قال الكاتب الصحفي الكويتي الكبير أحمد الصراف، إن غالبية من قادوا وأسسوا التنظيمات الإرهابية، تربوا فكريا وفقهيا في مدرسة "الإخوان".وأضاف الصراف – فى مقاله اليومي بجريدة "القبس" الكويتية، تحت عنوان (طابور الإخوان الخامس) – أن الأمتين العربية والإسلامية، تعرضتا لكارثتين في المئة سنة الماضية، هما قيام إسرائيل، ونشوء حركات التطرف الدينية، مشيرا إلى أن تأثير الكارثة الأولى شمل كل دول المشرق العربي، وأثر عميقا في مساراتها، ولكن بدرجات متفاوتة، بينما الكارثة الثانية المتمثلة في حركة (الإخوان)، وما تفرع منها تاليا، فشمل تأثيرها التخريبي العالم أجمع تقريبا، من الفلبين مرورا بماليزيا، واندونيسيا، وأفغانستان، وباكستان، والشرق الأوسط بما في ذلك إيران، ومصر، وشمال أفريقيا، ونيجيريا، ومالي، وصولا لروسيا، وأوروبا والأميركتين.وأكد أن ظهور (الاخوان) كان ضرره أكثر بشاعة من ضرر قيام إسرائيل بمرات، وساهم في تقويتها؛ حيث أسالت حركات التطرف الدينية دماء، وقتلت أرواحا، وخربت ممتلكات، وحطمت نفوسا، وقوضت أنظمة بأكثر مما يمكن تخيله، مشددا على أن جماعة (الإخوان)، تعد من أولى حركات الإسلام السياسي في العصر الحديث، التي لم تتردد في استخدام العنف تجاه معارضيها، اغتيالا أو ترهيبا، كما يدل شعارهم وسابق ولاحق أدبياتهم، بدءا من الساعاتي وحتى سيد قطب.وأشار الصراف إلى أن الكثير من الجماعات التي اتخذت العنف منهجا، ومنها التكفير والهجرة، والقاعدة، والجماعة الإسلامية، والجهاد الإسلامي، وبوكوحرام، وأبو سياف، وأخيرا (داعش)، خرجوا من رحم (الإخوان)، مضيفا أن فكرهم كان وراء كارثة 11 سبتمبر التي كان العرب والمسلمون أكثر المتضررين منها.ولفت إلى أنه في مقابلة لأحد قياديي (الإخوان) في الكويت أجريت بعد التحرير، وردا على سؤال عن موقف جماعته من التنظيم العالمي بعد خيانتهم للكويت، قال إنهم في الكويت قطعوا كل صلة لهم بالتنظيم اعتبارا من 1990/3/1!، وكرر بشدة نفي وجود أي علاقة، وكيف أنهم تحولوا ليصبحوا "الحركة الدستورية" لقطع أي صلة بالإخوان، مشيرا إلى أن إجابته جاءت في ضوء الموقف المشين والمخجل الذي وقفه كل (إخوان العالم) ضد قيام دول العالم الحر، بقيادة أمريكا وبريطانيا، بتحرير الكويت من الاحتلال الصدامي، لافتا في الوقت نفسه إلى الشخص نفسه، عاد مرات بعدها ليقول ويكتب أن (إخوان) الكويت متعاطفون مع التنظيم، وعلى اتصال به.وأضاف الصراف قائلا: "كما بين في مقال أخير له، أن غلطة الرئيس مرسي الكبرى، كانت في عدم قيامه بأخونة مصر؛ أي لم يحولها لدولة كاملة للـ(إخوان)، أسوة بما يجري في ديموقراطيات الغرب، عندما يقوم الحزب الفائز بتشكيل حكومة من حزبه، لتسهل له إدارة الدولة!، وهذه مقارنة فجة، وتشبه مثلا قيام رئيس أمريكي بتشكيل حكومة من الكاثوليك فقط، وإعلان الفاتيكان مرجعيته، لكي تسهل عليه إدارة الدولة!، ولم ينس الكاتب أن يؤكد بأن خطأ مرسي كلف (الإخوان) خسارة الحكم، وأنهم لو نجحوا في أخونتها، لاستمروا في الحكم إلى الأبد، كما كانوا يخططون، ومثل ذلك اعترافا صارخا على الفكر الدكتاتوري الاستبدادي للـ(إخوان)، وقوله إن حكم مرسي كان يمكن أن يبقى إلى أن يرث الله الأرض!، أما الآخر فقد كتب مدللا على سلمية حركة الإخوان، برفض الرئيس ترامب وبريطانيا إدراجها ضمن قوائم الإرهاب!، ووصف تصرف ترامب بـ "الحكمة"!، ولم يتردد في أن يضيف بأن ما منع ترامب من تصنيف (الإخوان) إرهابية، هو خشيته من أن يغضب ذلك دولا كتركيا، وتونس، والمغرب، والكويت! .. وهذا كلام مضحك، فمنذ متى اهتم الرئيس ترامب بالذات، برقيق مشاعر هذه الدول؟، كما أضاف أن تصنيف (الإخوان) كتنظيم إرهابي، سوف يهدد الأمن القومي الأمريكي، ويزعزع استقرار دول إسلامية سنية، وإن تصنيف (الإخوان) إرهابية، وفقا لمرجعه الأجنبي، سيرسل رسالة إلى العالم بأن أمريكا غير حريصة على نشر الديموقراطية في المنطقة!، ولا أدري منذ متى أصبح الإخوان رأس حربة الديموقراطية في المنطقة؟، متناسيا أن صاحبه ذكر قبله بيوم، أن غلطة (الإخوان) في حكم مصر، كانت في فشلهم في الإجهاز على كل خصومهم، وفشلهم في التمسك بحكم مصر إلى يوم القيامة؟".وتابع الصراف قائلا :"ولا أدري حقيقة لماذا لم يفكر في احتمال أن قرار بريطانيا وأمريكا عدم الإجهاز على (الإخوان)، وتركهم نشطاء وأحياء، هو بحد ذاته نوع من المؤامرة على المنطقة برمتها، فليس هناك من هو أفضل منهم، لدفعها لمزيد من التخلف، ولمزيد من الصراع، وإسالة الدماء وإشاعة القتل، ليصلوا للسلطة.. على جثث الجميع!".
مشاركة :