قادت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ” كاوست ” جلسة متميزة عن المؤسسات العلمية الصاعدة بمشاركة من رئيس الجامعة البروفيسور توني تشان، ومجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من أمثال البروفيسورة بيينج هونج، والبروفيسور محمد الداودي، والبروفيسورة ديريا باران. جاء ذلك ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام في مدينة داليان الصينية تحت شعار ” القيادة 4.0: النجاح في عصر جديد من العولمة”. وافتتح توني تشان؛ رئيس الجامعة، المنتدى بجلسة حول مختبر الأفكار (IdeasLab) ، والتي تعتبر الجلسة الأولى من نوعها في تاريخ المنتدى، والتي يتم تنظيمها بواسطة مؤسسة في المملكة. واستعرضت الجلسة الأعمال والتقنيات المبتكرة الصديقة للبيئة، والتي يتم تطويرها في “كاوست” بما في ذلك تقنيات إعادة استخدام المياه، وعزل الكربون، والألواح الشمسية الشفافة المدمجة في نوافذ الأبنية. واستهل الرئيس “تشان” الجلسة بمقدمة قصيرة عن ” كاوست ” باعتبارها مركزًا عالميًا جديدًا، ومبتكرًا للأبحاث والتعليم وتحدث عن جهودها المثمرة في دعم وتعزيز العلوم والتقنية والتنمية الاقتصادية. ثم قام بتقديم أعضاء هيئة التدريس الثلاثة الذين سيشاركون بعروض تقديميه حول مشاريعهم البحثية في الجامعة. أبحاث مؤثرة وتحدثت البروفيسورة بيينج هونج؛ الأستاذة المشاركة في قسم العلوم والهندسة البيئية في الجامعة، عن عملها في إعادة استخدام مياه الصرف من خلال اقتباس مقولة ملهمة من عالم البيئة الدكتور جوناثان فولي تقول “عندما نفكر في الأضرار والمخاطر التي تهدد البيئة، فإننا دومًا نحصر تفكيرنا وتصوراتنا في السيارات والمداخن، وليس وجبة العشاء. ولكن الحقيقة هي أن حاجتنا إلى الطعام تشكل أحد أكبر المخاطر البيئية على كوكب الأرض.” وتتطلع البروفيسورة بيينج هونج إلى مساعدة المملكة في تكرار تجارب إعادة استخدام مياه الصرف التي أثبتت فعاليتها في المدن التي تواجه تحديات مماثلة مثل سنغافورة، عبر استخدام تقنيات وطرق مبتكرة متعددة الوسائط، تجمع بين التحلل اللاهوائي -الذي يمكن أن يولد الميثان كمصدر للطاقة – مع الأغشية والأشعة فوق البنفسجية. ويمكن من خلال دمج هذه الطرق الحصول على مياه نظيفة معاد استخدامها بأمان. ومن جانبه، تطرق البروفيسور محمد الداودي، أستاذ العلوم الكيميائية ومدير مركز أبحاث الأغشية المتطورة والمواد المسامية في كاوست، إلى أبحاثه في تقنيات عزل الكربون، واستخداماتها لمعالجة مختلف عمليات الفصل الملحة الكثيفة الطاقة بما في ذلك عزل غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي (التقاطه مباشرة من الهواء)، ثم استخدامه كمادة أولية لصنع العديد من السلع القيمة. ويأمل البروفيسور الداودي في المساعدة في سد الفجوة بين احتياجات الطاقة العالمية والمستويات المتزايدة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، قائلًا: “هناك طريقة أفضل لمشكلة ثاني أكسيد الكربون تتمثل في إنشاء اقتصاد تدويري فعال للكربون”. الخلايا الشمسية الشفافة بدورها، قدمت البروفيسورة ديريا باران؛ الأستاذة المساعدة في هندسة وعلوم المواد في كاوست، عرضًا تقديميًا حول أبحاثها في مجال الخلايا الشمسية الشفافة، وعن شركتها الناشئة أيريس (iyris) في الجامعة؛ والتي تهدف إلى تحويل النوافذ في البيوت والأبنية إلى محطات توليد للطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم. وأضافت: “صممنا لوحًا شمسيًا جديدًا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قادر على امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء من الطيف بشكل انتقائي، وتحويله إلى كهرباء”، مبينة أن هذه التقنية الجديدة ستسهم في تزويد مدن المستقبل بالكثير من احتياجاتها من الطاقة محليًا عن طريق تحويل جميع النوافذ الزجاجية في الأبنية والمنشآت وناطحات السحاب إلى مولدات للطاقة. يُذكر أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي جامعة أبحاث للدراسات العليا أنشئت في عام 2009 على شواطئ البحر الأحمر، وتلعب دورًا محوريًا في النهوض بالعلوم والتقنية من خلال التعليم والابتكار والأبحاث التعاونية متعددة التخصصات ذات الأهمية الإقليمية والعالمية في مجالات الماء والغذاء والطاقة والبيئة، والتي يقوم بها طلبة وباحثون وأعضاء هيئة تدريس بارزين.
مشاركة :