على أوتار الآلات الموسيقية، عزفت بأناملها وهي في عمر 9 سنوات، لم تكن تدرك أن تلك الأنامل الصغيرة سوف تبدع في يوم ما على المسرح الروماني في بوخارست.. إنها فاطمة الهاشمي العازفة المحترفة على أكثر من آلة موسيقية، ومغنية الأوبرا التي تعد من أوائل الطلبة الإماراتيين الحاصلين على شهادة التخرج في معهد الموسيقى العالمي في أبوظبي، كما نالت عضوية «أسوشيتد بورد» من المدرسة الملكية للموسيقى في بريطانيا، وحالياً تعمل عازفة ومغنية أوبرا «معلمة بيانو» في وزارة الثقافة في أبوظبي، بجانب تخصصها في الهندسة المعمارية. تميز الهاشمي دفعها إلى المشاركة في أمسية موسيقية بعنوان «فن زايد» احتفاءً بـ«عام زايد 2018»، ضمن فعالية الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس، حيث قدمت مجموعة من المقطوعات الموسيقية الشهيرة على البيانو، إضافة إلى معزوفات الموسيقى العربية للمؤلف الإماراتي حمد الطائي. ولم يتوقف طموح الهاشمي، بل استطاعت أن تثبت جدارتها للجميع في قاعة ميخائيل سافيتكسي في العاصمة البيلاروسية ضمن فعالية «الأيام الإماراتية في مينسك»، بتقديم عرض موسيقي أبهر الجميع، كما أدت فقرة من الغناء الأوبرالي لمقطوعة للفنان الإيطالي «كريستوف ويليبالد فون جلوك» من أوبرا باريس وهيلين على مسرح فول هارمونيكا. أمسية بوخارست وساهم النجاح والإبداع في أن تقدم فاطمة الهاشمي على المسرح الروماني في بوخارست أداءً مميزاً، من خلال تقديم أمسية موسيقية بمشاركة أوركسترا جورج إينيسكو الفيلهارمونية ضمن الأسبوع الثقافي الإماراتي في العاصمة الرومانية بوخارست الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، حيث افتتحت الهاشمي الحفل بأداء للسلام الوطني الروماني والإماراتي، ومن ثم مقاطع أوبرالية اختارتها وأدتها باللغة الإيطالية والفرنسية، واختتمتها بأغنية من أوبرا رومانية، بمصاحبة الأوركسترا الفيلهارمونية، واستمر الحفل لمدة ساعة، وتلفت الهاشمي، قائلة: أعتبر نفسي «أول ميتزوسوبرانو إماراتية»، إلا أنني أردد دائماً ليس المهم أن أكون الأولى في شيء معين، ولكن أن أكون الأولى في إتقان ما أقدمه. وما يلفت الانتباه، أن الهاشمي وعلى مسرح عالمي ووسط جمهور غفير جاء ليستمتع بالأداء الموسيقي المميز، كانت متمسكة بالزي الإماراتي «الشيلة والعباية»، مؤكدة «نحن شعب يتمسك بهويتنا الوطنية ولكننا منفتحون على الشعوب الأخرى وثقافاتهم، وأتمنى أن أكون مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة، وأن أسهم في تكوين البنية التحتية لعالم الموسيقى في الإمارات». حصص البيانو بالرجوع إلى بدايات فاطمة الهاشمي في عالم الموسيقى، تقول إن عائلتها محبة ومتذوقة للفنون، فوالدها خطاط عربي ومتذوق موسيقياً وأشقاؤها يعزفون على بعض الآلات الموسيقية، وقد اكتشفت عائلتها حبها وشغفها بالموسيقى منذ صغرها، حيث إنها كانت تعزف أي لحن تسمعه على البيانو، وبدأت مشاركاتها الموسيقية من المدرسة، ومن ثم حصولها على حصص البيانو في المعاهد الموسيقية. وتضيف «بعد الحصول علي شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة المعمارية وجدت نفسي شغوفة بعالم الموسيقى، خاصة بعد أن حصلت على شهادة موسيقية في أداء آلة البيانو، لأبدأ التدريس في مركز البيانو التابع لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وأصبحت رئيس قسم الموسيقى في الوزارة، ثم سعيت للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الفنون الأدائية». أوبرا عالمية نظرت الهاشمي إلى عالم الأوبرا السحري، لكنها لم تتوقع أن تبحر في هذا المجال بهذا الشكل المبهر، وعن ذلك تقول «بدأت العزف في الحفلات الموسيقية منذ تأسيس مركز البيانو عام 2008، وفي إحدى الحفلات التقيت بمغنية الأوبرا الـ«سوبرانو» سارة القيواني، عندما قامت بأداء أغانٍ أوبرالية في بيت السفير الفرنسي، وهنا بدأت الحديث معها عن عالم الأوبرا، ومدى حبي للغناء الأوبرالي، فكانت سارة هي المثال والقدوة لي للبدء في تعلم الغناء الأوبرالي. وتشير، قائلة: تدربت على الغناء منذ عام 2015، من خلال حصص فردية معدودة، فاعتمادي الكلي كان على تدريباتي وسماعي لمغني الأوبرا «المدرسة القديمة»، وبعض الحصص التخصصية من قبل مغني أوبرا عالميين التحقت بهم رسمياً لتعلم أصول هذا الفن. جوائز موسيقية حصلت فاطمة الهاشمي على عدة جوائز موسيقية، مثل جائزة التميز كأفضل عازفة إماراتية، وحصدت المركز الرابع خليجياً في مسابقة «شوبان الخليج الأول» في الكويت، وجائزة العويس في دبي، والعديد من الجوائز الأخرى، إضافة إلى كونها عضواً في «الأسوشيتيد بورد» في المدرسة الملكية للموسيقى في بريطانيا، ورئيس قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات.
مشاركة :