أجمع مسؤولون على أن "اجتماع أبوظبي للمناخ" يمثل خارطة طريق للأطراف الدولية لمواجهة التغير المناخي والحد من الآثار السلبية للانبعاثات الحرارية التي تعد بمثابة تهديد خطير للكرة الأرضية والإنسانية جمعاء. وأكد هؤلاء المسؤولون في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش "اجتماع أبوظبي للمناخ" الذي انطلقت أعماله اليوم، ويستمر يومين في العاصمة أبوظبي، ضرورة التزام الأطراف كافة بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى مواجهة التغير المناخي. وقال سعادة محمد ناصر الأحبابي مدير عام "وكالة الإمارات للفضاء"، إن مشاركة الوكالة في "اجتماع أبوظبي للمناخ" تأتي في إطار جهودها للمساهمة في الحد من تأثيرات التغير المناخي، وتطوير حلول فعالة تسهم في دعم الاقتصاد العالمي والنمو الاجتماعي، إذ تلعب وكالات الفضاء حول العالم دوراً مهماً في الحد من أسباب التغير المناخي. وأضاف الأحبابي أن قطاع الفضاء يعد أحد الأدوات الرئيسية لقياس التغير المناخي والبيئي حول العالم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ملتزمة بدعم الجهود الدولية للحد من التغير المناخي والآثار السلبية للانبعاثات الكربونية، في ظل الحضور الدولي الكبير لاجتماع اليوم، الذي يعكس الاهتمام العالمي بدور الإمارات في هذا الجانب. وأكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن الإمارات تمتلك قدرات فضائية قادرة على المساهمة بفاعلية في قياس التغيرات المناخية، ما يسهم في وضع الحلول المناسبة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال الأقمار الصناعية التي تمتلكها الدولة. وأشار إلى أن وكالة الإمارات للفضاء تعكف حالياً على إطلاق عدد من الأقمار الاصطناعية منها قمر اصطناعي تعليمي مناخي "مزن سات"، وسيتم إطلاقه مطلع العام المقبل، إضافة إلى إطلاق قمر اصطناعي آخر بالتعاون بين بلدية دبي ومركز محمد بن راشد للفضاء بهدف مراقبة التغيرات المناخية. ونوه الأحبابي إلى أن "مسبار الأمل" الذي سيطلق العام المقبل، ويعد أول مشروع عربي لاستكشاف المريخ ويختص بمتابعة التغيرات المناخية في المريخ من خلال جمع المعلومات التي يمكن الاستفادة منها في حماية الأرض والبشرية جمعاء. وقال إن دولة الإمارات انضمت مؤخراً إلى مبادرة مهمة على مستوى وكالات الفضاء العالمية، والتي تم توقيعها في معرض باريس للطيران، وتنص على التزام جمع وكالات الفضاء العالمية بجمع المعلومات الفضائية الخاصة بالمناخ والبيئة ومن ثم توزيعها على الجهات المختصة. وأضاف أن دولة الإمارات تمتلك أكبر قطاع فضائي في منطقة الشرق الأوسط، باستثمارات تتجاوز الـ 6 مليارات دولار والذي يتكون الجزء الأكبر منه من الأقمار الاصطناعية ومنها قمر "عين الصقر" الذي سيتم إطلاقه يوم السبت المقبل ومن ضمن مهامه متابعة التغيرات المناخية، إذ يمكن الاستفادة منه في التخطيط الحضري بالإضافة إلى الجانب البيئي. بدوره عبّر أكيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن سعادته لتواجده في الإمارات لمناقشة كيفية التعاون لمواجهة التغير المناخي، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة دعا رؤساء الدول وكبار المسؤولين لقمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك المقرر انعقادها في سبتمبر المقبل، بهدف رفع الوعي العالمي بمخاطر التغير المناخي والآثار السلبية المترتبة على الاحتباس الحراري. وقال: "نعمل مع أبوظبي لاستقطاب قادة الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لكي نظهر للعالم جديتنا في التعامل مع ظاهرة التغير المناخي"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات خير مثال ليس فقط من ناحية العمل على مواجهة المشاكل المترتبة على ظاهرة التغير المناخي، بل أيضاً في سعيها إلى توفير طاقة نظيفة وهواء نظيف وإدخال تقنيات جديدة، إضافة على عدم الاعتماد على مصدر واحد للطاقة والبحث عن استخدام مصادر بديلة، وهي خطوة من شأنها أن تسهم في النمو الاقتصادي لدول العالم. وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن استضافة أبوظبي لهذا الحدث يؤكد ريادتها في هذا المجال، وقال: "قد لمسنا خلال الأعوام الماضية جدية الإمارات في هذا المجال عبر استضافتها العديد من الفعاليات حول الطاقة المتجددة". وأبدى إعجابه بالنهج الإماراتي المتمثل في الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول الآخرى، وهو ما يؤكد الدور الهام والحيوي الذي تلعبه الإمارات في هذا القطاع، مشيداً بالتعاون المهم بين دولة الإمارات والأمم المتحدة في تنظيم هذا الاجتماع. من ناحيته أكد الدكتور رياض منصور سفير دولة فلسطين في الأمم المتحدة رئيس مجموعة الـ77 والصين في نيويورك، أهمية اجتماع أبوظبي للمناخ الذي يأتي في إطار التحضيرات لقمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك، وقال إن مسألة تغير المناخ و الآثار السلبية المترتبة على الانبعاثات الحرارية ترقى إلى مستوى تهديد وجودي للكرة الأرضية والإنسانية جمعاء. وشدد على ضرورة العمل بشكل متواصل من أجل الوصول إلى خطوات عملية وتنفيذ البرامج والمبادرات المتفق عليها في المؤتمرات والاجتماعات السابقة، بما فيها اتفاق باريس لتغير المناخ، مشيراً إلى أن دولة فلسطين كانت من بين أول 15 دولة وقعت على اتفاقية باريس في الأمم المتحدة. وقال منصور إن اجتماع أبوظبي للمناخ يمثّل خطوة مهمة على طريق اعتماد الخطط العملية وتوفر الإرادة السياسية، ما يعني أن الانبعاثات الحرارية ستنخفض بشكل ملحوظ، منوهاً إلى مواقف الدول التي قررت إلغاء استعمال الفحم الحجري كمصدر من مصادر الطاقة كونه الأكثر تلوثاً للبيئة، بالإضافة إلى تخفيض الانبعاثات الحرارية بنسبة 40% بحلول العام 2030 والوصول إلى صفر انبعاثات بحلول العام 2050. وأضاف أنه اعتباراً من العام المقبل، فإنه على دول العالم توفير 100 مليار دولار سنوياً للحد من الآثار السلبية للتغير المناخي التي تهدد البشرية جمعاء.
مشاركة :