كشفت دراسة حديثة أن الفوسفين، وهو غاز ذو رائحة كريهة سامة للحياة على الأرض، يمكن أن يشير إلى وجود أشكال حياة غريبة في أماكن أخرى من الكون. وقالت كلارا سوزا سيلفا، طالبة مرحلة ما بعد الدكتوراة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال حديثها في 24 يونيو، في المؤتمر السنوي لعلوم الأحياء، إن الفوسفين "هنا على الأرض، هو جزيء قابل للاشتعال للغاية، وسام بشكل لا يصدق، وذو رائحة كريهة للغاية، عندما يتفاعل مع الأكسجين (لدرجة أنه تم استخدامه كسلاح كيميائي خلال الحرب العالمية الأولى)"، وفي البيئات الخالية من الأكسجين، "لا يعد الفوسفين مادة شريرة". وأشارت إلى أنه "نظرا لأن الفوسفين يتفاعل بشكل كبير مع الأكسجين ويتطلب كميات هائلة من الطاقة لإنتاجه، فإنه لا ينبغي أن يكون موجودا على الأرض، ولكنه موجود بالفعل، وفي كل مكان في الواقع"، ذلك لأن الكائنات الحية الدقيقة على كوكبنا تنتجها في بيئات خالية من الأكسجين"، حيث يمكن العثور على آثار هذا الغاز في مياه المجاري والمستنقعات والمسالك المعوية للأسماك وأمعاء الرضع، وفي حقول الأرز، وجميع هذه المواقع تمتلك شيئا مشتركا وهو أن ليس لديها أكسيجين. وكان النشاط البشري مسؤولا أيضا عن إنتاج كميات صغيرة من الفوسفين من خلال إنتاج أشياء مثل المبيدات الحشرية والميتامفيتامينات. وأوضحت كلارا: "يبدو أن أي كمية يمكن اكتشافها من الفوسفين على كوكب خارج المجموعة الشمسية الصخرية المعتدلة لا يمكن أن تنتج إلا عن طريق الحياة الحيوية". وتقول نظرية كلارا وزملائها إن الحياة خارج كوكب الأرض يمكن أن تستخدم الغاز الغريب كآلية دفاعية، أو للتواصل مع خلايا أخرى. وأجرت كلارا وفريقها محاكاة إنتاج الفوسفين وبقائه وتدميره في العديد من الكواكب الخارجية، ووجدوا أنه في ظل ظروف معينة، يمكنهم بالفعل اكتشاف وجود الفوسفين من خلال قياس كيفية تفاعله مع الضوء. وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون ممكنا تقنيا، إلا أن النظرية ما تزال طريقة بعيدة المنال للبحث عن الحياة الغريبة. وتشير البيانات إلى أن هذا الغاز يمكن اكتشافه في الكواكب الخارجية إذا تم إنتاجه بتركيزات مماثلة لتلك الموجودة في أجواء النظم البيئية التي تفتقر إلى الأكسجين على الأرض، مثل مجاري الصرف الصحي. المصدر: لايف ساينس
مشاركة :