كشف العميد "مسعود بن فيصل العدواني" -مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة- عن أهم ملامح خطة إدارة حركة الحشود البشرية في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، مبيناً أن الاستعدادات بدأت منذ انتهاء موسم الحج الماضي من خلال عقد العديد من ورش العمل، مشيراً إلى أن البصمة العشوائية التي تطبق حالياً على حجاج الداخل والخارج سوف تكشف المخالفين منهم، ومعاقبته، وتحديداً من حج من دون تصريح، إلى جانب محاصرة المفترشين في الطرق الرئيسة، والمواقع ذات الكثافة العالية. وقال في حديث ل"الرياض" إن الخطة تتميز بالمرونة والإفادة من كافة المستجدات في منطقة الجمرات، إلى جانب الاعتماد على المنهجية في العمل، والتركيز على إعداد خطة وفق مصادر علمية مبنية على أرقام دقيقة، كذلك الرجوع إلى الدراسات الموجودة عن كثافة المشاة والحشود في الخطوط المؤدية إلى جسر الجمرات، كما لم ننس الإفادة من ورش العمل التي أُقيمت العام الماضي مع جميع الجهات ذات العلاقة، واستخدام التقنية الحديثة كالنظم والمناطق الجغرافية "اللوحات الرقمية". وأضاف:"كل هذه الأمور جعلتنا نخرج بتصور دقيق عن ملامح خطتنا، وتوزيع قواتنا المشاركة وفق دراسة مقننة، من خلال أعداد الحجاج التي تسلك كل طريق"، مشيراً إلى أنه في هذا العام ستتم الإفادة الكاملة من مشروع الشعيبين، حيث اكتمل المشروع، كما تم تأمين نصف المسافة من الطريق المؤدي من المجازر حتى الدور الثالث داخل الأنفاق عبر سير كهربائي؛ مما يسهم في تنظيم حركة الحشود البشرية عند التوجه للرمي، موضحاً أن الحجاج الذين يقدمون من خلال الأنفاق يشكلون نسبة كبيرة، كذلك أنفاق العزيزية تم توزيع الكثافة عليها أكثر منذ قبل، مؤكداً على أننا نعمل على راحة وطمأنينة الحجاج منذ رميهم للجمرات حتى وصولهم بكل يسر وسهوله للحرم المكي الشريف، مستدركاً إذا كان هناك تزاحم في الحرم، حيث يتم تحويل مسارات الحجاج دون توقف لطريق شارع الحج وطلعت صدقي لأخذ مدة أطول في الوصول للحرم، وفيما يلي نص الحوار: تنظيم المشاة * بداية ماذا عن قيادة تنظيم المشاة ومدى التعاون مع مؤسسات الطوافة؟ - قيادات تنظيم المشاة تضم 25 قيادة تحت مظلتها 140 مركزاً، وكل مركز به 200 فرد لهم مربع مخصص، والمربعات تتفاوت من مربع إلى آخر من حيث درجة الكثافة البشرية، والتوقعات المفاجئة أثناء التنفيذ. تحويل مسارات الحجاج عند الازدحام إلى «شارع الحج» و«طلعت صدقي» لأخذ مدة أطول قبل الوصول للحرم ويحرص المسؤولون في الأمن العام كل عام على الالتقاء بالمسؤولين بمؤسسات الطوافة ومجموعات الخدمة الميداينة في مواقعهم، ويقدمون لهم شرحا مفصلا لخطة إدارة تنظيم المشاة، كما يتم الاستماع إلى مالديهم من آراء ومقترحات، وبكل امانة لقد لمسنا من مؤسسات الطوافة كافة ومؤسسات حجاج الداخل كذلك تجاوباً كبيراً وحرصاً على الالتزام ببرامج التفويج، والمداخل المؤدية للجسر، ونحن نعمل معهم كفريق واحد. البصمة العشوائية * ما هو دوركم للحد من ظاهرة الافتراش المقلقة لبرامج وخطط الحج؟ - تم التركيز من صباح يوم التروية على إيصال رسالة إلى جميع الحجاج بمنع الافتراش، ومنع حمل الأمتعة، وقد نجحنا ولله الحمد في إخلاء المنطقة المجاورة لمسجد الخيف ومنشأة الجمرات والطريق المظلل من المفترشين، وسوف نستمر في الأمر قُدماً هذا العام بكل صرامة، وهناك فرق متخصصة تم إنشاؤها لمنع الافتراش والقضاء على هذه الظاهرة، كما يُطبق هذا العام البصمة العشوائية على الحجاج المفترشين في المشاعر المقدسة والطرقات المؤدية إليها؛ ليتم استدعاؤهم بعد موسم الحج وتطبيق العقوبات النظامية في حقهم، كذلك أوجدنا فرقاً متخصصة ستجوب المشاعر لتطبيق البصمة العشوائية على الحجاج المفترشين والحجاج الذين يتواجدون في الشوارع والطرقات بالمشاعر، وسيفاجأ الحاج بطلب بصمته التي