هدنة «العشرين» تجمّد الرسوم.. و«هواوي» تتنفس الصعداء

  • 6/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج أمس السبت، على استئناف المفاوضات التجارية، على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في أوساكا في اليابان واتّسمت بمفاوضات شاقة حول المناخ.وقال ترامب «عقدنا لقاء جيّداً جداً مع الرئيس شي، يمكن أن أقول (لقاء) ممتازاً»، وأفادت وكالة «شينخوا» الصينية الرسمية بأن المفاوضات، التي توقفت بشكل مفاجئ في أيار/مايو، ستُستأنف. وافقت واشنطن على وقف تهديدها بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات، بعد أن استهدفت سلعاً صينية تزيد قيمتها على 500 مليار دولار تشتريها الولايات المتحدة سنوياً، وبعد وقت قصير، أكد ترامب أنه لا ينوي «زيادة» الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ولا إلغائها «على الأقلّ في الوقت الراهن»، وبذلك يكرّر الرجلان السيناريو الذي حصل في قمة مجموعة العشرين السابقة التي عُقدت في الأرجنتين في أواخر عام 2018، وكانا علّقا نزاعهما لبضعة أشهر بهدف استئناف المفاوضات التجارية المعمّقة التي سرعان ما تعثّرت.وهدنة أمس بين أكبر اقتصادين في العالم، منحت قدراً من الارتياح لزعماء أكبر اقتصادات في العالم المتجمعين في اليابان، إذ كلفت الحرب التجارية المستمرة منذ عام الشركات مليارات الدولارات وأدت لتباطؤ الاقتصاد العالمي وتعقيدات في سلاسل الإنتاج والإمداد وقلق في الأسواق المالية.أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه السماح مجدداً للشركات الأمريكية بالتوريد لشركة «هواوي» الصينية العملاقة في مجال الاتصالات، وقال ترامب أمس في ختام قمة مجموعة العشرين إنه تعهد للرئيس الصيني شي جين بينج بالسماح مجدداً ببيع منتجات تكنولوجية ل «هواوي».ورداً على ذلك، ذكرت وسائل إعلام رسمية أمس أن الصين رحبت بتعهد الرئيس الأمريكي، برفع بعض القيود عن مبيعات التكنولوجيا الأمريكية لشركة «هواوي» الصينية العملاقة في مجال الاتصالات.ونقلت صحيفة «جلوبال تايمز» عن وانج شياولونج، أحد الممثلين الخاصين بوزارة الشؤون الخارجية الصينية في قمة مجموعة العشرين قوله للصحفيين في مدينة أوساكا اليابانية: «من المؤكد أننا نرحب بتصريح ترامب». لا وعود كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال أول أمس الجمعة، إنه يأمل بمحادثات مثمرة مع الرئيس الصيني شي جين بينج بشأن حرب تجارية تلقي بظلالها على النمو العالمي، لكنه قال إنه لم يقدم أي وعود بتأجيل تهديده لفرض رسوم جمركية على المزيد من البضائع الصينية، ولإرساء الأسس للاجتماع الثنائي، اجتمع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر في الفندق الذي يقيم فيه الوفد الأمريكي.وقال ترامب للصحفيين بعد سلسلة اجتماعات مع زعماء، إنه يعطي الأولوية لاتفاقات تجارية ثنائية لتعزيز الاقتصاد الأمريكي «بالحد الأدنى سيكون (اجتماعاً) مثمراً. سنرى ما سيحدث وما سيسفر عنه».وسئل ترامب عما إذا كان قد وعد شي بهدنة مدتها ستة أشهر قبل فرض رسوم جمركية جديدة على قائمة بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار فقال «لا».وفرض ترامب بالفعل رسوماً جمركية على واردات من الصين بقيمة 250 مليار دولار ويهدد بتمديد تلك الرسوم لتشمل بضائع أخرى بقيمة 300 مليار دولار وهو ما يعني فعلياً كل شيء تصدره الصين إلى الولايات المتحدة. وردت الصين بفرض رسوم على واردات من أمريكا.وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن الزعيمين حثّا فريقي مفاوضي البلدين على العمل على حلول تجارية تحقق منافع متبادلة.ويسعى ترامب أيضاً لمناقشة المخاوف الأمريكية بشأن شركة هواوي الصينية لصناعة معدات الاتصالات. بيان ختامي أقرّ البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين بأن حدة التوترات التجارية والجيوسياسية «تصاعدت»، وتحلّ هذه الصيغة المبهمة محلّ الإدانة العلنية للحمائية التي لطالما كانت ميزة بيانات مجموعة العشرين إلا أن إدارة ترامب لا تريد التحدث عنها.ويشدد النصّ أيضاً على ضرورة أن تواصل المصارف المركزية «دعم النشاط الاقتصادي» عبر الحرص على «التواصل جيداً» في ما بينها.وبدون استخدام كلمة الحمائية، قال الزعماء في البيان: «نحن نسعى جاهدين لخلق بيئة حرة ونزيهة وغير تمييزية وشفافة وقابلة للتنبؤ بها ومستقرة في قطاعي الاستثمار والتجارة ولإبقاء أسواقنا مفتوحة»، وأضاف البيان إن التجارة الدولية والاستثمار «محركات مهمة للنمو والإنتاجية والابتكار وخلق فرص العمل والتنمية».