«اجتماع أبوظبي للمناخ» يبحث فرص الاستثمار في الطاقة المتجددة

  • 7/1/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:آية الديب بحضور الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومشاركة أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، انطلقت أمس الأحد، أعمال «اجتماع أبوظبي للمناخ» التي تستمر يومين، بمشاركة ما يزيد على 1000 من صناع القرار وممثلي الدول والوزراء والخبراء والمختصين في العمل من أجل المناخ، يمثلون 160 دولة.حضر الجلسة الافتتاحية الشيخ باسل حمود الصباح، وزير الصحة الكويتي، والدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، وعبدالرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ونورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وشما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب.وأكد الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، في كلمته الافتتاحية، أن تداعيات التغير المناخي والتأثير السلبي للاحتباس الحراري، لا تعرف الحدود بين الدول، لذا يجب أن يكون تعاملنا معها عالمياً يشمل الكوكب كله، ولا يقتصر على المناطق المتضررة أو القادرة على الإنفاق فحسب.ونتطرق في الاجتماع إلى 9 محاور رئيسية، لأهم القطاعات الحيوية التي يجب أن تعمل على خفض الانبعاثات، كما يعد اجتماع أبوظبي، الاجتماع الأول لمناقشة الخطط وتجهيز المبادرات التي ستطلق في سبتمبر/‏‏‏ أيلول المقبل، خلال قمة المناخ».وتابع: «أكثر من 500 شاب من دول العالم، يشاركوننا لمناقشة تحدى تغيير المناخ، من بينهم شباب الإمارات؛ حيث وجهت قيادتنا بتعزيز دور الشباب وإشراكهم في القطاعات الحيوية». واستعرض توجهات دولة الإمارات في العمل من أجل المناخ، من مبدأ خلق فرص اقتصادية جديدة، موضحاً أن استراتيجيات الدولة تستهدف زيادة نسبة الطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة المحلي إلى 50% بحلول عام 2050، ما سيحقق حفض 75% لمعدل الانبعاثات الناجمة عن قطاع الطاقة بشكل عام.مشروع جديدولفت إلى أن تدشين مشروع «نور أبوظبي» للطاقة الشمسية بطاقة 1 جيجا وات، نقلة نوعية جديدة في مسيرة الإمارات لتوسعة قاعدة استخدام حلول الطاقة المتجددة والنظيفة، معلناً عن مشروع جديد للطاقة الشمسية في منطقة الظفرة بقدرة إجمالية تصل إلى 2 جيجا وات.وتابع الزيودي: «علينا تدريس أطفالنا مقررات بيئية تعرفهم بمخاطر التغير المناخي وسبل مواجهتها، ولدينا فرص كبيرة للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، فالإمارات تتصدر التوجهات الجديدة وسنواصل عملنا لتحطيم الأرقام القياسية في استخدام الطاقة الشمسية».استغلال الوقتوقالت شما المزروعي: «الإمارات والأمم المتحدة جعلتا خطط تغيير المناخ على رأس أولوياتهما، وعبر اجتماع أبوظبي للمناخ، سيكون لدينا الوقت للتعامل مع تحديات المناخ بالاستفادة من خبرات الشباب في العالم، لوضع السياسات الخاصة بالتخفيف عن آثار التغير المناخي والتحول نحو الاقتصاد الأخضر».وأضافت: «نحن في وزارة الشباب، أعطينا مجالاً كبيراً للشباب، للمشاركة في وضع خطط فاعلة للحد من تأثيرات تغير المناخ، مشددة على أن الإخفاق في استغلال الوقت للتخفيف من أثر التغير المناخي، ستكون له تأثيرات سلبية عدة.خطر متزايدفيما قال جوتيرس: «حركة التغير المناخي وتداعياته عالمياً، باتت تفوق سرعة تحركنا لمواجهته، ففي كل أسبوع نشهد كارثة طبيعية جديدة، تجبر أعداداً متزايدة من البشر على النزوح من مناطقهم. وخلال الأسبوع الماضي، سجلت تقارير علمية عدة ارتفاع سرعة ذوبان الجليد في منطقة الهمالايا، ما يؤكد أن الخطر يزداد يوماً بعد الآخر، ويتطلب تسريع وتيرة العمل وتحقيق التزام فعلي لحماية البشرية والكوكب بشكل عام».