كاتب أميركي: سياسة تركيا الخارجية حالة من الفوضى

  • 7/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حذر كاتب أميركي من أن خسارة حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابات المحلية في مدينة إسطنبول، قد تدفع أردوغان إلى المغامرة بإثارة أزمة سياسية خارجية كمحاولة لتعزيز سلطته، مشدداً على أن سياسة تركيا الخارجية في حالة من الفوضى. وأوضح الكاتب كون هالينان عبر موقع موقع «فورين بوليسي أن فوكس» التابع لمعهد الدراسات السياسية الأميركي «آي.بي.إس» أنه وللمرة الثانية لقن سكان إسطنبول الرئيس التركي درسا لن ينساه، مشيراً إلى أن البعض يتصور أن هذه الهزيمة قد تدفع الحزب الحاكم إلى اللجوء إلى إعادة تنظيم الأمور السياسة الداخلية، إلا أنه بالنسبة لأردوغان قد يعني ذلك القيام بمغامرة في السياسة الخارجية، قد تكون خاطئة. وأشار إلى أن قوة أردوغان وحزبه تراجعت سياسيا وماليا بسبب فقدان إسطنبول، على الرغم من أن الرئيس التركي بذل قصارى جهده لتفادي الحملة خلال الأسابيع القليلة الماضية، موضحاً أن هذه الهزيمة قد أتاحت الفرصة لخصوم أردوغان بمحاولة النيل منه، مشيراً في هذا الصدد إلى أن رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، الذي استبعده أردوغان في عام 2016، شن حملة انتقادات داخلية شملت أردوغان وصهره ووزير المالية الحالي بيرات البيرك، فضلاً عن تزايد الشائعات بأن داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان يفكران في تشكيل حزب جديد. وأضاف الكاتب أنه حتى انتخابات مارس التي شهدت فقد حزب العدالة والتنمية وشريكه في التحالف الوطني المتطرف، حزب الحركة الوطنية، للسيطرة على معظم المدن الكبرى في البلاد، أظهر أردوغان فهما غريزيا تقريبا لما يريده غالبية الأتراك، لكن هذه المرة بدا حزب العدالة والتنمية أصم، بينما قام أردوغان بحملة حول قضية الإرهاب. وقال الكاتب: إن استطلاعات الرأي أظهرت أن معظم الأتراك كانوا أكثر اهتماما بالحالة الكارثية للاقتصاد وارتفاع التضخم وتزايد البطالة، مشيراً أن العديد من ناخبي حزب العدالة والتنمية ظلوا في منازلهم، مستاءين من الفساد واستراتيجية حزبهم لمكافحة الإرهاب. وأشار الكاتب إلى أنه من غير الواضح بعد إلى أي مدى ستصل آثار الهزيمة لحزب أردوغان غير أن الواضح والأكيد هو أن قوة أردوغان تواصل التراجع، وخصومه في حزب العدالة والتنمية يشحذون سكاكينهم بالفعل، والتخلي عنه. وأكد أن شعور أردوغان بالضعف يمكن أن يكون خطيرا. وقال الكاتب: إن الخوف هو قيام أردوغان بالبحث عن مع القوميين الأتراك، وهي استراتيجية استخدمها في الماضي، فقد حاول حشد الأتراك وإقناعهم بأنه يعمل للإطاحة بحكومة بشار الأسد في سوريا، لكن الحرب لم تكن شعبية على الإطلاق، كما أن معظم الأتراك غير راضين عن 3.7 مليون لاجئ سوري يقيمون حاليا في بلادهم، بشكل عام، سياسة تركيا الخارجية في حالة من الفوضى. ويتصارع أردوغان أيضا مع الولايات المتحدة وحلف الناتو بشأن شراء أنقرة للنظام الروسي المضاد للطائرات «إس 400»، وهو خلاف يهدد بمزيد من الضرر للاقتصاد التركي من خلال العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، وهناك حتى مطالبة من بعض الأميركيين بطرد تركيا من الناتو، فضلاً عن التوتر الذي يثره أردوغان مع دولتي قبرص واليونان وذلك بعد إعلان تركيا أنها سترسل سفينة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر قبالة قبرص، وهي مياه تقع بوضوح ضمن منطقة الاستغلال الاقتصادي للجزيرة، وما أعقب ذلك من مناورات بحرية واسعة النطاق قامت بها تركيا - تحمل الاسم الرمزي «ذئب البحر» - في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ووفقاً للصحفي اليوناني يانيس بابولياس، انتهكت الطائرات الحربية التركية المجال الجوي اليوناني. وأكد الكاتب أن مغامرات أردوغان الخارجية، يصاحبها قرارات داخلية صعبة، حيث قد تسمح لأردوغان باستخدام عذر أزمة السياسة الخارجية لتعزيز سلطاته التنفيذية الكبيرة بالفعل وتحويل الأموال من المدن التي لم يعد حزب العدالة والتنمية يسيطر عليها إلى الجيش، مشدداً على أن هناك أوقاتاً مضطربة أمام تركيا.

مشاركة :