«ذا هيل»: القطريون يستغلون ثغرات المجتمع الدولي لتمويل الإرهابيين

  • 7/2/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه النظام القطري أسئلة حرجة من جانب المجتمع الدولي بشأن ادعاءاته المستمرة بمكافحته الإرهاب، في الوقت الذي أثبتت فيه التحقيقات أن النظام المصرفي القطري يعمل على تمويل أحد أخطر الإرهابيين المطلوبين في العالم، والمرتبطين بتنظيمات مثل القاعدة وداعش. وأوضحت صحيفة «ذا هيل» الأميركية أن التقارير الأخيرة التي كشفت أن إرهابيي القاعدة وداعش المدرجين على القائمة السوداء وأنصارهم قادرون على الاستفادة من حساباتهم المصرفية على الرغم من تجميد أصولهم من قبل الأمم المتحدة، تمثل دعوة للمجتمع الدولي للاستفاقة والبحث عن الداعمين الحقيقيين لهؤلاء الإرهابيين. وأشارت الصحيفة في تحليل كتبته عضو مجلس الشيوخ الفرنسي «ناتالي جولي» أنه وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كان خليفة السبيعي، وهو ممول قطري، من بين من كان لديهم تسهيلات بنكية مشبوهة، تقول الولايات المتحدة إنها قدمت منذ فترة طويلة دعماً مالياً لكبار قادة تنظيم القاعدة، بمن فيهم خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وذكرت الصحيفة الأميركية أن الوثائق التي استعرضتها أظهرت أن السبيعي لديه حساب لدى «بنك قطر الوطني»، مشددة على أن هذا الأمر يمثل «ثغرات» تستغلها الدوحة في إجراءات عقوبات الأمم المتحدة. وأوضحت البرلمانية الفرنسية أن ما تم الكشف عنه مؤخراً يجب أن يمثل دعوة استيقاظ لأوروبا وبقية العالم المتحضر. إن إن تمكن شخص ما من اختراق قائمة عقوبات الأمم المتحدة ليس أمراً سهلاً. والسبيعي شخص معروف لدى السلطات، بما في ذلك، «البنوك». وكان مرتبطاً بأخطر الإرهابيين، المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي غيرت وجه العالم. ونظراً لأنه مدرج في قائمة عقوبات الأمم المتحدة، فهو ليس من النوع الذي يمكن إعطاؤه ميزة الشك، وبالتأكيد ليس من النوع الذي يستحق التساهل. وأضافت أن توفير التسهيلات المصرفية للسبيعي هو إخفاق جماعي لكل المعنيين، مضيفة أن قدرة الأمم المتحدة على إنفاذ قائمة الجزاءات الخاصة بها تقع إلى حد كبير وسط دائرة الضوء. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على قطر أن توضح للعالم سبب سماحها بمواصلة تقديم الخدمات المصرفية لمثل هذا الشخص الخطير. وعلى القدر نفسه من الأهمية تقع المسؤولية على البنوك القطرية التي قدمت هذه التسهيلات له. لقد أصبح فتح الحسابات المصرفية مسعى شاقاً للغاية حتى بالنسبة لمعظم المواطنين العاديين. وتقوم البنوك بإجراء تدابير العناية الواجبة على أصحاب الحسابات للتأكد من أن البنك لا يصبح عن غير قصد وسيلة لأنشطة التمويل الخبيثة. وفي حين أن فشل الدول في إنفاذ عقوبات الأمم المتحدة يعد أمراً يجب على المجتمع الدولي والمحاكم الدولية التعامل معه، فإنه يتعين على الجهات الرقابية المصرفية أن تتصرف أيضاً. وأوضحت أن البنك الذي استخدمه السبيعي لديه فروع في جميع أنحاء أوروبا وحول العالم. ولا يمكن إلا أن يفترض أن السبيعي كان من خلال هذه الشبكة المصرفية العالمية الواسعة، يصل إلى تلك البلدان التي يعمل فيها البنك. وهو في ذلك لا يسخر من الأمم المتحدة فحسب، بل إنه أيضاً يعرض الأمن العالمي للخطر. ولا ينبغي السماح للبنوك بالاختباء خلف هذه الثغرات، خاصة عندما يتعلق الأمر بتمويل الإرهاب. ومن المستحيل تقييم الضرر المحتمل الذي حدث من دون إجراء تحقيق واسع النطاق وشفاف. وأكدت جولي أنه إذا ثبتت صحة تحقيق صحيفة «وول ستريت جورنال»، فسيكون ذلك فشلاً جماعياً واضحاً من النوع الذي يعرض الأمن العالمي للخطر، مشددة على أن مثل هذه الإخفاقات يمكن أن تكلف الأرواح. وقالت في ختام تقريرها: «إن تمويل الإرهاب هو العمود الفقري الذي يسمح للإرهاب بالازدهار. وتحتاج أوروبا وبقية العالم إلى إجابات عاجلة، مفادها ليس فقط أن مثل هذه الإخفاقات لن تحدث مرة أخرى فحسب، بل إن أولئك الذين يغضون الطرف عن ازدهارنا الجماعي كجنس بشري سيتحملون عواقب وخيمة أيضاً».

مشاركة :