وأضاف: «هناك جهود كبيرة لموجهة التغير المناخي، لكنها غير كافية، لذا يجب التركيز على الوفاء بالتزامات اتفاق باريس للمناخ؛ فبحسب الدراسات أمامنا أقل من 12 عاماً فحسب، لمواجهة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الأرض، والعمل على خفض مسبباتها، وإلا سنصل لمرحلة لن تفلح أية جهود لمعالجتها أو التغلب عليها، أو تفادي الكوارث التي ستسببها».وأكد أن عدم كفاية الجهود العالمية للعمل من أجل المناخ، شكل الدافع الرئيسي وراء الدعوة إلى عقد قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك سبتمبر المقبل، لتأكيد القادة وصانعي القرار عالمياً، الالتزام بوقف حركة التعدين عن الفحم بحلول 2020، وخفض انبعاثات الكربون عالمياً بنسبة 25% بحلول 2030، والوصول إلى معدل تحييد انبعاثات الكربون بشكل كامل بحلول 2050، واعتماد آليات ومعايير بناء خضراء للبنية التحتية، والعمل على دعم الصندوق الأخضر، بتوفير 100 مليار دولار، لتعزيز جهود مواجهة تغير المناخي عالمياً، وبخاصة في الدول النامية.وأشار إلى أن اجتماع أبوظبي، فرصة فعالة للدول وصناع القرار لتجهيز خططهم ومبادراتهم للوفاء بالالتزامات والتعهدات، وقياس ودراسة ما تحقق سابقاً، وما يجب العمل عليه خلال المرحلة المقبلة، لعرضه على القمة. مؤكداً أن الإمارات، باتت نموذجاً فعالاً في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، ومسيرة تحول الطاقة بشكل عام. وقال:»علينا تمويل العمل المناخي ب 100 مليار دولار، وتعزيز صندوق العمل المناخي الأخضر، وسنسجل بأبوظبي الأعمال السابقة في تعزيز الاستدامة، وعلينا وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري والتوجه للطاقة المستدامة، ونحتاج إلى دمج العمل المناخي لمنح الطاقة لأكثر من 8 ملايين محروم منها«. وأكد أن جهود مواجهة تحديات تغير المناخ غير كافية وخلال الخمس سنوات المقبلة، ستكون هناك نتائج كارثية إذا لم نتحرك بسرعة، وعلينا إنقاذ حياة الملايين المتأثرين بهذه المخاطر.تقدم وإنجازوقال الدكتور علي العمودي، مستشار التنمية المستدامة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: «الإمارات تسعى إلى أن تكون جزءاً من المنظومة العالمية وتهتم بالقضايا العالمية الخاصة بالتنمية المستدامة، فدول العالم الآن لديها اهتمام بالتغير المناخي الذي حققت فيه دولة الإمارات تقدماً، وأنجزت تغييرات استراتيجية كبيرة، ما يؤكد اهتمامها بقضايا التغير المناخي». نقاشات متعمقة شاركت برون بوارسون، وزيرة الدولة الفرنسية للانتقال البيئي والتضامن، في اجتماع أبوظبي أمس؛ حيث تتولى فرنسا حالياً رئاسة مجموعة الدول السبع، لمكافحة تغير المناخ، إحدى أولوياتها الدبلوماسية العليا، بالتواصل مع المجتمع الدولي، لتأكيد الحفاظ على أهداف اتفاق باريس عام 2015، لاحتواء الاحترار العالمي، بنسبة أقل من درجتين مئويتين. التقت بوارسون، الدكتور ثاني الزيودي، وأجريا نقاشات متعمقة حول تحديات وفرص تغير المناخ، واستعرضا سبل تعزيز الشراكة الفرنسية الإماراتية المتينة في عدد من المجالات، مثل الطاقات المتجددة وإدارة النفايات وحماية التنوع البيولوجي وتطوير التمويل الأخضر. قدرات فضائية قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، على هامش مشاركته في الاجتماع ل«الخليج»: إن دولة الإمارات تمتلك أقماراً صناعية تعد قدرات وطنية لمراقبة الأرض. وأضاف:»القدرات الفضائية، تسهم في قياس المتغيرات المناخية والبيئية ويستفاد منها في وضع حلول لتحديات التغير المناخي؛ حيث تمد وزارة التغير المناخي والبيئة بالصور الفضائية التي تلتقطها الأقمار الصناعية. مشيراً إلى وجود مشروعات مشتركة بين الوكالة والوزارة كمشروع الغطاء النباتي للدولة ويعمل على تحليل الصور الفضائية وتحليل أنواع النباتات داخل الدولة.

مشاركة :