دمشق - أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدافه الأحد اجتماعاً لقياديين في تنظيم مرتبط بـ"القاعدة" في شمال غرب سوريا، وأسفرت الضربة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل ثمانية عناصر بينهم ستة قياديين. وقال التحالف الدولي في بيان ليل الأحد الإثنين إنه شنّ غارة ضد "قيادة تنظيم القاعدة في سوريا استهدفت منشأة تدريب قرب محافظة حلب" المحاذية لإدلب، مشيراً إلى أن "العملية استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء". ومنذ تشكيله في العام 2014، استهدف التحالف بقيادة واشنطن أيضاً قياديين جهاديين في منطقة إدلب، إلا أن وتيرة ذلك تراجعت بشكل كبير منذ العام 2017. وكان المرصد السوري أفاد مساء الأحد عن مقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين من جنسيات عربية مختلفة، في تنظيم "حراس الدين" المرتبط بـ"القاعدة"، في قصف صاروخي استهدفهم في ريف حلب الغربي. والقياديون الستة هم اثنان تونسيان واثنان جزائريان ومصري وسوري. وينشط تنظيم "حراس الدين" في منطقة إدلب ويقاتل إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومناطق محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية. وتأسس تنظيم حراس الدين في شباط/فبراير 2018، وهو مرتبط بتنظيم القاعدة ويضم نحو 1800 عنصر في صفوفه بينهم من جنسيات غير سورية، وفق المرصد. وأورد التحالف في بيانه أن "شمال غرب سوريا لا يزال يُشكل ملجأ آمناً ينشط فيه قياديون من تنظيم القاعدة في سوريا لتنسيق أنشطة إرهابية والتخطيط لاعتداءات في المنطقة وفي الغرب". وأكد التحالف عزمه مواصلة "استهداف داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة لمنع المجموعتين من استخدام سوريا كملجئ آمن لهما". وفي آذار/مارس 2017، قتل 46 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، في قصف جوي استهدف مسجداً في شمال سوريا. وأعلنت واشنطن حينها إنها نفذت غارة ضد تجمع لتنظيم القاعدة، يقع على بعد أمتار قليلة من مسجد. وكان التحالف الدولي كثف لأشهر عدة قبلها ضرباته ضد هيئة تحرير الشام في محافظتي ادلب وحلب، وقتل في نهاية شباط/فبراير العام 2017 الرجل الثاني في صفوف تنظيم القاعدة أبو هاني المصري. وساهم التحالف الدولي في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وشارك الطيران في معركة الباغوز التي ادت الى انتصار قوات سوريا الديمقراطية في مارس/اذار. ومنذ شهرين، تتعرّض منطقة إدلب ومحيطها التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة لتصعيد عسكري، وتستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة الأخرى المنتشرة في المنطقة. ويخيم التوتر على المنطقة المشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد في شمال غرب سوريا مع استمرار معارك دامية بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة. ويضع التصعيد العسكري المتبادل اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة الذي تشرف تركيا على تطبيقه، على حافة الانهيار. وتخطط موسكو ودمشق منذ فترة لهجوم واسع للسيطرة على آخر معاقل الفصائل الإسلامية المتشددة بالقرب من الحدود مع تركيا التي تتولى الإشراف على تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت له مع روسيا في سبتمبر/ايلول 2018. وفشلت أنقرة حتى الآن في إقناع الجماعات المتشددة بالانسحاب والتخلي عن أسلحتها الثقيلة ما يضعها في موقف حرج مع الشريك الروسي الذي سبق وأن أكد أن المسؤولية في هذه المنطقة تقع على عاتق تركيا. ويعتبر شمال غرب سوريا مجالا حيويا بالنسبة لتركيا التي تعمل جاهدة على تحجيم دور الفصائل الكردية السورية ومنع قيام كيان كردي يشكل امتدادا جغرافيا للأكراد في كل من شرقها وفي العراق وإيران. فيما يتهم النظام السوري القوات التركية بدعم فصائل متشددة على علاقة بتنظيم القاعدة.
مشاركة :