السفير الصيني: منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فرصة لتعزيز التعاون الثلاثي

  • 7/2/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب لياو لي تشانغ سفير الصين الجديد لدي مصر عن سعادته بأن اقامة منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، ستمثل ضمانا قويا لتعزيز وحدة القارة الإفريقية وتتيح فرصة سانحة لدعم التعاون الثلاثي بين الصين ومصر والدول الأفريقية الأخري.وقال سفير الصين - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء- إن الرئيس الصيني شي جين بينج أكد خلال القمة الصينية – الأفريقية المصغرة التي عقدت علي هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية أن سعي الصين والدول الأفريقية إلى التعاون القائم على الكسب المشترك والتنمية المشتركة لن يتغير، وأن الإرادة الصينية الإفريقية لبناء مجتمع مشترك أقوي لن تتغير، على الرغم من الأوضاع الدولية المعقدة ومحاولة بعض القوى للتدخل.وأضاف أن الرئيس الصيني قد أكد عزم الصين الصادق لتبني الإجراءات الحقيقية لتعزيز التعاون مع أفريقيا، بصفتها صديقا حميما وأخا عزيزا وشريكا طيبا للقارة السمراء ، منوها بأن التعاون الصيني الإفريقي حقق ثمارا كبيرة في ظل رعاية الرئيس الصيني .وأفاد السفير الصيني بالقاهرة بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال القمة حرص مصر علي تعزيز الشراكة الإفريقية- الصينية والعمل المشترك على تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة ، بالاضافة إلى أهمية مشروع " طريق القاهرة – كيب تاون " ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط وغيرهما من المشاريع الأفريقية الكبرى، مما يدل على الطموح المصري لتحقيق التكامل الإفريقي. وقال إن مصر طرحت " رؤية مصر 2030 " ومشروع تنمية محور قناة السويس وتستهدف أن يصل الناتج الاجمالي المحلي إلي 12 في المائة بحلول عام 2030 ، مؤكدا أهمية أن تستفيد مصر من الأيدي العاملة والأموال والتكنولوجيا والمعلومات وغيرها من عناصر الإنتاج في السوق الدولية، وتجد مكانها في السلسلة الصناعية العالمية.وكانت القمة الصينية – الأفريقية المصغرة قد عقدت برئاسة الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا الرئيس السابق لمنتدي التعاون الصيني – الأفريقي والرئيس السنغالي ماكي سال الرئيس الحالي لمنتدي التعاون الصيني – الأفريقي و أنطونيو غوتيرس أمين عام الأمم المتحدة ، وذلك علي هامش قمة مجموعة العشرين بأوساكا.وأكد السفير الصيني أن مصر تعد أول دولة عربية وإفريقية اقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين وهناك تبادل للفهم والثقة والدعم بين البلدين منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية منذ 63 عاما وشهدت العلاقات الثنائية طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين 6مرات وعقد 8 لقاءات مع الرئيس الصيني مما أثمر عن تعزيز التعاون العملي بين البلدين وسجل فصلا متميزا في تاريخ التواصل بين البلدين.ونوه إلى أن قيام الرئيس بينج برفع مستوي العلاقات مع مصر إلي مستوي الشراكه الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة الرئيس السيسي للصين عام 2014 واعتبر هذه العلاقات نموذجا يحتذي به في العلاقات بين دول العالم ، مشيرا إلي الزيارة التاريخية لبينج عام 2016 والتي ساهمت في الإسراع من وتيرة تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بمستواها .وقال السفير الصينى إن مصر تعد من أوائل الدول التي أعلنت عن دعمها لمبادرة "الحزام والطريق " وشاركت في بنائها، مشيرا إلي مشاركة الرئيس السيسي في إبريل الماضي في الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، حيث أكد علي حرص مصر على ربط مبادرة "الحزام والطريق" بمشروع تنمية محور قناة السويس والارتقاء بمستوى التعاون المصري – الصيني .وأكد السفير الصيني الجديد أن بلاده ستواصل جهودها في دفع عجلة التعاون في القدرة الإنتاجية والبنية التحتية وغيرهما من المجالات، وفي مقدمتها مشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار المكهرب الذي يربط بين مدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة ، وأن هذا التعاون سيعود فوائد كثيرة على البلدين والشعبين المصري والصيني .وأفاد بان منطقة "تيدا "السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني والمصري بعين السخنه تعد مشروعا تعاونيا رئيسيا في إطار مبادرة "الحزام والطريق"،و نجحت في جذب استثمارات بقيمة أكثر من مليار دولار، كما أن الاستثمارات الصينية في مصر قد خلقت فرص العمل لحوالي 40 ألف مصري وساعدت الموظفين المصريين على رفع قدراتهما الفنية والإدارية، مشيرا إلي أن الصين وفرت فرص التدريب لمئات المهنيين المصريين في مجالات كثيرة، بما فيها مجالات التكنولوجيا العالية مثل الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية.