موسكو - لندن: «الشرق الأوسط» استضافت روسيا محادثات بين الحكومة السورية وشخصيات في المعارضة أمس الاثنين، لكن الائتلاف المعارض الرئيسي لم يشارك فيها ومن غير المتوقع إحراز تقدم كبير باتجاه إنهاء الصراع في سوريا. وقال مبعوثون إنهم يتوقعون أن يركز الاجتماع الذي يستمر 4 أيام على الشؤون الإنسانية، وإن الهدف هو إلى حد كبير بناء الثقة بعد 4 سنوات من الحرب التي قتل فيها أكثر من 220 ألف شخص في سوريا. وقاطع الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب ومقره إسطنبول الاجتماع، وقال إنه لن يشارك إلا إذا أدت المحادثات إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين إن رفض الائتلاف الوطني السوري المشاركة في جلسة الحوار بموسكو «أمر لا يسرّ». من جانبه، أعلن نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية عارف دليلة أن المعارضة الداخلية في بلاده تطالب بالعودة إلى عملية جنيف التفاوضية، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأشار دليلة لوكالة «تاس»، إلى أن الأزمة السورية تحولت إلى قضية دولية مزمنة وشديدة التعقيد لكن لا شيء تم تنفيذه لوقف هذه الأزمة. وأكد دليلة أن هيئة التنسيق الوطنية كانت دائما ضد الحرب والتدخل الأجنبي، لكنه أشار إلى أن القوى التي تدخلت في الشؤون السورية كانت مهتمة باستمرار الحرب. وشدد القيادي السوري المعارض على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لوقف الحرب والدمار في البلاد، إضافة إلى الإفراج عن جميع المسجونين وضمان حقوق الإنسان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو ما زالت تأمل في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف في يونيو (حزيران) 2012، وأشار إلى أنه يجب عدم التهويل من شأن غياب جماعة للمعارضة عن المحادثات. وأضاف بعد محادثات مع وزير خارجية مدغشقر «سفكت دماء كثيرة بالفعل في سوريا وكان هناك الكثير من البدايات الخاطئة.. لذا يجب ألا ننقاد وراء حقيقة أن أحدهم أعلن أن جماعة معارضة ما هي الجماعة الرئيسية، وجعل هذا هو الأساس لمحاولة الوصول إلى نتيجة». وكانت وثيقة وضعت مسودتها في مؤتمر جنيف عام 2012 ووافقت عليها واشنطن وموسكو دعت إلى تشكيل هيئة حكومية انتقالية بموافقة الطرفين. وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أن بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة يرأس وفد الحكومة السورية في المحادثات بموسكو. وأضافت أن قائمة المشاركين تشبه نظيرتها في الجولة الأولى من المشاورات بالعاصمة الروسية في يناير (كانون الثاني) التي لم تسفر عن انفراجة. وحضر أكثر من 30 ممثلا لجماعات مختلفة الاجتماع السابق ومعظمهم ينتمون لجماعات أما موالية للأسد، أو ترى أنه من الضروري العمل مع دمشق لمواجهة صعود تنظيم داعش. وتقول روسيا أكبر داعم دولي للأسد في الحرب الدائرة، إنه يجب أن تكون لمحاربة الإرهاب في سوريا الأولوية القصوى الآن، ودعت المعارضة إلى العمل مع الأسد لتحقيق هذا الهدف. طلب الجانب السوري المعارض مساعدة روسيا في تمكين المعارض لؤي حسين من الحضور، وهو رئيس تيار بناء الدولة الذي جرى الإفراج عنه منذ فترة قريبة من السجن، إلا أنه منع من السفر خارج سوريا، ومن المقرر أن يصدر في 29 أبريل (نيسان) الحالي حكم عليه بتهمة «إضعاف الشعور القومي». ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن معارضين قولهم إن «لؤي حسين أبدى رغبة بالمشاركة في لقاء (موسكو – 2) إلا أن النظام منعه من السفر، وقد طلبنا مع عدد من مشاركي اللقاء، من الجانب الروسي التدخل للسماح له بالسفر إلى موسكو للمشاركة في اللقاء».
مشاركة :