فيما تواصل إيران ادعاءاتها الكاذبة، وتؤكد على ألسنة مسؤوليها أنها ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي، تكشف وثائق الأرشيف النووي فصلا جديدا من الخداع، وتعطي تفاصيل جديدة عن مشروع «مولد موجة الصدمات» الذي أطلق قبل نحو من عقدين، وساهم في إنشاء صاروخ شهاب 3 الباليستي، ويعد أحد الأركان المهمة في برنامج الأسلحة النووية الإيراني. يقدم تقرير حديث لمعهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي عددا من الوثائق المنقولة عن الأرشيف النووي الإيراني الذي كشفته المخابرات أخيرا، ويؤكد أن أحد هذه المكونات الفرعية «مولد موجة الصدمة»، الذي يمثل طبقة خضراء تحت الغلاف الخارجي في مخطط المتفجرات النووية، والذي ساهم بشكل مهم في تصميم الأسلحة النووية الإيرانية. ويشدد التقرير على أن هدف المولد هو إنتاج المتفجرات العالية، التي بدورها تضغط على النواة النووية المصنوعة من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لتحقيق كتلة فوق حرجة وانفجار نووي، ويندرج هذا المكون ضمن الفئة العامة لنظام البدء متعدد النقاط (MPI). يحتوي الأرشيف النووي على معلومات مهمة حول مولد موجة الصدمات الإيراني الذي يضيف إلى المعلومات المتاحة سابقا، على وجه الخصوص، المعلومات التي جمعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل نحو عقد من الزمان، ويأخذ هذا التقرير أيضا في الاعتبار التقارير العلنية المفصلة حول مولد موجة الصدمات الإيراني من 2008 إلى 2011. اكتشافات الأرشيف النووي يوفر الأرشيف أول إشارة علنية للأولوية التي توليها إيران للحفاظ على قدرتها على إنتاج مولد موجة صدمات، ومنشأة سانجريون المرتبطة به أثناء تقليص خطة عماد وإعادة توجيهها في أواخر 2003. صحيح أن وضعه الحالي غير معروف، لكن معلومات الأرشيف تشير إلى أن هذه القدرات قد تكون نشطة اليوم. جرى تطوير وتصنيع مولد موجة الصدمات في إطار خطة عماد، البرنامج النووي العسكري الإيراني في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، والتي تضمنت العديد من المشاريع اللازمة لصنع خمسة أسلحة نووية وإعداد موقع للتجارب النووية. وفي وثائق الأرشيف، كان هناك ما يسمى «مشروع مولد الصدمات» في إطار الجزء الخاص بالأسلحة النووية، ضمن ما أطلق عليه المشروع 110، والذي كان يتألف من أربعة مشاريع فرعية فنية رئيسة. الاختبارات والتفجير يبدو أن مشروع مولد الصدمات مدرج ضمن مشروع نظام التشغيل، الذي كلف بمهمة إنشاء مجمع صناعة وتطوير الأسلحة النووية. وكان مشروع ميدان مسؤولا عن إنشاء موقع اختبار نووي لتفجير 10 كيلو طن، والبحث عن سبل لتقدير ناتج التفجير النووي، وبقدر ما يمكن فهمه استنادا إلى المعلومات المتوفرة حاليا، شارك مشروع المحاكاة في الجوانب النظرية والعملية لتطوير وتصنيع الأسلحة النووية، وتم تكليف مشروع الرؤوس الحربية بتركيب الرؤوس الحربية النووية في مركبة إعادة دخول صاروخ شهاب -3 الباليستي، بما في ذلك آليات التفجير والتسليح وإطلاق النار. أسئلة كبيرة على الرغم من أن خطة عماد لم تصل إلى هدفها المتمثل في بناء خمسة أسلحة نووية، فقد تكون قد أنهت جهودها لتطوير وبناء مولدات الصدمات قبل تقليص خطة عماد وإعادة توجيهها. على هذا النحو، فإن السؤال المطروح هو ما إذا كانت إيران تمتلك اليوم مولدات موجات نصف كروية مجمعة جزئيا أو كليا ومعدات الاختبار والتصنيع اللازمة لصنعها وصيانتها. وبشكل أكثر تحديدا، هل إيران مستعدة، مع المعدات والخبرات اللازمة، لإنتاج المزيد من مولدات الصدمات للأسلحة النووية؟ إعادة تفتيش المواقع الإيرانية تحتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية «وفقا لمعهد العلوم والأمن» لتفقد الموقع سانجريون والمرافق ذات الصلة، وفحص المعدات والمواد ذات الصلة، ومقابلة الموظفين المذكورين في الأرشيف والوثائق السابقة والواسعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بمشروع مولد موجة الصدمة، حيث لا تزال إيران تمتلك حتى الآن، مواد ومنشآت نووية غير معلنة - وهو ما تؤكده الوكالة مرة كل ثلاثة أشهر في تقاريرها الفصلية حول الصفقة النووية الإيرانية. لذلك من الضروري أن يطلب مجلس محافظي الوكالة من الأمانة أن تتحقق في الوقت المناسب من وجود الوثائق الموجودة في الأرشيف ومحتوياتها والمعدات ذات الصلة لضمان أن جميع المواد والأنشطة النووية قد أعلن بالفعل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتم إنهاء جميع الأنشطة غير السلمية وتفكيك القدرات ذات الصلة. التحقق وتدمير المعلومات حث معهد العلوم والأمن الدولي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران على التعاون الكامل في هذه التحقيقات، وعدم تدمير أي معلومات أو معدات، وعدم تغيير أي مواقع قبل أن تكمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها. ويقول التقرير «ينبغي أن تشمل تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية خبراء الأسلحة الذين لديهم تصاريح مناسبة، ومن الضروري أن تعكس أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها الفصلية عن إيران التقدم المحرز حتى يتمكن مجلس المحافظين من ممارسة مهام الرقابة». ويضيف «في نهاية عملية التفتيش، ينبغي تدمير المعلومات أو المعدات لحساسية الانتشار، حيث لا تتوافق الحيازة مع تعهدات إيران بموجب المادة الثانية من معاهدة عدم الانتشار، بطريقة يمكن التحقق منها أو استرجاعها من إيران بطريقة يمكن التحقق منها». الموقع يقع مرفق تطوير وتصنيع رئيسي مرتبط بمولد موجة الصدمة بالقرب من قرية سانجاريان، والمعروفة أيضا باسم سانجريون أو سانجاريون تقع على بعد نحو 20 كلم شرق طهران ونحو 15 كلم شمال شرق مجمع غرفة الاختبار شديدة الانفجار في موقع بارشين المشاريع الفرعية مشروع نظام التشغيل مشروع ميدان مشروع المحاكاة مشروع الرؤوس الحربية الجدول الزمني للمشروع انطلق المشروع 110 في 20 مارس 2000، وتم تحديد تاريخ الانتهاء المتوقع بعد أربع سنوات، في 17 مارس 2004. يوضح الجدول تاريخ بدء مشروع مولد الموجة الصدمية انطلاقا من 15 مايو 2000، مع تاريخ الانتهاء من 20 يوليو 2003، مما يجعله مشروعا مدته ثلاث سنوات. يشار إلى أن تاريخ الانتهاء هو ثمانية أشهر قبل الموعد النهائي المستهدف الإجمالي للمشروع 110، والذي يهدف إلى الانتهاء من بناء خمسة أسلحة نووية بحلول مارس 2004. من المتوقع أن يكون هناك تاريخ سابق لإكمال مشروع مولد الصدمات، نظرا لأن المكونات الفرعية من المشروع 110 سوف تحتاج إلى أن تنتج قبل تجميع الأسلحة النووية الأولى أنجز مشروع مولد الصدمات 58% من مهامه، مقابل 64% من المتوقع أن يكتمل بحلول هذا الوقت على الرغم من تأخره إلى حد ما عن الجدول الزمني، يبدو أن المشروع قد أحرز تقدما مطردا، حيث أنهى ما يقرب من ثلثي مهامه في حوالي عامين كان من الممكن إكمال آخر 40% من المهام المتبقية في عامه الأخير ماذا أضاف مولد الصدمات؟ يهدف مولد موجة الصدمات إلى البدء بشكل موحد في إنتاج المتفجرات العالية، أو »الشحنة الرئيسة«، والتي بدورها تضغط على النواة النووية المصنوعة من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لتحقيق كتلة التفجير النووي ساهم تطوير مولد موجة الصدمات، والمعروف أيضا باسم الموزع، بشكل مهم في إنتاج إيران أسلحة نووية صنع مرفق عماد أجزاء شديدة الانفجار لمولد موجة الصدمة وأجرى مجموعة من الاختبارات لتطويره يعد المشروع مركزا لاختبار الجسور المنفجرة، والتي كانت ضرورية لمولد موجة الصدمات ضم مبنى سانجريون غرفتين للانفجار، تسميان نور العليا والسفلى، تستخدمان لاختبار مولد موجة الصدمة، والمكونات الفرعية الأخرى. تم تجهيز غرفة واحدة مع كاميرا عالية السرعة، وأجري اختبار نصف كروي واسع النطاق لمولد موجة الصدمات، باستخدام معدات تشخيصية متطورة، في موقع ماريفان كانت المساعدات الخارجية المقدمة من برنامج الأسلحة النووية السوفياتي أساسية لتطوير إيران لتكنولوجيا مولد موجة الصدمات يعد الحفاظ على قدرات الأسلحة النووية المعقدة أولوية بالنسبة لإيران في خطة إعادة توجيه ما بعد عماد بعد 2003، تم تزويد أنشطة مشروع مولد الصدمات والمرفق سانجريون لغرض تغطية لإجراء اختبارات تفجير عسكرية وغير نووية هل تمتلك إيران مولد موجات؟ تؤكد المعلومات الموجودة في الأرشيف أن اختبارا واحدا واسع النطاق أجري على الأقل في سانجاريان، بموقع ماريفان عام 2003 تضيف معلومات الأرشيف النووي معلومات وثائقية وتصويرية جديدة إلى مجموعة العمل الحالية حول جهود تطوير وإنتاج الأسلحة النووية الإيرانية التي كانت غامضة تمثل معلومات الأرشيف دحضا قويا لنفي إيران المستمر لعدم امتلاكها مطلقا لبرنامج أسلحة نووية، كما أنها توفر دليلا كبيرا على خداعها للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي يثير الأرشيف تساؤلات حول مقدار المعلومات والخبرات الحساسة التي ربما يكون الأعضاء السابقون في برنامج الأسلحة النووية حينها روسيين إن تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2015 بأن إيران لم تتجاوز الدراسات العلمية ودراسات الجدوى، وأن اكتساب بعض الكفاءات والقدرات التقنية ذات الصلة المتعلقة بالأسلحة النووية، قد ثبت الآن أنه غير صحيح، واتضح أن إيران تخدع المجتمع الدولي، ويتعارض تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2015 مع معلومات الأرشيف النووي حول العمل الذي قامت به إيران على مولد موجة الصدمات، والذي تضمن أنشطة الإنتاج يدعم الأرشيف التقييم الذي استمر فيه العمل المتعلق بمولد موجة الصدمات بعد برنامج عماد، ولا توجد مؤشرات موثوقة على أن إيران قد توقفت عن العمل الذي تم في موقع سانجاريان في أوائل العقد الأول من القرن العشرين عكس ذلك تماما؛ كان لإيران أسباب للحفاظ على هذه القدرة الفريدة والحساسة للأسلحة النووية - إن لم يكن في سانجاريان، ثم في مكان آخر بديل يمكن أن يكون هذا العمل سريا وعلنيا، حيث يتم تنفيذ هذا الأخير في جامعة أو معهد أبحاث تحت غطاء عسكري معقول، لكنه خادع أو مدني أو غير نووي
مشاركة :