تواجه السيارات العاملة بالغاز صراعا من أجل البقاء مع زيادة زخم صناعة المركبات الكهربائية، التي استحوذت على اهتمام معظم المصنعين حول العالم في السنوات الأخيرة. وبدأ الكثيرون في اللجوء إلى تقنيات الدفع البديل، التي منها نظام الدفع بالغاز البترولي المسال والغاز الطبيعي المضغوط في الضبابية التي ترافق ارتفاع وانخفاض أسعار الوقود. وتتمتع هذه الأنواع من الوقود بتوافق بيئي، ورغم هذا كله فإن مستقبلها تنتظره العديد من التحديات والمنافسة بسبب انتشار المركبات الكهربائية التي يتوقع أن تسدل الستار على السيارات التقليدية في يوم ما. ويبدو أن شركة فولكسفاغن مصرة على زيادة زخم السيارات العاملة بهذا النوع من الوقود بعد أن كشفت خططها لتوسيع باقة موديلات الغاز الطبيعي. وترغب الشركة في طرح 19 موديلا بالغاز الطبيعي بنهاية 2019، من بينها الجيل القادم من غولف وموديلي سكودا سكالا وسكودا كاميك التابعتين لها وأوضح بيتر فايزهايت، من قسم تكنولوجيا الاتصالات في الشركة، أن مسألة الغاز الطبيعي معقدة جدا بالنسبة للكثيرين من حيث معادلة البنزين، ومع توافر كثافة طاقة أفضل عند استعمال الوقود السائل، حيث يعد الغاز الطبيعي أرخص وقود حاليا. ومع ذلك، فإن فايزهايت يرى أن هذا ليس هو السبب الوحيد، الذي دفع فولكسفاغن العام الماضي لاعتماد هذه التقنية في العديد من سياراتها. ويعتقد خبراء أن ارتفاع أسعار الخام يدفع المستهلكين بشكل أقوى للتحول نحو أنواع الوقود البديلة، وخاصة الغاز البترولي المسال. وللاستفادة من مزايا الدفع بنظام الغاز البترولي المسال ليس شرطا لشراء سيارة جديدة، ولكن يمكن أيضا تحويل السيارات لاحقا. ويقول أندرياس شتوكه، المدير التنفيذي في الجمعية الألمانية للغاز البترولي المسال، أن التحول لما يسمى بحل ثنائي التكافؤ مع البنزين والغاز الطبيعي يمكن أن يتم أيضا للسيارات القديمة، وهو ما ستكون له فوائد من الناحية الاقتصادية، غير أن كثافة الطاقة لخليط البروبان والبيوتان، التي يتم الحصول عليها عن طريق معالجة البترول الخام، تكون أقل. ويمكن لسيارات الغاز المسال الاعتماد على شبكة عريضة من محطات الوقود، كما أن عملية التزود بالغاز الطبيعي سهلة كما هو الحال مع وقود البنزين، وخاصة عند تجهيز العديد من فوهات المضخات مسبقا. ولأن الغاز المسال في السابق كان لا يتوفر إلا كوقود أحفوري، فإن الغاز الطبيعي المضغوط على العكس من هذا يكاد يكون محايدا لثاني أكسيد الكربون، ومع هذا فإن الوقود المحايد لثاني أكسيد الكربون ليس متوفرا في كل الأماكن. وبالإضافة إلى التوافق البيئي العالي لسيارات الغاز الطبيعي، تلعب تكاليف الوقود دورا رئيسيا أيضا. ولا تكاد توجد حلول للتحول اللاحق لسيارات الغاز الطبيعي لارتفاع تكاليف التحويل، بالإضافة إلى عدم جدواها من الناحية الاقتصادية. ولذلك تقدم فولكسفاغن سيارات الغاز الطبيعي فقط من مصانعها، ومع هذا فإن الشركة الألمانية ناجحة جدا مع موديلات الغاز المسال، في ظل ارتفاع الطلب على موديلات مثل بولو تي.جي.إي وغولف تي.جي.إي. ورغم كل هذه المزايا فإن المستقبل بات يحمل العديد من التحديات للدفع بالغاز، ففي بعض الأحيان تكون لأنظمة دفع بديلة أخرى الأولوية على نظام الدفع بالغاز الطبيعي والغاز المسال.
مشاركة :