عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، أمس الأربعاء،مخصصة للأزمة الليبية، بعد مقتل 44 مهاجراً في غارة جوية فجراً استهدفت مركزاً لاحتجازهم قرب طرابلس، الحادث الذي أثار تنديداً عربياً وإفريقياً وأوروبياً ودولياً. وأوضح دبلوماسي في مجلس الأمن أن الاجتماع عقد بشكل مغلق، وقد أُضيف إلى جدول أعمال المجلس بمبادرة من البيرو .وأوقع قصف جوي على مركز لاحتجاز المهاجرين في تاجوراء الضاحية الشرقية لطرابلس 44 قتيلاً، وأكثر من 130 جريحاً من المهاجرين.وخلف الهجوم حفرة بقطر نحو ثلاثة أمتار في وسط المركز، أحاطت بها أنقاض الهيكل المعدني بسبب قوة الانفجار. ونفى مسؤول في الجيش الوطني الليبي أن تكون قواته استهدفت مركز المهاجرين، قائلاً: إن فصائل متحالفة مع حكومة الوفاق في طرابلس قصفت مركز احتجاز المهاجرين، بعد أن نفذ الجيش الوطني ضربة جوية دقيقة أصابت معسكراً. وجدد تأكيد حرص الجيش على سلامة المدنيين وعدم تعريضهم للخطر.ويقع المركز الذي يشبه حظيرة طائرات بجانب معسكر من بين عدة معسكرات موجودة في تاجوراء. وتتهم ميليشيات طرابلس بأنها تستخدم المهاجرين دروعاً بشرية إلى جانب تجنيد أعداد منهم في صفوفها.وندد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة بالهجوم، وقال إنه «يرقى إلى مستوى جريمة حرب». وشدّد رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو تاجاني في تغريدة على «ثلاث رسائل أساسية: يجب عدم احتجاز المهاجرين واللاجئين، يجب ألا يكون المدنيون أهدافاً، وليبيا ليست مكاناً آمناً» ليرسل إليه المهاجرون واللاجئون.وأضاف المتحدث باسم المفوضية شارلي ياكسلي لوكالة فرانس برس، أنه يعتقد أن المركز كان يستخدم لتخزين الأسلحة. وقال «استخدام البنى التحتية بهذا الشكل يمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ومفوض التوسعة يوهانس هان ومفوض الهجرة ديمتريس أفراموبولوس في بيان «يجب محاسبة المسؤولين» عن الضربة. ودان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى الفكي محمد من جهته «بشدة» الغارة الجوية على المركز، وطالب «تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء»، وأعربت إيطاليا عن «استيائها» و«إدانتها الواضحة للقصف العشوائي على مواقع فيها مدنيون». ودانت وزارة الخارجية الفرنسية الحادث، وقالت «إثر هذه المأساة، تدعو فرنسا مجدداً الأطراف إلى وقف التصعيد فوراً ووقف المعارك».كما دانت الجامعة العربية الهجوم على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط . (وكالات)