أكرا - تونس: «الشرق الأوسط» يتطلع منتخب مصر إلى مواجهة غانا في مدينة كوماسي اليوم في ذهاب الجولة الحاسمة للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم على أمل تحقيق نتيجة إيجابية تعزز من آمال تحقيق حلم العودة للمونديال الغائب منذ عام 1990. وتحظى المباراة بأهمية كبيرة للمصريين الذين يعيشون أجواء متوترة منذ نحو ثلاث سنوات، على أمل أن تنجح كرة القدم في لم شمل المتصارعين سياسيا. وتوجهت ثلاث طائرات مصرية تحمل نحو 400 مشجع يتقدمهم وزير الرياضة طاهر أبو زيد، إلى أكرا لمؤازرة المنتخب. وتحلم مصر تحت قيادة الأميركي بوب برادلي بالتأهل للنهائيات لأول مرة بعد غياب 24 عاما؛ إذ كان الظهور الأخير لها مع المدرب الراحل محمود الجوهري في كأس العالم 1990 بإيطاليا. ويعتمد برادلي على أصحاب الخبرة في الملاعب الأفريقية، خاصة في فريق الأهلي بطل القارة الذي تأهل لنصف نهائي دوري الأبطال، وعناصر متميزة من المحترفين أمثال محمد صلاح مهاجم بازل السويسري وزميله بالفريق محمد النني، وأحمد المحمدي مدافع هال الإنجليزي، وحسام غالي نجم وسط ليرس البلجيكي. ويضع برادلي آمالا كبيرة على المستوى الرائع للنجم المخضرم محمد أبو تريكة لاعب الأهلي وزميله المدافع أحمد فتحي مع محمد صلاح لخطف هدف يعزز من فرص الفريق قبل لقاء الإياب. في المقابل، عاد آندري آيو نجم فريق مرسيليا الفرنسي إلى صفوف المنتخب الغاني ليشكل خط وسط قويا للنجوم السوداء بجوار كل من كوادو أسامواه لاعب يوفنتوس الإيطالي ومايكل إيسيان نجم تشيلسي الإنجليزي. ويقول وائل جمعة قائد الأهلي ومدافع منتخب مصر: «نمتلك من الخبرات وروح الشباب ما يمكننا من تحقيق نتيجة تسعد الجماهير المصرية». وأضاف المدافع الفائز مع مصر بكأس الأمم الأفريقية في 2006 و2008 و2010: «المواجهة صعبة بكل تأكيد، لكن نستطيع التعامل مع المنافس خارج الأرض بصورة جيدة». ويرى لاعب الوسط حسني عبد ربه أن مباراتي غانا تعد بمثابة الفرصة الأخيرة لأحد أفضل أجيال كرة القدم المصرية، وقال: «لا نخشى غانا، ولا نلتفت لتصريحات مدربها وبعض لاعبيها. أمامنا 90 دقيقة في كوماسي سنسعى أن تكون نتيجتها في صالحنا». وكانت آخر مواجهة رسمية لمصر مع غانا في نهائي «أمم أفريقيا 2010» وفازت مصر على أرض الأخيرة بهدف محمد ناجي جدو وتوجت بطلة. من جهة أخرى، أعرب التونسيون عن ارتياحهم إزاء أداء منتخبهم أمام الكاميرون في اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي في ذهاب الدور الفاصل رغم الاعتراف بصعوبة المهمة في مباراة العودة في ياوندي. وكان بإمكان المنتخب التونسي أن يسافر إلى ياوندي في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وهو متقدم على الأقل بهدف لولا تألق الحارس الكاميروني تشارلز إيتاندجي في وجه «نسور قرطاج» الذين كانوا خارج حسابات الدور الحاسم لو لم يقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم معاقبة الرأس الأخضر واعتبارها خاسرة صفر - 3 لإشراكها لاعبا غير مؤهل في المباراة التي أقيمت بين المنتخبين (صفر - 2) في الجولة الأخيرة من الدور الثاني. وأشار عادل السليمي المدرب المساعد للمنتخب التونسي إلى أن فريقه قادر على الإطاحة بالكاميرون في عقر دارها في لقاء الإياب وقال: «عاندنا الحظ طوال اللقاء فضلا عن قلة خبرة بعض اللاعبين. كنا نستحق تسجيل هدف على الأقل بالنظر إلى المردود الذي قدمه الفريق». وتابع السليمي: «المهم أننا حافظنا على شباكنا نظيفة، ويمكن القول الآن إن لدينا منتخبا يمكنه أن ينافس الكاميرون في ياوندي بعد أن استعاد الروح». وأضاف السليمي: «إذا لعبنا بالمستوى نفسه مع بعض الحظ، فإنه يمكننا العودة بورقة الترشح من ياوندي». وكانت للمدرب الهولندي رود كرول، الذي تولى تدريب المنتخب استعدادا لهذا الدور الفاصل خلفا لنبيل معلول، بصمته على أداء الفريق. وقدم نسور قرطاج إحدى أفضل مبارياتهم في السنوات الأخيرة، وتركوا انطباعا جيدا لدى الجماهير في تونس، وذلك على خلاف اللقاء الأخير في الدور الثاني ضد منتخب الرأس الأخضر، الذي خسروه على أرضهم بهدفين نظيفين. وقال نجم المنتخب العائد إلى التشكيل الأساسي ياسين الشيخاوي: «أظهرنا للجماهير التونسية مردودا جيدا لطالما انتظروه وروحا قتالية عالية.. في لقاء الإياب ستكون الكاميرون تحت ضغط أمام جماهيرها ويمكننا مباغتتها». وخرجت مواقع الصحف التونسية بعناوين متفائلة أيضا، لكنها عاتبت اللاعبين على الفرص المهدرة. وذكرت صحيفة «الشروق»: «المنتخب يحافظ على حظوظه رغم التعادل». وأضافت: «أين كنا وكيف أصبحنا؟» في إشارة لتحسن مستوى أداء اللاعبين مقارنة بالأداء المهزوز في آخر مباراة بالتصفيات. وذكرت صحيفة «الصباح» الأسبوعية: «روح جديدة لكن بفرص مهدرة». ونقلت عن اللاعب الدولي السابق وزير الرياضة الحالي طارق ذياب قوله: «أضعنا خمسة أشهر في البحث عن مدرب مثل كرول». لكن غلبت نبرة التفاؤل على الشارع التونسي بقدرة المنتخب على مقارعة الكاميرون في عقر دارها في ظل اهتزاز أداء المنافس وابتعاده عن صورة المنتخب القوي السنوات الماضية. وكانت المواجهة بين تونس والكاميرون هي الثانية بينهما في تصفيات المونديال بعد تلك التي جمعتهما في الدور الثالث من تصفيات إيطاليا 1990 حين خرج منتخب «نسور قرطاج» من الدور الثالث بخسارته صفر - 2 وصفر - 1 أمام روجيه ميلا ورفاقه الذين بلغوا النهائيات، حيث تألقوا ووصلوا إلى ربع النهائي قبل أن يخرجوا أمام الإنجليز. أما بالنسبة للمواجهة الأخيرة بين تونس والكاميرون الباحثة عن المشاركة الثانية على التوالي والسابعة في تاريخها، فتعود إلى الدور الأول من نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2010 حين تعادلا 2 - 2.
مشاركة :