لبنان: رؤساء الحكومة السابقين يحذرون من خطورة الشحن الطائفي

  • 7/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب رؤساء الحكومة السابقين في لبنان، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، عن استنكارهم الشديد لأحداث العنف المسلح التي شهدتها منطقة الجبل بالأمس، معتبرين أن السبب من ورائها مرجعه "التصريحات المتهورة والممارسات الاستعلائية والاستفزازية والشحن الطائفي والمذهبي ومحاولات الانقلاب على التوازنات السياسية". جاء ذلك في بيانات منفصلة أصدرها رؤساء الحكومة السابقين، في إشارة إلى المواقف والتصريحات المتتالية الصادرة عن وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، والتي أثارت الكثير من الجدل في لبنان، خاصة خلال الأسابيع الماضية. وقال السنيورة إن أحداث عنف الجبل، أدت إلى تهديد الاستقرار في مناطق واسعة من لبنان، وتعريض أمن المواطنين للخطر، مشددا على أن الحكمة والتبصر، يقتضيان التنبه إلى خطورة الأوضاع الداخلية والإقليمية، وأن يتوقف الجميع عن "السيل الذي لا ينقطع من التصريحات والتصرفات المتهورة والتي تستعيد شبح وهواجس الصدامات القديمة".. على حد تعبيره. وأكد ضرورة التمسك باتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية) وبالدستور وقاعدة العيش المشترك للحفاظ على الاستقرار في لبنان، والتقدير الصحيح لأهمية المصالحات التي أجريت في الجبل بين المسيحيين الموارنة والدروز، مشددا على أن منطقة الجبل "تتمتع بخصوصية وحساسية دقيقة" وأن لبنان يُحكم بقوة التوازن وليس بتوازن القوى الظرفي والمؤقت. من جانبه، وصف ميقاتي أحداث منطقة الجبل، بأنها شكلت "رسالة قاسية للجميع بضرورة وقف الشحن الطائفي والمذهبي، وعدم العودة إلى صفحات الماضي الأليم التي تعاهد اللبنانيون على نسيانها، كما بيّنت أن محاولة التفرد بالقرار وفرض أعراف جديدة في الممارسة السياسية، وتجاهل التوازنات التي يقوم عليها البلد هي أشبه باللعب على حافة الهاوية". وقال: "لطالما حذرنا من مخاطر التعبئة الطائفية، ومن محاولة الهيمنة والانقلاب على التوازنات السياسية، ومن تجاوز أحكام الدستور والقوانين". من جهته، شدد سلام على أن التطور المأسوي الذي وقع في منطقة الجبل، جاء ليؤكد "خطورة الخطاب التعبوي المتشنج الذي يعتمده البعض منذ فترة، مستسهلا إثارة الغرائز الطائفية، ومتجاهلا حساسية التوازنات في هذه المنطقة من البلاد والتي شهدت أسوأ فصول الحرب الأهلية". وأضاف سلام : "سبق أن حذرنا في مناسبات عديدة من مخاطر هذا النهج. فلبنان لا يتحمل استمرار هذه الممارسات الاستعلائية واستفزاز شرائح عريضة من المجتمع اللبناني من أجل تحقيق مكاسب سياسية شعبوية، وهو يحتاج إلى اعتماد لغة هادئة وعاقلة للتعامل مع جميع القضايا الخلافية والسعي وراء ما يجمع اللبنانيين ويوحدهم ليتمكنوا من مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجههم". ودعا تمام سلام جميع القيادات السياسية إلى التعالي على الجراح والقفز فوق كل الاعتبارات الخلافية، والعمل من أجل وأد الفتنة في الجبل وحماية العيش المشترك فيه وسط أجواء من الاستقرار. وكانت عدد من القرى بمدينة (عالية) في محافظة جبل لبنان، قد شهدت بالأمس أحداثا دموية واشتباكات مسلحة، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى بعض مناطق الجبل، حيث قطع محتجون ينتمون للحزب التقدمي الاشتراكي الطرق لمنع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.  وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب للانضمام إلى جولة الوزير باسيل، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث. وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.

مشاركة :