ونوه السفير الصيني بمشاركة مصر في الدورة الأولى للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني والإفريقي التي عقدت مؤخرا في مقاطعة هونان الصينية ، حيث أتيحت لمصر عرض فرصها الاستثمارية ومناخها الاستثمارية باعتبارها ضيف الشرف للمعرض، سعيا إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى مصر وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات البنية التحتية وصناعة السيارات والزراعة والاتصالات وغيرها.وذكر أنه استقبل أربعة وفود وزارية صينية زارت مصر خلال الأسبوعين الماضين واستقبل في المطار رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال الذي عاد من الصين بعد زيارة ناجحة مشيرا إلي أنه عقد لقاءات كثيرة مع المسئولين من الجهات المصرية المعنية وحضر العديد من الفعاليات مثل مهرجان الأفلام السينمائية الصينية بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية .. مؤكدا استعداد بلاده لبذل جهود مشتركة مع مصر لمواجهة كافة التحديات وخدمة قضية التنمية والازدهار على المستويين الإقليمي والعالمي.وعن قمة مجموعة العشرين، أفاد لياو لي تشانغ السفير الصيني الجديد أن هذه القمة عقدت في ظل الأوضاع الدولية المتغيرة والمعقدة والتي طرحت تساؤلات حول التزام المجتمع الدولي بالتعددية وتمسكه بالانفتاح، موضحا أن الرئيس بينج طرح مبادرة بناء النمط الجديد للعلاقات الدولية ومجتمع المصير المشترك للبشرية، مما يؤكد علي مدي إلتزام بكين بالمسئولية الدولية وحكمة القيادة الصينية .وأضاف أن الرئيس بينج دعا خلال قمة العشرين إلى التعددية والتعاون والشمولية والكسب المشترك، مشيرا إلى أن الانفتاح هو لغة العصر الذي تترابط مصالح دول العالم فيه، ويجب على كافة الأطراف الالتزام بالحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتشارك والتنافع والدفاع عن النظام الدولي المبني على القانون الدولي تكون فيه الأمم المتحدة مركزه ومنظومة التجارة المتعددة الأطراف المبنية على القواعد التي تعد فيها منظمة التجارة العالمية محوره، سعيا وراء الحفاظ علي التعددية والتجارة الحرة ودمقرطة العلاقات الدولية وبناء الاقتصاد العالمي المفتوح.وأشار السفير الصيني لدى القاهرة إلي ما أكد عليه مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن امتداد الأحادية والحمائية يُضعِف الثقة المتبادلة والتعاون بين دول العالم ويشكل تهديدا لقواعد النظام الدولي ويؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي العالمي ،وأنه لا خيار أمامنا إلا التمسك بالتعددية التي لا تتناسب مع تيار الترابط الاقتصادي العالمي فقط، بل تسهم أيضا في الحفاظ على مصالح الدول النامية، موضحا أن الأحادية تهدف إلي إبعاد الدول النامية عن الثورة الصناعية الرابعة لتكون ضحايا تعديلات السلسلة الصناعية العالمية.وأكد أن قناة السويس تمثل ممرا مائيا دوليا مهما، حيث تمر من خلاله 80% من البضائع غير النفطية المنقولة بين آسيا وأوروبا، وتستوعب القناة سنويا مليار طن من البضائع أي ما يعادل 24% من إجمالي حجم تجارة الحاويات العالمية ، موضحا أنه في حالة تراجع التجارة المتعددة الأطراف، فمن المستحيل أن تستفيد مصر من موقعها الجغرافي ولهذا يجب الحفاظ على نظام التجارة متعددة الأطراف الذي يعبر عن مصالحنا المشتركة.وعن لقاء بينج وترامب ، قال السفير الصيني إن الرئيس بينج أجري مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي جذبت أنظار العالم والتي أكد فيها أن الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة، خاصة أن مصالح البلدين تترابط وتتشابك بشكل كبير، ويتعين عليهما العمل على تحقيق التنمية المشتركة من خلال التعاون في مختلف المجالات بدلا من المواجهة. وأوضح السفير الصيني أن الرئيسين الصيني والأمريكي اتفقا على استئناف المشاورات التجارية على أساس المساواة والاحترام المتبادل وعدم قيام الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية جديدة على المنتجات الصينية ، لافتا إلى أن استقرار العلاقات الصينية الأمريكية له دور إيجابي في تطوير الاقتصاد العالمي وسيعود بالخير على شعوب العالم.وقال إن "الرئيس ترامب أكد خلال اللقاء أن الولايات المتحدة ستسمح للشركات الأمريكية ببيع قطع الغيار لشركة هواوي وترحب بدراسة الطلاب الصينيين في بلاده ، مشيرا إلي أن شركة هواوي شركة خاصة صينية مشهورة، وتمتلك تكنولوجيا الجيل الخامس والتي تمثل أفضل طريق لتحقيق التحول الرقمي في الدول النامية و تحتل الآن المرتبة الثانية في السوق المصرية للهواتف المحمولة، وتلعب دورا مهما لخدمة تطور مجالي الاتصالات والاقتصاد الرقمي بمصر.وذكر أن الرئيس الصيني قد أعلن خلال قمة أوساكا عن موقف بكين الايجابي بفتح الأسواق وزيادة الواردات وتحسين بيئة الأعمال التجارية ودعم التجارة الحرة وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي و تبني إجراءات جديدة في هذا الصدد، معربا عن ترحيب الصين بمشاركة كل الشركاء في بناء "الحزام الطريق".وأوضح أن الإجراءات الصينية الجديدة للانفتاح تستشرف آفاقا مشرقة لتعميق التعاون بين الصين ومصر وغيرها من الدول الواقع على طول "الحزام والطريق".

مشاركة :