استعادت بطولة كوبا أميركا بريقها وسحرها في الأدوار الإقصائية، بعد أن قدمت غالبية المنتخبات عروضاً لا تتناسب مع السحر اللاتيني في مرحلة المجموعات، جاء ربع النهائي مثيراً، خاصة أن النتائج أسفرت عن مواجهة نارية في الدور قبل النهائي بين الأرجنتين والبرازيل، تقام فجر الأربعاء المقبل في بيلو هوريزونتي، وسط ترقب من الملايين حول العالم لـ «الكلاسيكو اللاتيني 111» بين المنتخبين في جميع البطولات. منتخب «التانجو» تأهل للدور قبل النهائي بعد أن حقق الفوز بهدفين نظيفين على فنزويلا في ربع النهائي باستاد الماراكانا، سجلهما جيوفاني لو سيلسيو، وسبقه «المفاجأة السارة» لاوتارو مارتينيز بتسجيل الهدف الأول، وهو الثاني له في البطولة والسادس في 10 مباريات دولية بقميص منتخب «التانجو»، كما أنه رابع أهدافه في آخر 5 مباريات، مما يجعله اللاعب الأفضل والأكثر تأثيراً في صفوف الأرجنتين في الوقت الراهن، وقد حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، مما يؤشر إلى الأداء اللافت الذي يقدمه. مارتينيز هو نجم واعد يحمل جينات الجيل الأسطوري الذي منح الأرجنتين مجداً كروياً كبيراً في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات بقيادة مارادونا، حيث يملك اللاعب الشاب البالغ 21 عاماً مزيجاً من الروح القتالية والمهارة، وهو مزيج كانت تستأثر به الكرة الأرجنتينية في الأجيال السابقة، وعلى الرغم من القدرات الفردية الخارقة للجيل الحالي بقيادة ميسي وأجويرو ودي ماريا وغيرهم، فإن الروح القتالية غائبة، والأداء الجماعي ليس في أفضل حالاته. النجم الواعد هو ابن عائلة كروية، فالأب لاعب كرة سابق، ويخوض مارتينيز التحدي القاري بروح قتالية هي الأعلى بين رفاقه من أجل إثبات الذات، فقد كان واحداً من الأسماء التي ضمتها قائمة «التانجو» في مونديال 2018، ولكن تم استبعاده من القائمة النهائية، ومع ظهوره بصورة جيدة صفوف إنتر ميلان الموسم المنتهي، حرص سكالوني على منحه الفرصة من جديد ليتألق في كوبا أميركا 2019. بالعودة إلى ميسي فقد حصل على فرصة ذهبية للاستمرار في البطولة بمساعدة منتخب بلاده، حاصداً دعوة مجانية لكسر العقدة التي تطارده بعدم الحصول على لقب كبير بقميص الأرجنتين، واللافت في الأمر أن منتخب الأرجنتين هو الذي يحمل ميسي إلى الدور قبل النهائي هذه المرة، فقد ظهر ليو بصورة باهتة، دفعته للاعتراف عقب المباراة بأنه لا يقدم الأداء المقنع الذي يجعله يشعر بالرضا عن نفسه، وهو اعتراف يحسب له، ولكنه في نهاية المطاف يجسد حقيقة مؤلمة تقول إنه اللاعب الأقل تأثيراً في صفوف المنتخب في الوقت الراهن. ميسي تغنى بالنشيد الوطني الأرجنتيني قبل بداية المباراة، للمرة الأولى في مسيرته الدولية، فقد اعتاد الأرجنتينيون على انتقاده ومهاجمته لظهوره صامتاً طوال الوقت أثناء عزف النشيد الوطني الأرجنتيني في المباريات الدولية، ولكنه تغني للمرة الأولى به وبكلماته التي تقول: «اسمعوا أيها البشر صرختي، اسمعوا ضجيج كسر القيود والأغلال»، وفي نهايته يقول: «إلى الشعب الأرجنتيني العظيم.. تحية»، «إلى الشعب الأرجنتيني العظيم.. تحية»، وهي كلماته تحمل أعلى درجات التحفيز، وعلى الرغم من أن ميسي قالها بحماس لافت، فإنه يقدم الأداء الحماسي المتوقع في المباراة، مكتفياً بمصالحة جماهير بلاده بكلمات النشيد الوطني. وعقب المباراة أقر ميسي بأنه لا يقدم بطولة جيدة، ولكنه في الوقت ذاته ألمح إلى أن هناك بعض الأسباب التي تجعله لا يظهر في أفضل حالاته، قائلاً: «أرض الملعب سيئة جداً، هذا لا يمكن أن يحدث في كوبا أميركا، لا يمكن تقديم الأداء المثالي على هذه الملاعب، الأمر يبدو مخزياً، فالكرة مثل الأرنب سريع الحركة الذي يتنقل بسرعة فائقة في مختلف الأماكن، ولا يمكنك السيطرة عليه، أعلم أنني لا أقدم بطولة جيدة على أي حال، ولكن منتخبنا نجح في تحقيق الفوز وتقديم الأداء الجيد على المستويات كافة أمام فنزويلا». وأضاف: «من الصعب أن تتوقع نتيجة مباراة كبيرة مثل موقعة الأرجنتين والبرازيل، لا توجد أفضلية لطرف على آخر، بالطبع لديهم منتخب جيد يلعب بين جماهيره، ونحن في المقابل لدينا طموح الفوز وبلوغ النهائي». سكالوني يطالب لاعبيه بنسيان المنافسة التاريخية مع «السامبا» أكد ليونيل سكالوني، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، أن فريقه يجب أن يتناسى المنافسة الشرسة التاريخية بينه وبين نظيره البرازيلي، عندما يلتقي الفريقان في الدور قبل النهائي للبطولة. وقال سكالوني، في المؤتمر الصحفي بعد المباراة التي أقيمت على استاد «ماراكانا» العريق في ريو دي جانيرو: «على المنتخب الأرجنتيني أن يتعامل معها مثل أي مباراة في المربع الذهبي لكوبا أميركا، لأن هذا هو ما يميز هذه المباراة»، مشيراً إلى أن الفريق عليه أن يتعامل مع المنتخب البرازيلي مثل أي فريق آخر يلتقيه في هذا الدور من كوبا أميركا. وأشار: «سنحاول تقديم مستوانا واللعب بأسلوبنا، ونحاول حسم اللقاء لصالحنا»، مشيراً إلى أن هذا هو ما ساعد الفريق في مباراته أمام فنزويلا بدور الثمانية. وأشاد سكالوني بالبداية القوية لفريقه أمام فنزويلا والهدف المبكر الذي سجله لاوتارو مارتينيز ليمهد الطريق نحو الفوز باللقاء. وأشار سكالوني إلى أن مستوى فريقه يتطور ويتحسن من مباراة لأخرى، ما ساهم في تحقيق الفوز المقنع على فنزويلا.
مشاركة :