صحيفة المرصد :لا تملك وزارة الصحة مؤشرا معلنا يقيس سلامة الممارسة الطبية في مستشفياتها بالمملكة، في مقابل تزايد حدة الانتقادات حيال الأخطاء الطبية وخصوصا التي تنتهي بالوفاة. وتعترف الصحة في تصريحات رسمية عدة لمسؤوليها خلال السنوات الماضية، بالهيئات الصحية الشرعية كجهة محايدة تدرس شكاوى الأخطاء الطبية وتحكم فيها، وتعلن في تقاريرها الإحصائية عن توزيع ما اسمته بـقرارات سوء الممارسة الطبية التي تنتهي بالوفاة على مدن ومناطق المملكة، فيما يشبه المؤشر السنوي. ووفقا لصحيفة مكة بحثا عن مواقع المؤسسات الصحية الأكثر تورطا في الأخطاء الطبية القاتلة، تم البحث عن أحدث الأرقام المعلنة للقرارات التي أصدرتها الهيئات الصحية الشرعية في السعودية حول تحقيقات الوفيات الناتجة عن الأخطاء الطبية، بغية الوصول إلى المدن والمناطق التي صدرت بحقها أعلى نسبة إدانة بهذه القضايا. وتقدم هذه الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة في الكتاب الإحصائي السنوي الأخير، مقارنة بين القضايا التي أصدرت فيها الهيئات الشرعية قرارات ضد المتهمين من الطواقم الصحية بسوء الممارسة الطبية وبين التي انتهت فيها إلى تبرئتهم، استنادا على آراء مختصين شرعيين وطبيين. وبلغ العدد الإجمالي لقرارات الهيئات الصحية التي قضت فيها بإدانة الممارسين بالتسبب في الوفاة 167 قرارا بنسبة R، في حين وصل عدد القضايا التي نظرتها الهيئات وانتهت فيها إلى تبرئة الطواقم الطبية من التسبب في الوفيات 153 بنسبة H. وأسست الجهات المعنية في السعودية الهيئات الصحية الشرعية كجهات تفصل في قضايا الأخطاء الطبية بالمستشفيات، كي تضمن تحقيقا وقرارات مستقلة لا تتأثر بتدخلات الجهات المتهمة والعاملين المؤثرين فيها. ووضعت هذه الهيئات حدا للجدل والخلافات في وجهات النظر، فهي تقرر إذا كانت شكوى المريض المتضرر ليست منطقية، أو أنها مجرد مضاعفات مرضية متوقعة أو تنتهي بالحكم بإدانة المتهمين بالخطأ الطبي. تظهر أحدث إحصاءات وزارة الصحة المنشورة مطلع 2014، ترتيب جدة في آخر القوائم التي تقيس جودة الخدمات الصحية بناء على عدد المستشفيات والأطباء والممرضين والصيادلة والمساعدين والمهنيين لكل 10 آلاف نسمة، وقبل المرتبة الأخيرة في معدلات الأسرة إذ حققت أدناها محافظة القنفذة، وهي التي تحول بدورها الحالات المرضية الخطيرة إلى جدة، كأقرب الخيارات إليها. وتعطي هذا الأرقام إشارة محتملة إلى أحد أسباب تصدر مستشفيات جدة لقائمة المتورطين في الأخطاء الطبية القاتلة.
مشاركة :