كشفت وكالة «بلومبرج» الأميركية، أن تركيا تتوقع الأسوأ، رغم التطمينات التي قالت أنقرة إنها حصلت عليها، خلال لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعدم فرض العقوبات عليها، جراء صفقة الصواريخ الروسية «إس 400»، مشيرةً إلى أن تركيا تقوم بتخزين قطع غيار مهمة للأسلحة أميركية الصنع، تحسباً لفرض الكونجرس عقوبات ضدها، بسبب صفقتها المثيرة للجدل لشراء «إس-400». وقالت: إنه ليس من الواضح، متى تم اتخاذ قرار التخزين لأول مرة، لكن مسؤولين أتراك يقولون: إن الاستعدادات قد اتخذت تحسباً لقيود الحظر الأميركية المحتملة. وأشارت الوكالة، إلى أن الجيش التركي الذي لا تزال تطارده هواجس الحظر الخانق الذي فرضته واشنطن على الأسلحة في منتصف القرن الماضي، يكدس قطع غيار طائرات «إف-16» وغيرها من المعدات العسكرية، وفقاً لاثنين من المسؤولين الأتراك المطلعين على استراتيجية بلادهم الدفاعية. وأشار المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، إلى أن تركيا ليست مقتنعة بأن صفقة «باتريوت» ستتم، بسبب الشكوك حول المعارضة في الكونجرس، وأنها لن تترك مجالها الجوي عرضة للاختراق بعد الآن. وكان النائب الأميركي إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، قال: إن أردوغان «يحتاج إلى التوقف عن ممارسة الألعاب والاختيار بين الغرب أو روسيا». وأضاف إنجل، في بيان، أن «صفقة إس-400 تعرض الناتو وأمننا القومي للخطر، لا تستطيع تركيا تشغيل نظام دفاع جوي روسي متقدم، جنباً إلى جنب مع أنظمة حساسة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. يجب أن يعلم الرئيس أردوغان أنه ستكون هناك عواقب». ورفض المسؤولون تحديد قطع الغيار المخزنة، أو مكان شرائها، أو المدة التي يمكن أن يستمر فيها المخزون، وقالوا: إن تخزين الأجزاء يهدف إلى الإشارة إلى أن أنقرة مستعدة، بشكل أفضل، لتحمل العقوبات الأميركية أكثر مما كانت عليه، عندما فرضت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة لمدة 4 سنوات، على خلفية استيلاء الجيش التركي على شمال قبرص عام 1974.
مشاركة :