أعلن المجلس الدستوري الموريتاني، الذي ينظر في الطعون التي تقدّم بها عدد من مرشحي المعارضة قبل أيام، أنّه سيصدر النتائج النهائية للانتخابات ظهر غد الاثنين. وفي غضون ذلك، أشاد محمد ولد الشيخ الغزواني، مرشح السلطة في موريتانيا الذي أُعلِن فوزه بالانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى، في خطاب ليلة أول من أمس بـ«تكريس ثقافة التعدّدية» في البلاد.وفي أول خطاب له منذ إعلان فوزه بالرئاسة من الدورة الأولى، قال الغزواني أمام الآلاف من أنصاره في نواكشوط خلال تجمع حضرته وكالة الصحافة الفرنسية: «أتوجّه بالتحيّة إلى كل أبناء شعبنا فرداً فرداً على ما أظهر من نضج سياسي، واهتمام بالشأن العام، وتكريس لثقافة التعدّدية والحوار وقبول الآخر». موضحا أنّ «هذه السمات تجلّت في الجو الذي جرت فيه مختلف مراحل مسار الانتخابات، وما ميّزها من سكينة وأجواء احتفالية، شارك فيها الجميع رغم اختلاف اختياراتهم».ورفض الغزواني (62 عاماً)، رئيس الأركان السابق، التحدّث بصفة «الرئيس المنتخب»، وذلك في انتظار صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية عن المجلس الدستوري. لكنه لم يأت بتاتاً على ذكر الاحتجاجات، التي شهدتها البلاد بعد إعلان فوزه بالرئاسية، وما تخلّلها من أعمال عنف وقطع لشبكة الإنترنت، وطعن مرشحي المعارضة بالنتيجة. واكتفى بالإشارة في كلمته إلى «صعوبة الظرف المناخي، الذي جرت فيه هذه الانتخابات، والتعقيدات الاجتماعية والسياسية المرتبطة به».وشكر «كل الفاعلين الذين انخرطوا بشكل يثير الفخر والاعتزاز في الجهد الوطني الجبار، الذي واكب هذا المشروع».وأتت كلمة الغزواني قبيل ساعات من عودة شبكة الإنترنت جزئياً إلى العمل بعد انقطاعها في أعقاب اشتباكات شهدتها البلاد، إثر إعلان النتائج الرسمية للانتخابات. وعادت خدمة الإنترنت عبر الشبكة الثابتة ظهر أول من أمس بعدما انقطعت منذ ظهر الثلاثاء، فيما لا تزال خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة التي انقطعت في 23 من يونيو (حزيران) الجاري، غير متاحة.ومساء الخميس، تقدّم وزير الثقافة والمتحدث باسم الحكومة سيدي محمد ولد محمد باستقالته، التي جاءت بعد مؤتمر صحافي برّر فيه الوزير التدابير، التي اتخذتها السلطات في مواجهة الاحتجاجات على فوز مرشحها، وبالأخص تصنيفه انقطاع الإنترنت بـ«الوقائي».وأعلنت اللجنة الانتخابية في 23 من يونيو الغزواني فائزاً بـ52 في المائة من الأصوات في الاقتراع، الذي نظّم قبل يوم من ذلك، فيما سارعت المعارضة إلى الاحتجاج على النتائج.وحلّ خلف ولد الغزواني، وبفارق كبير، أربعة مرشحين معارضين، هم الناشط المناهض للرقّ بيرام ولد الداه أعبيد، الذي تلاه في المرتبة الثانية بحصوله على 18.58 في المائة من الأصوات، ورئيس الوزراء السابق سيدي محمد ولد بوبكر، الذي حلّ ثالثاً بحصوله على 17.58 في المائة من الأصوات.أمّا في المرتبة الرابعة فحلّ الصحافي بابا حميدو كان (8.71 في المائة). في حين حصل أستاذ التاريخ محمد ولد مولود على 2.44 في المائة من الأصوات.وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 62.66 في المائة من الناخبين، البالغ عددهم الإجمالي 1.5 مليون ناخب.وكان مرشحو المعارضة قد استبقوا هذه النتائج بإعلان رفضهم لها، وذلك بعد إعلان الغزواني فوزه قبل انتهاء فرز الأصوات. وكانت اشتباكات اندلعت، حتى قبل إعلان النتائج، في نواكشوط ونواذيبو (شمال - غرب) بين عناصر شرطة والمعارضة، ثم تجددت في اليوم التالي في العاصمة. ومذاك تحدثت المعارضة عن اعتقال مئات من أنصارها.ويمثّل اقتراع 22 يونيو أول عملية انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين في هذا البلد المترامي الأطراف في منطقة الساحل، الذي شهد الكثير من الانقلابات العسكرية بين 1978 و2008، تاريخ الانقلاب الذي أوصل الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم قبل انتخابه في 2009، الذي لم يتمكّن من الترشح لولاية ثالثة لأنّ الدستور يمنعه من ذلك.
مشاركة :