كشفت صحيفة ذا غارديان البريطانية وصحيفة ميديا بارت الفرنسية ورقة جديدة في ملف الفساد الذي يدين قطر بنيل حقوق تنظيم البطولات الرياضية الدولية من دون وجه شرعي، وتحوم ملفات الفساد هذه المرة حول رئيس الديوان الأميري لتميم آل ثاني أمير دولة قطر، وفقاً لوثائق سرية وصلت إليها الصحيفتين في تحقيق مشترك أثبتت تورطه في تحويلات مالية مشبوهة. كما أشار التحقيق إلى أن مثول القطري ناصر الخليفي أمام القضاء الفرنسي لا يوضح الحقيقة الكاملة بعد تورطه بشكل أكبر مما أدلى به خلال التحقيقات التي جرت معه بعد الاشتباه بفساد يشوب عملية إرساء ملف تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2017 على قطر. ووفقاً لما أجرته الصحفيتان، فإن هناك رسائل بريد إلكتروني غير مدرجة في الملف القضائي تفيد بوجود تفاوض على تحويل مبلغ شارف على (5 ملايين دولار، منها 440 ألف نقدًا) بين بابا ماساتا دياك ابن لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيس الديوان الأميري التابع لأمير قطر تميم آل ثاني، كما يؤكد التحقيق نقيض ما أكده الخليفي للقاضي، بعد أن نفى علاقته بالحوالة، مشيراً إلى أن أخاه كان يدير الشركة، قبل أن يقدم للقاضي وثيقة تشير إلى أنه أصبح مساهماً فيها بين عامي 2013 و2016. كما أكد رئيس باريس سان جرمان أنه لم يتدخل في تفاصيل استضافة قطر للبطولات، لكن تحقيق “ميديا بارت” يكشف أنه كان عضواً في لجنة سرية يرأسها أمير قطر عندما كان ولياً للعهد، تهدف إلى استضافة أولمبياد 2020، إذ يتولى فيها الخليفي الملفات المتعلقة بالإعلام، وفعل الخليفي ذلك من شراء حقوق مسابقات ألعاب القوى في المنطقة لصالح قنوات beIN Sports، وذلك بعد أن بعث إلى رئيس اللجنة “ولي العهد حينها” يطلب شراء حقوق البث للبطولات، من أجل دعم ملف قطر بالحصول على تنظيم الأولمبياد، وأثبتت الوثائق مشاركة الخليفي في حملة قطر لمحاولة الظفر بحقوق بطولة القوى لعام 2017 علاوة على الألعاب الأولمبية 2020. وأوضح التحقيق أن مستخدم البريد الظاهر أنشأ حساب (hotmail.com) تحت اسم مستعار، ووتوصلت الصحيفتان إلى إن مستخدم البريد هو الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، أحد أفراد الأسرة المالكة، ورئيس الديوان الأميري للأمير القطري الحالي تميم آل ثاني. وفي بريدٍ إلكتروني له إلى رجل الأعمال القطري، أوضح بابا ماساتا دياك بأن “مستشاره الخاص” توجه مؤخراً إلى بكين للمناقشة مع “أصدقائه من اللجنة التنفيذية” اللجنة الأولمبية الدولية. وقد تم تعيين ستّة أفراد بالأحرف الأولى من أساميهم والذين يتوافقون جميعًا مع أعضاء (comex) من اللجنة الأولمبية الدولية الذين طلبوا تسلّم “طردوهم” من قبل “المستشار الخاص” في موناكو. ويظهر التحقيق بأن بابا ماساتا دياك قد سخّر نفسه لخدمة العائلة المالكة القطرية قبل ثلاث سنوات على الأقل بالتناوب ما بين المناورات الساخنة وطلبات تقديم الأموال. بابا ماساتا دياك لامين دياك نيمار إلى جانب ناصر الخليفي
مشاركة :