من الدرجة الأولى وهدفه الأول والأخير هو المحافظة على البقاء في دوري الخليج العربي وإذا وفق خليل غانم وفريق عمله في قيادة دفة العمل ونجحوا في تحقيق هذا الهدف المنشود يكون أنجز المهمة بامتياز». وعن رأيه وتوقعاته للموسم الجديد من واقع القراءة والمتابعة لعمل واستعدادات الأندية، قال ياسر سالم كل المؤشرات توحي بأننا على موعد مع موسم مثير وساخن جداً والمنافسة ستكون على أوجها وسيشهد الموسم الجديد عودة الكبار إلى منصة التتويج. وأشاد بعمل نادي اتحاد كلباء الذي وقع اختياره على لاعبين مواطنين وركز على الجودة في اختيارات اللاعبين الذين دعم بهم صفوفه، منهياً حديثه بالقول: «أتمنى أن تكون جميع الفرق درست الماضي وتوقفت عند الإيجابيات لدعمها والسلبيات لتلافيها في الموسم الجديد وأتمنى ألا يشهد الموسم ردات فعل عنيفة بالتسرع في إقالة المدربين وتعليق الفشل عليهم والتضحية بهم لأن كرة القدم ليست مدرباً فقط؛ بل منظومة عمل متكاملة».
مشاركة :