أنشطة وبرامج عديدة للأطفال والشباب، عامة وشاملة، خلال العطلة الصيفية، بعضها تابع لجمعيات وأندية ومراكز خاصة، وبعضها من خلال إشراف وزارات وهيئات رسمية في الدولة، والجميع يشكر على جهوده وحرص في استثمار أوقات فئة الأطفال والشباب، وصقل مواهبهم وإكسابهم خبرات وعلوما ومعارف جديدة. لسنوات طويلة ظلت الأنشطة الصيفية، حاضنة إيجابية للأطفال والشباب، ربما بعضها يركز فقط على البرامج الرياضية، والبعض الآخر على البرامج الدينية أو الترفيهية، وربما البعض منها بالغ في الرسوم المالية، والبعض منها كان تجاريا بحتا، ولكن تاريخ الأنشطة الصيفية في البحرين في العموم جيد وطيب. ولكن من الملاحظ أن معظم، إن لم تكن كل الأنشطة الصيفية، توجه للأطفال والشباب العموم، من دون تخصيص نشاط صيفي لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يحتاجون إلى رعاية واهتمام خاص، وقد تكون الفترة الصيفية مشكلة لدى أولياء الأمور الذي يحتارون وربما ينحرجون في إدخال أبنائهم في تلك الأنشطة في تلك المؤسسات والجمعيات. مناسبة هذا الحديث، هو مقال جميل قرأته في مدونة الناشط الاجتماعي الشاب راشد البنزايد، تحت عنوان (جريمتي.. أنني توحدي)، والذي يدعو فيه مؤسسات الدولة، الرسمية والأهلية، لإقامة برامج لذوي الاحتياجات الخاصة، في العطلة الصيفية وطوال العام، بدلا من أن يكونوا حبيسي البيوت والمنازل، وهم يرون قرناءهم من الأطفال يذهبون ويشاركون في برامج وأنشطة صيفية وغيرها. يقول البنزايد في مقاله: جريمتي أنني توحدي.. هذه الكلمة قرأتها في عيون طفلة لا يتجاوز عمرها الست سنوات في إحدى صالات الألعاب، فقد صادف دخول هذه الطفلة إلى لعبة (البيت الهزاز) في حين وجود طفلة أخرى من نفس العمر، ولا أعرف ما جرى بالتحديد، إلا أن صراخ والد الطفلة الأخرى بشكل هستيري لفت انتباهي، وساقني إلى الفضول لمعرفة الأمر من أحد الموظفين في نفس الصالة، وقد تبين أن الطفلة المصابة بالتوحد سقطت على الطفلة الأخرى، فطالب الأب بإخراجها من اللعبة، وعدم السماح لها بالاقتراب من طفلته..!! يضيف البنزايد: آلمني منظر طفلة التوحد وهي (مطرودة)، ونظراتها المنكسرة بأنها غير مرحب بها، ولسان حال والدها يقول: أين أذهب بابنتي..؟! لذلك فإن مجموعة من الأسر في بلادنا تعاني من غياب المسؤولية المجتمعية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن الكلفة المالية الباهظة للبرامج المخصصة لهم، لذا أتمنى من الجهات المعنية احتواء هذه الفئة، وتقديم الرعاية والاهتمام المناسب، وبناء المراكز والأندية الخاصة، وتنظيم البرامج والأنشطة لهذه الفئة. ومع شكرنا وتقديرنا لما كتبه الأخ راشد البنزايد، فقد ذكرني بحلقة من حلقات برنامج (الصدمة) الذي كان يعرض في رمضان، حول معاناة أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة من سوء تعامل البعض مع أبنائهم في مراكز الألعاب والأماكن العامة، بجانب عدم وجود الخدمات اللازمة لهذه الفئة، فأقصى ما قمنا به حتى اللحظة مجرد تخصيص مواقف للسيارات، والتي يقف فيها بعض الأصحاء في مشهد غير حضاري وسلوك غير قانوني، فيما باقي الأمور في المجمعات وغيرها لا تهتم بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. هذه دعوة صادقة وأمنية مخلصة، لأن تبادر جمعية أو مركز أهلي، أو مؤسسة رسمية، لتخصيص برامج صيفية لأطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، إن لم تكن طوال العام.
مشاركة :