السراج يستنجد بإيطاليا للاستيلاء على قاعدة الوطية الجوية

  • 7/4/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا إلى خلط الأوراق الأمنية والسياسية بعد تصاعد تداعيات قصف مركز إيواء للاجئين غير الشرعيين في مدينة تاجوراء، بما يساعدها على الاستمرار في المغامرة العسكرية، خاصة بعد السقوط المفاجئ لمدينة غريان الاستراتيجية في يدها، وسط تسريبات عن وجود خطة لمغامرة جديدة بالهجوم على قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية. وكشفت مصادر عسكرية وأخرى سياسية ليبية وعربية لـ”العرب”، أن اللواء أسامة الجويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية، وآمر غرفة العمليات المشتركة الموالية لحكومة السراج، زار، مساء الثلاثاء، تونس وعقد اجتماعا سريا مع الجنرال إينزو فيتشياريلي، رئيس أركان الجيش الإيطالي الذي يزور تونس برفقة عدد من كبار الضباط الإيطاليين. وذكرت المصادر أن الجويلي سعى خلال هذا الاجتماع إلى محاولة إقناع الجنرال الإيطالي بتوفير غطاء جوي لقواته لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة تستهدف قاعدة الوطية الجوية الواقعة في غرب طرابلس، والتي تخضع منذ مدة لسيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفترولفتت إلى أن هذا الاجتماع السري يأتي مباشرة بعد الاجتماع الذي عقده السراج مع الجويلي في طرابلس، والذي تم خلاله، بحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، “تناول آخر المستجدات والتطورات على الصعيدين العسكري والأمني، والأوضاع الميدانية على الجبهات بالمنطقة العسكرية الغربية، ومتطلبات المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية”. ولم يتسن الحصول على تأكيدات رسمية من الجانب التونسي بشأن هذا الاجتماع، خاصة وأن الجنرال الإيطالي اجتمع، الثلاثاء، مع وزير الدفاع التونسي عبدالكريم الزبيدي وبحث معه مستجدات الوضع في ليبيا. ومع ذلك أكد طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، حصول هذا الاجتماع السري. وقال الميهوب في اتصال هاتفي مع “العرب” من شرق ليبيا إنه على علم بتحركات أسامة الجويلي في تونس، التي تكررت زياراته لها، واللقاءات التي يُجريها، بما فيها الاجتماع مع الجنرال الإيطالي فيتشياريلي، الذي يندرج في إطار “مؤامرة” لضرب الجيش الليبي، من خلال الهجوم على قاعدة الوطية العسكرية الجوية بغرب العاصمة طرابلس. وتقع قاعدة الوطية، التي كانت سابقا تحمل اسم قاعدة عقبة بن نافع، على بعد نحو 130 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس، وحوالي 80 كلم جنوب الحدود التونسية، وتُعد من أبرز القواعد العسكرية الجوية التي يُسيطر عليها الجيش الليبي. وتصف القوات الموالية لحكومة السراج هذه القاعدة بأنها “شوكة في خاصرتها”، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي المُميز، حيث تغطي كافة المنطقة الغربية وتستطيع تنفيذ عمليات قتالية جوية ضد أهداف عسكرية في مجمل الغرب الليبي. ويدفع هذا التطور نحو تدحرج العمليات العسكرية الجارية إلى مستنقع خطير، خاصة بعد استهداف مركز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين في شرق العاصمة طرابلس، بهدف النفخ في جمر المعارك، عبر محاولة توريط بعض الأطراف الإقليمية، وخاصة إيطاليا، لجرها إلى مساندة حكومة فائز السراج في حملتها لتغيير موازين القوى الميدانية..وتعرض مركز إيواء المهاجرين في ضاحية تاجوراء الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات شرق العاصمة طرابلس، فجر الأربعاء، إلى قصف جوي أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا و80 جريحا، وذلك في تطور لافت لسير المعارك في محيط طرابلس التي اندلعت في الرابع من أبريل الماضي. وسارعت حكومة السراج إلى اتهام الجيش الليبي بتعمد القيام بذلك القصف الجوي، وقالت إنه “لم يكن عشوائيا، وإنما كان دقيقا ومباشرا”، ودعت المجتمع الدولي إلى “اتخاذ موقف واضح وحازم، من هذه الانتهاكات المستمرة”. غير أن الجيش الليبي نفى على لسان العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الليبية، أن يكون سلاح الجو الليبي استهدف مركز إيواء المهاجرين المذكور، واصفا في نفس الوقت تلك الاتهامات بـ”الشائعات التي لا أساس لها من الصحة”. ويرى مراقبون أن تبادل الاتهامات بين الجيش الليبي وحكومة السراج يؤكد أن المشهد في ليبيا بات يتحرك بسرعة لرسم حدود ومساحة المواجهة القادمة، وسط احتمالات تفتح الباب على “تطور ميداني” جديد على وشك إكمال الاستعدادات له. ولم يستبعد طلال الميهوب أن يكون قصف مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، مُرتبط بهذه “المؤامرة”، قائلا إن “ما حصل في تاجوراء قد يكون مقدمة تمهيدية للرأي العام لقبول هجوم الميليشيات الموالية للسراج على قاعدة الوطية بمساعدة إيطاليا أو غيرها”.ويُشاطر هذا الرأي، الناشط السياسي الليبي كمال المرعاش، الذي قال في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن حكومة السراج “تُحاول إقناع إيطاليا بإبقاء جنودها في الكلية الجوية في مصراتة لحمايتها من الضربات الجوية، خصوصا بعد ضغوط قيادة الجيش الوطني الليبي على إيطاليا بسحبهم”. واعتبر المرعاش أن زيارات فتحي باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق، واجتماعه مع نظيره الإيطالي ماتيو سالفيني، وأيضا زيارة السراج قبل يومين إلى روما، تندرج كلها في إطار محاولة إقناع الإيطاليين، وجرهم للتدخل المباشر في الحرب ضد الشعب الليبي. وأضاف أن تلك المحاولات “عززتها المساعي التي يقوم بها أسامة الجويلي في تونس، وطلبه اللقاء مع رئيس أركان الجيش الإيطالي لطلب مساعدة الإيطاليين لبدء هجوم على قاعدة الوطية القريبة من الحدود التونسية”. وتابع قائلا “تزامن كل ذلك مع قيام ميليشيات بشير البقرة الموالية لحكومة السراج بقصف مُتعمد لمركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، واتهام سلاح جو الجيش الليبي، وذلك لتهيئة الأجواء والمناخات لأي تدخل إيطالي في الحرب”. وكانت مصادر إيطالية قد كشفت، الاثنين، أن السراج طالب روما بـ”التدخل بشكل حازم للتوصل إلى إحلال السلام في ليبيا”، في خطوة عكست ارتباكا لدى رئيس حكومة الوفاق. كما أكدت أن الرجل بلا سند خارجي سوى إيطاليا وتركيا وقطر في الوقت الذي يحوز فيه خصمه حفتر على اعتراف دولي كبير بدءا من الدول الكبرى.

مشاركة :