كيف خطف ريال مدريد «ميسي اليابان» من برشلونة؟

  • 7/3/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

انضم اللاعب الياباني تاكيفوسا كوبو إلى برشلونة عندما كان في العاشرة من عمره، وأمضى أربعة أعوام في النادي الكاتالوني وكان يُنظر إليه على أنه سيكون نجماً للفريق في المستقبل، لكن مستقبله الآن أصبح مع الغريم التقليدي ريال مدريد الذي أعلن رسمياً عن تعاقده مع اللاعب. وقد اضطر كوبو، الذي يبلغ من العمر الآن 18 عاماً، للرحيل عن برشلونة في عام 2015 بعد أن تم التحقيق مع النادي لخرق لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بشأن التعاقد مع اللاعبين الشباب، وعاد لليابان وانضم لفريق الشباب بنادي «إف سي طوكيو». وكان برشلونة يأمل في أن يعود اللاعب الياباني مرة أخرى عندما يبلغ سن الرشد، لكن ريال مدريد ضم اللاعب مقابل مليوني يورو لنادي طوكيو الياباني ووقع على عقد مع اللاعب لمدة ست سنوات بقيمة تصل إلى مليون يورو في الموسم الواحد. وسينضم كوبو في البداية لفريق الرديف بالنادي، لكن النادي الملكي يخطط لدمج اللاعب مع الفريق الأول في موسمه الثاني. ولم يكن برشلونة يرغب في تلبية مطالب اللاعب، الذي كان أيضاً محط اهتمام باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن قرار اللاعب بالانتقال إلى ريال مدريد بات ينظر إليه على أنه هزيمة لبرشلونة أمام غريمه التقليدي. ورغم أن ريال مدريد لم يتعاقد مع اللاعب من برشلونة مباشرة، فقد كان من المتوقع أن ينتقل اللاعب في نهاية المطاف إلى برشلونة، الذي بدأ معه مسيرته. وهناك قدر كبير من الإحباط في برشلونة بسبب الطريقة التي فقد بها النادي السيطرة على كوبو، الذي يلعب حالياً في صفوف المنتخب الأول لليابان، الذي يشارك في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) ويطلقون عليه «ميسي اليابان». وكان كوبو واحداً من بين أكثر من عشرة لاعبين تم ذكرهم في التحقيق الأولي بشأن انتهاك برشلونة للمادة رقم 19 من لوائح الفيفا بشأن التعاقد مع اللاعبين، والتي تهدف إلى حماية اللاعبين الأقل من 18 عاماً. وقد تقدم برشلونة باستئناف ضد الحكم ومارس الكثير من الضغوط من أجل تغيير تلك السياسة، لكن لم تحدث أي تعديلات، ولم تمنع هذه الاحتجاجات العقوبة المفروضة عليه. وقال جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة، في حوار له مع صحيفة «الأوبزرفر» في الآونة الأخيرة: «لقد تحدثت مع مسؤولي الفيفا وأخبرتهم أنه ليس من المنطقي في كل رياضة في كل مكان في العالم أن تكون هناك منح دراسية للأطفال ومنح لممارسة الرياضة بهدف منحهم الفرصة للذهاب إلى المدرسة والتعلم، وألا يكون هذا الأمر مطبقاً أيضاً في كرة القدم. لقد طالبتهم بتغيير تلك القواعد، التي تفرض قيوداً على حق الشخص في التطور على المستوى الشخصي. وهناك حتى ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا الحظر يتعارض مع حقوق الأطفال، ومع الحق في التعليم والنمو». وقد عوقب برشلونة بالمنع من التعاقد مع لاعبين جدد لمدة عامين، وأُجبر اللاعبون على العودة إلى بلادهم، وكان من بينهم لاعب أميركي، وكاميروني، واثنان من هولندا، وفنزويلي، واثنان من فرنسا، وثلاثة من كوريا، بالإضافة إلى كوبو. وكان برشلونة يتوقع أن يعود اللاعب مرة أخرى بعد الفترة الناجحة التي لعبها في اليابان، لكنه اختار الانضمام إلى ريال مدريد بدلاً من ذلك. وفي العاصمة الإسبانية مدريد، تم تقديم الصفقة على أنها انتصار على برشلونة. والأهم من ذلك، تعد هذه الصفقة جزءاً من التحول الذي طرأ على سياسة النادي فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد، حيث قضى ريال مدريد السنوات القليلة الماضية في السعي للتعاقد مع اللاعبين الشباب الذين يمثلون الجيل القادم من النجوم، سواء من إسبانيا أو من غيرها من البلدان. وكان المثال الأبرز في هذا الأمر هو اللاعب النرويجي الشاب مارتن أوديغارد، الذي انضم إلى ريال مدريد منذ أربع سنوات وكان عمره آنذاك 16 عاماً و36 يوماً في صفقة وصلت قيمتها إلى ستة ملايين يورو، بما في ذلك بعض الحوافز المالية. وتفوق ريال مدريد في هذه الصفقة على العديد من الأندية الأوروبية الأخرى، التي كانت تسعى لإغراء اللاعب الشاب بالانضمام إليها، وضم اللاعب بموجب عقد يمتد لست سنوات. ويعتقد البعض أن أوديغارد هو الموهبة الأكبر في جيله، وقد انضم إلى فريق الشباب بالنادي، لكنه كان يتدرب مع الفريق الأول. ورغم الضغوط لتصعيده للفريق الأول، لم يلعب أوديغارد سوى مباراتين فقط مع الفريق الأول قبل أن يرحل عن النادي على سبيل الإعارة. وسيعود أوديغارد إلى ريال مدريد في يوليو (تموز) وهو في العشرين من عمره، بعد أن لعب لبعض الوقت مع ناديي هيرينفين وفيتيسه آرنهم الهولنديين، لكن مستقبله في ريال مدريد لا يزال غير مؤكد. ولا ينطبق هذا الأمر على أوديغارد وحده. فعندما تعاقد ريال مدريد مع اللاعب البرازيلي كاسيميرو في عام 2013. انضم في البداية إلى فريق الشباب بالنادي ثم لعب على سبيل الإعارة لنادٍ آخر، وهو الأمر الذي حدث أيضاً مع غيره من اللاعبين. وقد تم تسريع هذه السياسة خلال العامين الأخيرين، ففي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي تعاقد النادي مع إبراهيم دياز، البالغ من العمر 19 عاماً، من مانشستر سيتي، كما أن عمر البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو جويس لا يتجاوز 18 عاماً. وتعاقد ريال مدريد مع فينيسيوس جونير مقابل 46 مليون يورو في مايو (أيار) 2017. وانضم اللاعب للنادي في يوليو (تموز) 2018. أما صفقة رودريغو فوصلت قيمتها إلى 45 مليون يورو في يونيو (حزيران) 2018. وسينضم للنادي هذا الصيف.

مشاركة :