وفي الوقت الذي تسود فيه مخاوف من أن يؤدي تصاعد الاحتكاك التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، أقر قادة مجموعة العشرين بأن ذلك يمثل خطورة شديدة، وتعهدوا باستخدام «جميع الأدوات السياسية» من أجل تحقيق النمو المستدام والمتوازن والشامل. تقارب مع القادة قبل لقائه شي، بدأ ترامب يومه بزخم، وغداة مزاحه الملحوظ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصل الرئيس الأمريكي إظهار تقاربه من قادة المجموعة، وأعلن خصوصاً في تغريدة احتمال عقد لقاء غير مسبوق مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين، كما التقى أيضاً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأشاد ب«عمله الاستثنائي». وزادت نسخة العام 2019 من قمة العشرين التي انعقدت على وقع اللقاءات الثنائية الشكوك بشأن جدوى هذه المجموعة التي أنشئت في الأصل لإيجاد حلول موحّدة للأزمات على أنواعها ودُشّنت عام 2008 في خضمّ أزمة مالية عالمية. ويرى توماس بيرن من مركز الابتكار للحكم الدولي وهو مجموعة أبحاث كندية، أن مجموعة العشرين أرادت أن تكون «منتدى تعاون لكن يمكن أن نسأل نفسنا في الوقت الحالي إن كنا بلغنا اللحظة التي توقفت فيها عن تحقيق هذا الهدف». توافق على الالتزام بـ «اتفاق المناخ» باستثناء واشنطن جدّدت 19 من دول مجموعة العشرين باستثناء الولايات المتحدة أمس السبت في أوساكا في اليابان، التزامها من أجل «التطبيق الكامل» للاتفاق الموقع عام 2015 في باريس لمكافحة الاحتباس الحراري. وقال الموقعون في البيان الختامي للقمة، إنهم متفقون على «عدم التراجع» عن هذا الاتفاق، مستخدمين لهجة تذكر بنبرة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين العام الماضي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «يجب أن نذهب أبعد من ذلك» في ما يخصّ المناخ. وأضاف «تجنّبنا التراجع لكننا يجب أن نذهب أبعد من ذلك وسنبذل كل جهدنا للذهاب أبعد من ذلك». وكان الفرنسيون والألمان أعلنوا في وقت سابق أن دول مجموعة العشرين توصلت السبت إلى اتفاق بشأن المناخ باستثناء الولايات المتحدة. وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل الجلسة الختامية لمجموعة العشرين «تم تبني النصّ بشأن المناخ». ويؤكد اتفاق 19+1، دعم الدول ال19 من بينها الصين وفرنسا وألمانيا، لاتفاق باريس حول المناخ الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2017. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق صباح السبت بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلاني قمتي مجموعة العشرين في هامبورغ عام 2017 وبوينوس آيريس عام 2018، بحسب الرئاسة الفرنسية.(أ ف ب) البنك الدولي يحث الدول النامية على القيام بإصلاحات لجذب الاستثمارات قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس أول أمس الجمعة إن الغموض الناجم عن التوترات التجارية وتباطؤ النمو العالمي يزيدان الحاجة إلى تطبيق الدول النامية إصلاحات تجعلها أكثر جذباً للاستثمارات الخاصة.وقال مالباس، الذي يحضر اجتماع قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، إنه سيحث الدول على اتخاذ خطوات أكثر جرأة لتحسين مناخ قطاع الأعمال من أجل السماح للشركات الخاصة بالتنافس بشكل أفضل مع الشركات المملوكة للدولة، وتوليد قدر أكبر من النمو المربح والابتكار والوظائف.وتوقع البنك الدولي في تقريره السنوي للآفاق الاقتصادية العالمية في وقت سابق من الشهر الجاري أن يؤدي تباطؤ التجارة وتدفق الاستثمارات إلى خفض النمو العالمي هذا العام إلى 2.6 في المئة بتراجع 0.3 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة.وتوقع صندوق النقد الدولي تباطؤاً مماثلاً مدفوعاً بشكل رئيسي بزيادة التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين بشكل أساسي. وقال مالباس الذي تولى رئاسة البنك الدولي في إبريل/ نيسان بعد أن قضى عامين في إدارة ترامب وكيلاً لوزارة الخزانة للشؤون الدولية، إنه يركز أيضاً على التنمية الداخلية للدول وسبل نمو التجارة الداخلية بين المدن والمناطق. وقال مالباس إنه سيجتمع مع زعماء عدة دول نامية من بينها البرازيل والهند وإندونيسيا وروسيا والسعودية والسنغال وجنوب إفريقيا وتركيا خلال قمة العشرين. (رويترز) ترودو وشي يجريان مناقشات «إيجابية» قال مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو إن ترودو والرئيس الصيني شي جين بينج أجريا «مناقشات إيجابية وبناءة» على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين أول أمس الجمعة مع احتدام خلاف بين البلدين.وقال مسؤول في مكتب ترودو طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع إن ترودو تحدث «أكثر من مرة» مع شي خلال لقاء قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية.وكان هذا أول تواصل بين الزعيمين منذ تجمد العلاقات الدبلوماسية والتجارية في ديسمبر، عقب اعتقال الشرطة الكندية منغ وان تشو المديرة المالية لشركة هواوي تكنولوجيز بناء على أمر اعتقال أمريكي.وأظهر مقطع مصور من الاجتماع ترودو وشي يتحدثان لفترة وجيزة من خلال مترجمين قبل تصافحهما، وقال المسؤول الذي لم يذكر أي تفاصيل أخرى «من المرجح أن تكون هناك فرص أخرى في المستقبل لإجراء حوار إذا دعت الحاجة لذلك». واعتقلت الصين كنديين اثنين بعد اعتقال منغ واتهمتهما بالتجسس، وحظرت الصين الأسبوع الماضي كل واردات اللحوم الكندية بعد اكتشاف وثائق مزورة. (رويترز)

مشاركة :