دموع أبوملاك تغسل «درن الخطيئة» في المشاعر المقدسة

  • 10/15/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن يخطر ببال «أبوملاك» أن قدميه ستقودانه إلى المشاعر المقدسة متوشحًا لباس الاحرام الأبيض النقي وملبيًا نداء الرحمن لأداء فريضة الحج التي ربما تكون سببًا بإذن الرحمن لرجوعه من ذنوبه كيوم ولدته أمه بعد أن قضى أكثر من عقدين من عمره في غياهب الضياع لاهثًا وراء نشوة كاذبة ومزاج مصطنع قاده إليه رفقاء سوء أظهروا له الحب والابتسامة وأضمروا له الكره والعداء. جاء «أبو ملاك» من المنطقة الشرقية قاطعًا المسافات ليصل إلى المشاعر المقدسة بعد أن منّ الله عليه بالعودة إلى الصواب وكتب له الحياة من جديد وغسل من قلبه وفكره درن الخطيئة والأوهام وكشف عن ناظريه السواد فسلك طريق العودة وهجر «المخدرات» وأصدقاء السوء إلى غير رجعة وأعلن الندم على ما فات. ويقول أبوملاك: «قبل أكثر من 24 عاما كانت البداية عندما وقعت في شراك المخدرات عن طريق بعض الأصدقاء الذين كانوا قريبين مني في الحي الذي كنت أسكن فيه وأصبحت متعاطيًا ومع الوقت ومرور السنوات أصبحت مدمنًا وكانت بداية الكارثة». واستطرد: «تزوجت وصبرت زوجتي علي صبرًا مرًا، حاولت جاهدة السعي من أجل خروجي من هذا المستنقع لكني كنت أرفض ذلك.. رزقت بمولودين وأصبحت أبًا لكني كنت كذلك بالاسم فقط.. كان همي الأكبر توفير ما أتعاطاه من المخدر كل يوم.. ومع كثرة التعاطي أصبحت أتغيب عن عملي كثيرا حتى صدر قرار فصلي وأصبحت متعاطيا وعاطلا في ذات الوقت!!». وأضاف: «كبر أبنائي وهم ينظرون إلى أبيهم المتعاطي بخجل.. رأيت الحزن والألم في أعينهم.. كنت أتألم وأشعر بصراع داخلي بين رغبة في الإقلاع عن التعاطي من أجل نفسي وأولادي وبيتي وبين نفسي الأمارة بالسوء ورفقاء السوء.. كان الأمر يحتاج قرارًا وإرادة». وجاءت لحظة الهداية.. فقررت الإقلاع عن التعاطي.. عقدت العزم ودعوت الله أن يساعدني ويثبتني.. غادرت المدينة التي كنت أسكنها.. انتقلت إلى المنطقة الشرقية.. هجرت رفقاء السوء وكل من كان له صلة بأمر التعاطي والترويج.. اتجهت إلى مستشفى الأمل وبدأت مرحلة العلاج الذي لم يكن سهلاً، لكن إرادة الله ثم العزيمة جعلتني أسير في طريق التعافي والعودة إلى جادة الصواب.. واختتم حديثه: «اليوم وأنا على صعيد (منى).. أجد نفسي من جديد بعد غيبوبة عقل دامت 24 عاما.. كانت سوادا في تاريخ حياتي.. أجد نفسي وأنا أناجي ربي حامدا له وشاكرا على أن هداني رشدي وخلصني من شر مستطير.. اليوم سأغسل درن الخطيئة بدموع التوبة الصادقة والندم على ما فات». اليوسف: تمكين 102 مقلع من تأدية الحج تستضيف الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أكثر من 102 من المتعافين بجميع مناطق المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام. وأوضح يوسف اليوسف المشرف على المتعافين في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن هناك برامج رعاية وتوجيه ومتابعة للمتعافين بعد اجتيازهم لمرحلة العلاج من قبل مراكز الرعاية المستمرة ومن تلك البرامج تمكينهم من أداء المناسك وتوفير كل الرعاية لهم والبرامج التثقيفية والتوعوية المناسبة. وأشاد اليوسف بدعم ومتابعة مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج لمراكز الرعاية المستمرة وكل شؤون المتعافين والحرص عليهم.

مشاركة :