تكشف فيما بعد إذا كان حجه بتصريح أو بدون تصريح حتى تطبق عليه العقوبات النظامية بعد الحج سواءً كان مواطناً أومقيماً؛ لأن زيادة عدد الحجاج المخالفين فى الحج له سلبيات كثيرة على الخدمات المقدمة للحجاج والأمن والسلامة والصحة، وهذه يفتقد إليها المفترشون بسبب مخالفتهم للنظام. وسيشهد حج هذا العام إجراءات جديدة ومشددة في تطبيق العقوبات على مخالفي نظام الحج، وقيادة قوات أمن الحج كثفت الدوريات المتحركة والدوريات السرية والراجلة في جميع المنافذ والطرقات المؤدية إلى مكة المكرمة، وخلال الأيام الماضية ضبطنا مجموعة أشخاص مخالفين. تأمين نصف مسافة الطريق المؤدي من المجازر حتى الدور الثالث للأنفاق عبر سير كهربائي لتسهيل الرمي كما تم دعم مراكز الضبط الخارجية بعدد من رجال الأمن، حيث تم دعم مركز ضبط البهيته ب500 رجل أمن ما بين ضباط وأفراد، وآليات فنية، ومثلها مركز ضبط النوارية، وعلى ضوء المعطيات أنا متفائل بأن هذه الإجراءات المشددة ومنها العقوبات أو الإجراءات الاحترازية الموجودة في الميدان سوف تؤدي إلى الحد بنسبة كبيرة من الحجاج المخالفين لنظام الحج وهو عدم الحصول على تصريح الحج، وبالتالي ستكون سبباً رئيساً في التقليل من الافتراش في منى، وبقية المشاعرأيضاً والتخفيف من التزاحم في الحرم المكي الشريف الذي يشهد توسعة تاريخية أمر بها خادم الحرمين الشريفين وتنفذ خلال ثلاث سنوات، وكانت سببا في عملية تخفيض نسبة حجاج الداخل والخارج، ونؤكد أننا سوف نقضي على ظاهرة المخالفين في الحج -إن شاء الله- بإجراءاتنا الحازمة في مداخل مكة المكرمة. قوات الطوارئ * ما مدى التعاون بين قوات تنظيم المشاة وقوات الطوارئ الخاصة؟ - لا يوجد بيننا أي تعارض، وجميعنا نعمل لخدمة الحاج وراحته؛ فقوات الطوارئ الخاصة تتولى تشغيل منشأة الجمرات؛ في حين أن قوة تنظيم المشاة مسؤولة عن إدارة حركة الحجاج من توجههم من مخيماتهم إلى الجسر؛ فقوة إدارة تتنظيم المشاة تتولى تنظيم سير الحجاج من المخيمات إلى الجمرات والعودة إلى مخيماتهم ومنع الافتراش وحمل الامتعة والتحكم في الحشود البشرية، وهناك تنسيق واتصال مباشر مع إدارة الطوارئ لتنظيم حركة الحجيج وتدفقهم لمنشأة الجمرات وتناغم متواصل بيننا ولله الحمد. اللوحات الإرشادية * ما مدى الإفادة من اللوحات الإرشادية في الحج؟ - استخدمنا في الأعوام الماضية اللوحات الإرشادية اليدوية، وكان لها بعد توفيق الله مفعول طيب، حيث كانت اللوحات عبارة عن إشارات دولية متعارف عليها "الافتراش، حمل الأمتعة، دف العربات"، وكان لها نتائج إيجابية رائعة. مراحل العمل * ماذا عن الطلاب المشاركين في المهمة؟ وكيف يتم تهيئتهم لذلك؟ - خطتنا تمر بأربعة مراحل: (الأولى): تدريب الطلبة في مدن تدريبهم قبل أن يأتوا إلى مكة المكرمة؛ بمعنى محاكاة المهمة، وأساساً الطلبة وصف الضباط وهم في مدن تدريبهم يعلمون إلى أي طريق سيتجهون ويتم إبلاغهم منذُ شهر رمضان، وفي شهر العيد يبدأ التطبيق للمحاكاة على موقع كل وحدة، ويعرف كل منهم عناصر الخطة الرئيسة وماهو المطلوب منه، والمرحلة (الثانية) وصول القوات إلى مشعر منى، وفيها تدريب ميداني وتمارين اللياقة ورفع مستواها وحصة صباحية، ومن ثم َ نزول القوات إلى منطقة العمل منها أن يتعرّف الطالب وصف الضابط على منطقة عمله على الطبيعة، ويتعرف على معالم مشعر منى بكامله، وهذا أخذناه في عين الاعتبار، بحيث إن الطالب لو سأله أي حاج عن أي موقع لا يتردد في إجابته، والمرحلة (الثالثة) تبدأ منذَ الساعة السادسة يوم الثامن وتعتبر من أهم المراحل، والمرحلة (الرابعة) تبدأ منذَ الساعة الخامسة والنصف من يوم 10/12 وتكون نسبة التشغيل 100%، وتستمر حتى يوم 13/12. والطلاب المشاركون في مهمة الحج سبق وأن شاركوا في مهمة رمضان، ولديهم حصيلة وركيزه اساسية عن الازدحام والتعامل مع الحشود.
مشاركة :