بيروت: «الخليج»تكثفت الاتصالات والوساطات اللبنانية، أمس، لتطويق ذيول حادثة الجبل وتداعياتها، بعدما فرضت تأجيل جلسة مجلس الوزراء، فيما التقى رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في دار الطائفة الدرزية، مساء الثلاثاء، وجرى اجتماع تمت خلاله عملية غسل القلوب، واتفاق بين الجانبين على إحياء العلاقة على أسس واضحة ومتابعة اللقاءات الثنائية قريباً.وفي هذا السياق رأى رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني إلياس بوصعب وحضور وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، أمس، «أن ضرب هيبة المؤسسة العسكرية هو ضرب هيبة البلد»، مشيراً إلى أن مسألة الاغتيال والكمين لوزير حالي ليست خاضعة للتفاوض مع أحد، وإصرارنا على المجلس العدلي ليس من خلفية نكايات، وأن التعرض لأي وزير هو تعرض مباشر للسلم الأهلي، والتوصيف الجرمي هو الأساس وأي محاولة للعب فيه غير مقبولة، فيما شدّد بوصعب على «أنّنا نتابع التحقيقات في حادثة قبر شمون وسنصل إلى حلول إيجابيّة وسيعاقب الفاعلون»، مفيداً بأنّ «عدد الموقوفين قريب من 5 أشخاص ولكن التحقيقات تظهر أنّ هناك بعض المطلوبين الّذين لم يتم توقيفهم بعد»، مشدداً على أنّ «الجيش قادر على فرض الأمن وحفظه، ولكن ما نقوم به هو إبعاد الجيش عن السياسة». من جهة أخرى، تعثرت مهمة الوسيط الأمريكي مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان و«إسرائيل» بعد جولته على المسؤولين اللبنانيين بسبب التعنت «الاسرائيلي»، حيث لم يتمّ الاتفاق على النقاط الجوهرية في ملف الحدود، بعدما جاء ساترفيلد بمواقف ومقترحات تنسف بعض ما كان متفقاً عليه سابقاً، حيث كان اللافت أنّ ساترفيلد تراجع عن فكرة رئاسة الأمم المتحدة ورعايتها المفاوضات بشخص منسقها الخاص في لبنان يان كوبيش، واقترح أن تُجرى هذه المفاوضات بضيافة الأمم المتحدة، ولكن من دون رعايتها، ما يعني تلقائياً أنّ الوسيط الأمريكي هو من يترأس هذه المفاوضات، ما يبدو أنها مفاوضات مباشرة بين لبنان و«إسرائيل»، فيما رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري، المكلف متابعة هذا الملف، هذا الطرح، وقال: «أنا لا أثق أصلاً بأي أمر مكتوب مع «إسرائيل»، فكيف إن لم يكن هناك شيء مكتوب»، مشدداً على أنّ الأمم المتحدة هي التي تستضيف المفاوضات وترعاها وتترأسها، ولا نقبل بغير ذلك على الإطلاق.
مشاركة :